غسل الجنابة

الغسل في الشرع هو سيلان الماء على جميع أعضاء البدن، مع النية،[١] وأما الجنابة فهي صفة تطلق على الشخص الذي جامع، أو أنزل المني، فيسمى الشخص جنباً،[٢] وقد أجمع الفقهاء على أن الجنابة سبب من الأسباب الموجبة للغسل، سواء كانت الجنابة بالجماع، أو بخروج المني، رجلاً كان أو امرأة، فهم في ذلك سواء، قال الله تعالى: (وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا).[٣][٤]


الغسل من الجنابة في رمضان

يسن للمسلم إذا أجنب في الليل من شهر رمضان أن يغتسل من الجنابة قبل طلوع الفجر، ليعقد نيته ويبدأ صيامه وهو على طهارة،[٥] إلا أنه يجوز له أن يؤخر الاغتسال إلى ما بعد طلوع الفجر، فقد جاء في صحيح البخاري عن أمهات المؤمنين عائشة، وأم سلمة، رضي الله عنهما: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يُدْرِكُهُ الفَجْرُ وهو جُنُبٌ مِن أهْلِهِ، ثُمَّ يَغْتَسِلُ، ويَصُومُ)،[٦][٧] وإذا أجنب الصائم في النهار من شهر رمضان، وجب عليه أن يغتسل عند القيام للصلاة، لعدم فواتها دون أن يصليها في وقتها، فلا حرج من الاغتسال في نهار رمضان، فهو كباقي الأيام،[٨] وتجدر الإشارة إلى أن الطهارة ليست من شروط صحة الصيام،[٩] فإن صيام الجنب صحيح باتفاق جمهور الفقهاء،[٩] إلا إذا كانت الجنابة بسبب الجماع في نهار رمضان، فإنه من تعمد الجماع في نهار رمضان فقد فسد صيامه، ويجب عليه القضاء والكفارة،[١٠] والأصل على المسلم أن يبادر فوراً إلى الغسل، متى ما حصل ما يوجبه، وذلك للمحافظة على أداء الصلوات بأوقاتها، سواء كان في شهر رمضان، أو غيره من الشهور.[١١]


كيفية الغسل من الجنابة في رمضان

تتحقق الطهارة من الجنابة في رمضان من خلال طريقتين، وبيانهما كما يأتي:[١٢]

  • صفة الغسل الكامل: وذلك بأن ينوي المغتسل الطهارة من الجنابة ويسمّي، ثم يغسل يديه ثلاث مرات، ثم ينظف فرجه ويغسله، ثم يتوضأ وضوءاً كاملاً، ثم يبدأ بغسل رأسه ثلاث مرات، ويحرص على وصول الماء إلى جميع شعره، فيقوم بتخليل أصول شعره بالماء، ثم يعممّ جسمه كاملاً بالماء مرة واحدة، فيبدأ بغسل شقه الأيمن، ثم شقه الأيسر، ويقوم بدلك جميع جسده، مع حرصه على عدم الإسراف في الماء.
  • صفة الغسل المجزئ: وذلك بأن ينوي المغتسل الطهارة من الجنابة، ثم يعمم كامل جسده بالماء مرة واحدة.


كما يجب على الصائم أن يحرص على عدم وصول الماء إلى حلقه وجوفه عندما يغتسل، لأن وصول الماء إلى الحلق أو الجوف يفسد الصيام، إلا إن وصله غلبة أو نسيان، فلا يفطر، وتجدر الإشارة أن دخول الماء للفم دون الحلق لا يضر الصيام، ولا يفسده.[١٣]


الحكمة من مشروعية الغسل

يعد الغسل شرطاً من شروط صحة العبادات، كالصلاة والطواف، فلا يصح أداء العبادة ممن وجب عليه الغسل لسبب من أسبابه، فالطهارة عبادة يمتثل بها المسلم أوامر ربه عزّ وجلّ، فالغسل سبب لنيل الأجر والثواب من الله تعالى، وسبب لتحقيق النظافة وإزالة ما يصيب الجسم من الأذى والروائح الكريهة، ويكسب الجسم النشاط والحيوية، ويطرد الخمول والكسل.[١٤]


المراجع

  1. سعيجد باعشن، شرح المقدمة الحضرمية المسمى بشرى الكريم بشرح مسائل التعليم، صفحة 128. بتصرّف.
  2. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 47. بتصرّف.
  3. سورة المائدة، آية:6
  4. عبد الله الطيار، الفقه الميسر، صفحة 104-107. بتصرّف.
  5. سعيد باعشن، شرح المقدمة الحضرمية المسمى بشرى الكريم بشرح مسائل التعليم، صفحة 565. بتصرّف.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة وأم سلمة، الصفحة أو الرقم:1925، صحيح.
  7. "الاغتسال من الجنابة قبل الفجر أفضل للصائم"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 21/6/2021. بتصرّف.
  8. "الاغتسال في نهار رمضان كالاغتسال في سائر الأيام"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 21/6/2021. بتصرّف.
  9. ^ أ ب دبيان الدبيان، موسوعة أحكام الطهارة، صفحة 305. بتصرّف.
  10. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 56. بتصرّف.
  11. "تأخير غسل الجنابة ولو لغير ضرورة لا حرج فيه"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 21/6/2021. بتصرّف.
  12. محمد بن إبراهيم التويجري، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة، صفحة 432. بتصرّف.
  13. "حكم ابتلاع الصائم الماء أثناء الوضوء"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 21/6/2021. بتصرّف.
  14. "مشروعية الغسل وحكمته"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 21/6/2021. بتصرّف.