كيفية صلاة التسابيح

صلاة التسابيح عبارة عن أربع ركعات يُصلّيها المسلم ويُسبّح فيها الله -تعالى- بالذّكر المأثور ثلاثمئة (300) مرّة، أي يُسبّح الله -تعالى- خمسةً وسبعين (75) مرّة في كلّ ركعة، وبيان كيفيّتها بالتفصيل فيما يأتي:[١]

  • ينوي المسلم أداء صلاة التسابيح، ثمّ يكبّر تكبيرة الإحرام ويقرأ سورة الفاتحة وما تيسّر من القرآن الكريم.
  • بعد قراءة ما تيسّر من القرآن يُسبّح الله -تعالى- بالذّكر المأثور: (سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر)، ويقوله خمس عشرة مرّة.
  • ثمّ يركع ويقول نفس الذّكر عشر مرّات.
  • ثمّ يعتدل من الركوع قائماً ويقول هذا الذّكر عشر مرَّاتٍ أيضاً.
  • ثمّ يسجد ويقوله في سجوده عشر مرّات، وإذا اعتدل من سجوده الأول قاله عشر مرَّاتٍ أيضاً، ويسجد السجدة الثانية ويقوله بنفس العدد، وكذلك إذا اعتدل من سجوده الثاني.
  • يقوم للركعة الثانية ويفعل فيها كما فعل في الركعة الأولى، فإذا قام للركعة الثالثة فعل ذلك أيضاً، وكذلك الأمر في الرّكعة الرابعة.


وقد ذُكِرت هذه الكيفية في الحديث الذي علّم النبي -صلى الله عليه وسلم- فيه عمّه العبّاس كيفية صلاة التسابيح، ويظهر من الحديث أنّ الرّكعات الأربعة موصولة معاً، أي لا يفصل بينها تشهُّدٌ في وسطها، ويكون التّشهد في الركعة الأخيرة فقط، ثمّ يُسلّم المُصلّي، وقال بعض أهل العلم: إنّ صلّاها المسلم في اللّيل يُسلّم من كلّ ركعتين، فتكون بتشهّدين، وإن صلّاها في النّهاء وصل الركعات بتشهُّدٍ أخير فقط، ويرى المالكية الفصل بين الركعتين بتشهُّدٍ وتسليمٍ في جميع الأوقات.[٢]


حكم صلاة التسابيح

تعدّدت آراء العلماء في حكم أداء صلاة التسابيح تِبعاً لتعدّد آرائهم في صحّة الحديث الوارد فيها، وبيان أقوالهم فيما يأتي:[٣]

  • القول الأول: الاستحباب

وهو قول بعض الشافعية، وابن المبارك، وغيرهم من أهل العلم، وهؤلاء صحّحوا حديث صلاة التسابيح، وقالوا باستحباب العمل به،[٣] وقد قال البيهقي: "كَانَ عَبْدُ الله بْنُ الْمُبَارَكِ يُصَلِّيهَا وَتَدَاوَلَهَا الصَّالِحُونَ بَعْضُهُمْ عَنْ بَعْضٍ".[٤]


  • القول الثاني: الجواز

وهو قول بعض الحنابلة، مع أنّهم قالوا بضعف الحديث الوارد فيها، إلا أنّهم أجازوها من باب جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال.


  • القول الثالث: عدم الجواز

وهو قول الإمام أحمد، فقد قال بعدم مشروعيّتها، وقال: "ليس فيها شيء يصح"، وقال النووي أيضاً: "في استحبابها نظر، لأنّ حديثها ضعيف، وفيها تغيير لنظم الصلاة المعروفة، فينبغي أن لا يفعل بغير حديث، وليس حديثها بثابت".


  • القول الرابع: مشروعة وغيرها أفضل

ذهب بعض أهل العلم إلى القول بمشروعية صلاة التسابيح، ولكن يرون أنّ أداء غيرها من النوافل مع إطالة قراءة القرآن الكريم أوْلى وأفضل.[٥]


فضل صلاة التسابيح

ورد فضل صلاة التسابيح في الحديث النبوي الذي تعدّدت آراء أهل العلم في صحّته، فهي سببٌ لمغفرة الذنوب وتكفير السيئات، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يا عبَّاسُ، يا عمَّاهُ، ألا أعطيكَ، ألا أمنحُك، ألا أحبوكَ، ألا أفعلُ لَك عشرَ خصالٍ إذا أنتَ فعلتَ ذلِك غفرَ اللهُ لَك ذنبَك أوَّلَه وآخرَه، وقديمَه وحديثَه، وخطأه وعمدَه، وصغيرَه وَكبيرَه، وسرَّهُ وعلانيتَه، عشرُ خصالٍ، أن تصلِّيَ أربعَ رَكعاتٍ...)،[٦] ثمّ ذكر له طريقة صلاة التسابيح بالتفصيل.[٧]

المراجع

  1. محمود عويضة، الجامع لأحكام الصلاة، صفحة 117، جزء 3. بتصرّف.
  2. "الكيفية الصحيحة لصلاة التسابيح"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 7/6/2023. بتصرّف.
  3. ^ أ ب كمال ابن السيد سالم، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، صفحة 427-428، جزء 1. بتصرّف.
  4. العظيم آبادي، عون المعبود وحاشية ابن القيم، صفحة 124، جزء 4.
  5. ياسر برهامي، دروس للشيخ ياسر برهامي، صفحة 15، جزء 23. بتصرّف.
  6. رواه ابن ماجه، في صحيح ابن ماجه، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:1387، صححه الألباني.
  7. أحمد حطيبة، شرح الترغيب والترهيب للمنذري، صفحة 4، جزء 12. بتصرّف.