شروط الطهارة للصيام
- اتّفق الفقهاء على أن الطهارة من الحيض والنفاس بالنسبة للنساء شرط من شروط صحة الصيام،[١] لأنّ الحيض والنفاس من موانع صحة الصوم، فالمرأة الحائض أو النفساء لا يصح صيامها أثناء الحيض أو النفاس، ويجب عليها أن تفطر أثناء حيضها أو نفاسها، وأن تقضي ما أفطرته من أيام بعد طهارتها،[٢] والدليل على ذلك ما جاء في الحديث عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنه- أنها قالت عندما سُئلت عن صوم الحائض: (كانَ يُصِيبُنَا ذلكَ، فَنُؤْمَرُ بقَضَاءِ الصَّوْمِ، ولَا نُؤْمَرُ بقَضَاءِ الصَّلَاةِ).[٣][٤]
- أما بالنسبة لغير الحائض والنفساء فلا تُشترط الطهارة لصحة الصيام، لا من الحدث الأكبر ولا الأصغر، فيَصِحُّ صيام من طلع عليه الفجر وهو جُنُب، حتى لو لم يغتسل، ويصح صيام المرأة التي طَهُرت من الحيض قبل الفجر وطلع عليها قبل أن تغتسل، حتى لو لم تغتسل، ويصح صيام غير المتوضئ، فلا يفسد الصيام بانتقاض الوضوء كالصلاة، وهذا باتفاق الفقهاء أيضاً، فلم يشترط أحدٌ منهم الطهارة لصحة الصيام، ودليلهم ما جاء في الحديث: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُصْبِحُ جُنُبًا مِن غيرِ احْتِلَامٍ، ثُمَّ يَصُومُ).[٥][٦]
شروط صحة الصيام
اختلف الفقهاء في شروط صحة الصيام، وتعددت مذاهبهم في ذلك على النحو التالي:
الحنفية
ذهب الحنفية إلى أن شروط صحة الصيام عددها ثلاثة، وهي:[٧]
- النية، وتجب في كل يوم من أيام رمضان، ولها شرطان هما التبييت أي النية قبل الفجر، والتعيين أي تحديد نوع الصوم.
- الخلو مما يفسد الصيام، ومفسداته هي: الجماع أو الاستمناء عمداً، ووصول أي شيء إلى الجوف عمداً أو خطأً، والقيء عمداً.
- الخلو عما ينافي صحة الصوم، وهو الكفر فلا يصح صوم الكافر، والحيض أو النفاس فلا يصح صيامهما.
المالكية
ذهب المالكية إلى اشتراط خمسة شروط لصحة الصيام، وهي:[٨]
- النية، وتكفي عندهم نية واحدة لكل صوم يجب فيه تتابع الأيام، كصوم رمضان، فتصح نية واحدة لكل الشهر، ويشترط في النية التبييت قبل الفجر، وتعيين نوع الصوم هل هو صوم رمضان أم نفل أم كفارة أم نذر أم قضاء.
- الطهارة من الحيض والنفاس.
- الإسلام، فلا يصح صيام الكافر.
- العقل، فلا يصح صيام المجنون ولا المغمى عليه، ولا يجب عليها الصيام.
- الزمان القابل للصوم، فلا يصح الصيام في يوم العيد لأن الصوم فيه محرم، فهو زمن لا يصلح للصوم.
الشافعية
وذهب الشافعية إلى أن لصحة الصوم شروطاً ثلاثة، ليست من ضمنها النية لأنها عندهم ركن من أركان الصيام، والشروط هي:[٩]
- الإسلام، فلا يصح صوم الكافر بحال من الأحوال.
- العقل، والمقصود به التمييز، فلا يصح عندهم صوم المجنون والطفل غير المميز، ويصح صيام الطفل المميز ويجب أن يؤمر به إذا بلغ سبع سنوات كالصلاة.
- الخلو من الأعذار التي تمنع صحة الصوم جميع نهار الصوم، كالحيض والنفاس والإغماء والجنون.
الحنابلة
واشترط الحنابلة لصحة الصيام خمسة شروط، هي:[١٠]
- الإسلام.
- العقل، ولا يجب عندهم قضاء الصوم في حالة الجنون، ويجب القضاء في حالة الإغماء إذا أفاق أثناء النهار ولو للحظة.
- التمييز.
- الطهارة من الحيض والنفاس.
- النية، ويشترط فيها التبييت والتعيين في كل يوم من أيام رمضان.
المراجع
- ↑ وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 1669. بتصرّف.
- ↑ عبد الله الطيار، الفقه الميسر، صفحة 33. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:335، حديث صحيح.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 21. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أم سلمة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1109، حديث صحيح.
- ↑ وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 1670. بتصرّف.
- ↑ نجاح الحلبي، فقه العبادات على المذهب الحنفي، صفحة 129. بتصرّف.
- ↑ كوكب عبيد، فقه العبادات على المذهب المالكي، صفحة 307-309. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي، صفحة 81. بتصرّف.
- ↑ سعاد زرزور، فقه العبادات على المذهب الحنبلي، صفحة 393. بتصرّف.