تعريف صلاة الحاجة وحكمها

صلاة الحاجة هي صلاةٌ يُؤدّيها المسلم إذا مسّه ضرٌّ، أو ضاق عليه أمر، أو تعذّر عليه الحصول على مُراده أو على حاجةٍ فيها صلاح دينه ودنياه، فيطلب فيها حاجته من الله -تعالى- ويتضرّع إليه مفتقِراً لإجابته.[١]


وصلاة الحاجة سُنَّةٌ مستحبَّةٌ باتفاق فقهاء المذاهب، واستدلّوا بالحديث الذي أخرجه الترمذي عن عبد الله بن أبي أوفى عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: (منْ كانتْ لهُ إلى اللهِ حاجةٌ أو إلى أحدٍ من بني آدمَ فلْيتوضأ فلْيحسنِ الوضوءَ ثم لْيصلِّ ركعتَينِ...)،[٢] واستدلّوا -أيضاً- بحديث عثمان بن حنيف -رضي الله عنه-: (أنَّ رجلًا ضريرَ البصرِ أتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: ادعُ اللهَ أن يُعافيَني، قال: إن شئتَ دعوتُ وإن شئتَ صبرتَ فهو خيرٌ لك، قال: فادْعُه، قال: فأمره أن يتوضأ فيحسنَ وضوءَه ويدعو بهذا الدعاء...).[٣][٤]


ويرى العديد من العلماء عدم مشروعية أداء صلاة الحاجة، لأنّ الأحاديث الواردة فيها ضعيفة، وحديث عبد الله بن أبي أوفى في سنده فائد الكوفي أبو الورقاء، وقد حكم عليه المحدّثون بالضعف والنّكارة،[٥] وقد جاء في فتاوى اللجنة الدائمة: "... فقد جاءت بأحاديث ضعيفة ومنكرة -فيما نعلم- لا تقوم بها حجة، ولا تصلح لبناء العمل عليها".[٦]


كيفية صلاة الحاجة

عدد ركعات صلاة الحاجة

تعدّدت آراء الفقهاء في عدد ركعات صلاة الحاجة تِبعاً لاختلاف الروايات الواردة في ذلك، وتوضيح أقوالهم فيما يأتي:[٧]

  • صلاة الحاجة ركعتان، وهو قول المالكية والشافعية والحنابلة.
  • صلاة الحاجة أربع ركعاتٍ، وهو قول الحنفية، وفي روايةٍ أخرى قالوا: اثنتا عشرة ركعة.


صيغة دعاء صلاة الحاجة

يُصلّي المسلم صلاة الحاجة، ثمّ بعد أن يُسلّم يدعو الله بدعاء الحاجة، وقد وردت أكثر من صيغةٍ للدعاء الخاص بصلاة الحاجة، وأبرزها:[٨]

  • ما جاء في قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (منْ كانتْ لهُ إلى اللهِ حاجةٌ أو إلى أحدٍ من بني آدمَ، فلْيتوضأ فلْيحسنِ الوضوءَ، ثم لْيصلِّ ركعتَينِ، ثم لْيُثنِ على اللهِ، ولْيُصلِّ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، ثم لْيقلْ: لا إلهَ إلا اللهُ الحليمُ الكريمُ، سبحانَ اللهِ ربِّ العرشِ العظيمِ، الحمدُ للهِ ربِّ العالمِينَ، أسألكُ موجباتِ رحمتِكَ، وعزائمَ مغفرتِكَ، والغنيمةَ من كلِّ برٍّ، والسلامةَ من كلِّ إثمٍ، لا تدَع لي ذنبًا إلا غفرتَهُ، ولا همًّا إلا فرَّجتهُ، ولا حاجةً هي لكَ رضًا إلا قضيتَها يا أرحمَ الراحمِينَ)،[٢] قال النووي: "قلتُ: ويُستحبّ أن يدعوَ بدعاء الكرب، وهو: (اللَّهُمَّ آتِنا في الدُّنْيا حَسَنَةً وفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذَابَ النَّارِ)".[٩]


  • ما جاء عن عثمان بن حنيف -رضي الله عنه-: (أنَّ رجلًا ضريرَ البَصرِ أتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ فقالَ: ادعُ اللهَ أن يعافيَني، قالَ: إن شئتَ دعوتُ، وإن شِئتَ صبرتَ فَهوَ خيرٌ لَكَ، قالَ: فادعُهْ، قالَ: فأمرَهُ أن يتوضَّأَ فيُحْسِنَ وضوءَهُ، ويدعوَ بِهَذا الدُّعاءِ: اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ وأتوجَّهُ إليكَ بنبيِّكَ محمَّدٍ نبيِّ الرَّحمةِ، إنِّي توجَّهتُ بِكَ إلى ربِّي في حاجَتي هذِهِ لتقضى ليَ، اللَّهمَّ فشفِّعهُ فيَّ).[٣]

المراجع

  1. أبو حامد الغزالي، إحياء علوم الدين، بيروت:دار المعرفة، صفحة 206، جزء 1. بتصرّف.
  2. ^ أ ب رواه الترمذي ، في سنن الترمذي ، عن عبدالله بن أبي أوفى، الصفحة أو الرقم: 479، غريب وفي إسناده مقال.
  3. ^ أ ب رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عثمان بن حنيف، الصفحة أو الرقم:3578، حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه وصححه الألباني.
  4. دائرة الإفتاء (19/4/2009)، "عاهدتُ الله أن أصلي يومياً صلاة الحاجة"، دائرة الإفتاء الأردنية، اطّلع عليه بتاريخ 18/3/2023. بتصرّف.
  5. مجموعة من المؤلفين، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 99-100، جزء 84. بتصرّف.
  6. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، فتاوى اللجنة الدائمة، الرياض:رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء، صفحة 161. بتصرّف.
  7. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة 1)، مصر:مطابع دار الصفوة، صفحة 212، جزء 27. بتصرّف.
  8. النووي، الأذكار، صفحة 184-185. بتصرّف.
  9. رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن عبد العزيز بن صهيب، الصفحة أو الرقم:2690، صحيح.