أيام التشريق هي الأيام الثلاثة التي تأتي بعد يوم النحر"عيد الأضحى"، وهي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشرمن شهر ذي الحجة، يقوم فيها الحجاج بالمبيت بمِنى، ورمي الجمرات والدعاء والذكر، واختُلف في سبب تسميتها بأيام التشريق، فقيل لأن الناس يُشرِّقون فيها الّلحوم، أي يُقدِّدونها ويجففونها في الشمس حتى لا تتعفن، وقيل سميت بذلك لأن الناس يذبحون فيها الهدي عند شروق الشمس.[١][٢]


هل يجوز صيام أيام التشريق؟

اختلف العلماء في حكم صيام أيام التشريق بالنسبة للحاج وغير الحاج، وبيانه كما يأتي:


حكم صيام أيام التشريق لغير الحاج

ذهب المالكية والشافعية والحنابلة إلى القول بحرمة صيام أيام التشريق لغير الحاج، وأمّا الحنفية فيقولون إن صيام أيام التشريق مكروه كراهة تحريمية، ودليل عدم جواز الصيام فيها هو قول النبي صلى الله عليه وسلم: (أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ).[٣][٤]


حكم صيام أيام التشريق للحاج

  • المالكية والحنابلة والحنفية: قالوا بحرمة صيام أيام التشريق بالنسبة للحاج، باستثناء الحاج المتمتع والقارن، فيجوز لهما الصيام إن تعذر عليهما ذبح الهدي، استدلالاً بقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (لَمْ يُرَخَّصْ في أيَّامِ التَّشْرِيقِ أنْ يُصَمْنَ، إلَّا لِمَن لَمْ يَجِدِ الهَدْيَ).[٥][٦]
  • الشافعية: قالوا بحرمة صيام أيام التشريق مطلقاً.[٦]


أسماء أيام التشريق

تُدعى أيام التشريق بأيام منى؛ وذلك لأن الحجاج يبيتون فيها بمنى،[٢] وقد أطلق أهل العلم على كل يوم من أيام التشريق الثلاثة اسماً خاصاً به، وذلك بحسب الأعمال التي يؤديها الحاج في كل يوم منها، وهي كالآتي:[١][٧]

  • يوم القرّ: وهو اليوم الأول من أيام التشريق، وهو اليوم الذي يلي يوم النحر، وسمي بيوم القرّ؛ لأن الحجاج يستقرون وينامون فيه بمنى بعد يوم النحر، فيسترحون فيه بعد أعمال الحج.
  • يوم النفر الأول: وهو ثاني يوم من أيام التشريق، وهو اليوم الثاني عشر من ذي الحجة، وسمي بذلك لأن الحجاج ينفرون فيه، أي يغادرون فيه من منى قبل غروب الشمس.
  • يوم النفر الثاني: وهو ثالث أيام التشريق، وهو اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة، وسمي بالنفر الثاني لنفير الحجاج ومغادرتهم لمنى بعد انتهائهم من مناسك الحج.


فضل أيام التشريق

أيام التشريق هي أيام فضيلة لما فيها من الأجر العظيم ومضاعفة للحسنات، وفيها تؤدى أفضل العبادات التي يتقرب فيها المسلم من ربه؛ ألاَ وهي ذكر الله تعالى، فقد أمر الله تعالى عباده بالإكثار من الذكر فيها، كما في قوله تعالى: (وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ)،[٨] والمقصود بالأيام المعدودات هي أيام التشريق،[٩] وقد وصفها النبي صلى الله عليه وسلم بأنها أيام ذكر لله، ومن الذكر المسنون في هذه الأيام التكبير بعد الصلوات، والتكبير في جميع الأوقات، في السوق، وفي البيت، وفي الطريق، تعظيماً لله تعالى، ويُسن فيها الإكثار من التسبيح والاستغفار والدعاء.[١٠][٢]


المراجع

  1. ^ أ ب مصعب سلمان أحمد السامرائي (18/9/2016)، التشريق/ "أيام التشريق.. أيام ذكر الله"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 9/12/2021. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت عبد الكريم بن صنيتان العمري، تسهيل المناسك، صفحة 91-92. بتصرّف.
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن نبيشة الخير الهذلي ، الصفحة أو الرقم:1141.
  4. عبد الرحمن بن محمد عوض الجزيري، الفقه على المذاهب الأربعة، صفحة 504-505. بتصرّف.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر وعائشة ، الصفحة أو الرقم:1997 .
  6. ^ أ ب عَبد الله بن محمد الطيّار،عبد الله بن محمّد المطلق،محمَّد بن إبراهيم الموسَى، الفِقهُ الميَسَّر، صفحة 24-25. بتصرّف.
  7. الشيخ الطبيب أحمد حطيبة ، شرح كتاب الجامع لأحكام العمرة والحج والزيارة، صفحة 12. بتصرّف.
  8. سورة البقرة، آية:203
  9. زين الدين عبد الرحمن بن أحمد بن رجب بن الحسن، السَلامي، البغدادي، ثم الدمشقي، الحنبلي، روائع التفسير، صفحة 153. بتصرّف.
  10. مجموعة من المؤلفين، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 375-377. بتصرّف.