تعريف فدية الصيام

تعرف الفدية في اللغة: بأنها مقدار من المال يُدفع للتخلص من شيء سيء، كالمال الذي يُدفع لتخليص الأسير من أسره، وفي الاصطلاح الشرعي: فهي بدل يدفعه المكلف ليتخلص من شيء سيء ومكروه، ويراد بفدية الصيام: بأنها البدل الذي يدفعه المكلف الذي عجز عن الصيام، تعويضاً عن عجزه للصيام وتقصيره في أداء العبادة على أتم وجه.[١][٢]


أسباب وجوب فدية الصيام

لوجوب الفدية على المكلف أسباب عدة، بيانها كما يأتي:[٣]

  • إفطار الحامل والمرضع: تعددت آراء الفقهاء في وجوب الفدية على الحامل والمرضع إذا أفطرتا في رمضان، سواء خافتا على نفسيهما، أو على طفليهما، أوعلى نفسيهما وطفليهما معاً، وبيان آرائهم كما يأتي:
  • القول الأول: ذهب الحنفية إلى عدم وجوب الفدية على الحامل والمرضع إذا أفطرتا في رمضان، سواء أفطرتا خوفاً على نفسيهما أو على طفليهما، ويلزمها القضاء فقط.
  • القول الثاني: ذهب المالكية إلى أن الحامل إذا أفطرت في رمضان فلا فدية عليها، وعليها القضاء فقط، أما المرضع فيجب عليها الفدية والقضاء معاً إذا أفطرت في رمضان.
  • القول الثالث: ذهب الحنابلة والشافعية إلى أن الحامل والمرضع إذا أفطرتا في رمضان خوفاً على نفسيهما فلا فدية عليهما، وعليهما القضاء فقط، وإذا أفطرتا خوفاً على ولديهما فقط فيجب عليهما الفدية مع القضاء.
  • تأخير قضاء رمضان حتى دخول رمضان القادم: اتفق الفقهاء على أنه من أخر قضاء ما عليه من رمضان حتى دخل عليه رمضان القادم لعذر معتبر في الشرع فلا فدية عليه، واختلفوا في وجوب الفدية لمن أخر القضاء حتى دخل رمضان القادم دون عذر على قولين، وهما:
  • القول الأول: يجب عليه الفدية، وهو قول المالكية والشافعية والحنابلة.
  • القول الثاني: لا يجب عليه الفدية، وهو قول الحنفية.
  • العاجز عن الصيام: ويشمل كبير السن الذي لا يقوى على الصيام ولا يطيقه، والمريض مرضاً دائماً لا يرجى شفاؤه، وقد اختلف الفقهاء في وجوب الفدية على الكبير والمريض الذي لا يرجى شفاؤه إذا أفطرا في رمضان على قولين اثنين، وهما:
  • القول الأول: ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والمالكية إلى وجوب الفدية عليهما.
  • القول الثاني: ذهب المالكية إلى أن الفدية غير واجبة في حقهما إذا أفطرا في رمضان، إلا أن الإمام مالك قال باستحبابها، فيطعم عن كل يوم أفطره مسكيناً.


مقدار فدية الصيام

اختلف فقهاء المذاهب الأربعة في مقدار فدية الصيام التي يجب أداؤها على من وجب عليه ذلك، وفيما يأتي بيان أقوالهم:[٤]

  • ذهب الحنفية إلى أن مقدار فدية الصيام هي صاع من التمر، أو صاع من الشعير، أو نصف صاع من الحنطة، عن كل يوم أفطره يطعم مسكيناً بهذا المقدار، والصاع يقدر بثلاثة كيلو غرامات.[٥]
  • ذهب المالكية والشافعية إلى أن مقدار الفدية هي مدّ من الطعام عن كل يوم، ويقدر المد بستمائة غرام.[٦]
  • ذهب الحنابلة أن مقدار الفدية هي مدّ من القمح، أو نصف صاع من التمر أو الشعير عن كل يوم.



مواضيع أخرى:

هل يجوز دفع كفارة الصيام نقداً؟

كفارة الصيام للمريض


المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الشاملة، صفحة 65. بتصرّف.
  2. أحمد مختار عمر، معجم اللغة العربية المعاصرة، صفحة 1682. بتصرّف.
  3. رجاء بن عابد المطرفي، الكفارات في الفقه الإسلامي، صفحة 277-292. بتصرّف.
  4. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 67. بتصرّف.
  5. "الصاع النبوي بالرطل وبالكيلو"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 31/8/2021. بتصرّف.
  6. "قضاء الصوم والفدية الواجبة وموجب الكفارة"، الإفتاء الأردني، اطّلع عليه بتاريخ 31/8/2021. بتصرّف.