مناسك الحج بالترتيب

تعريف مناسك الحج

مناسك الحجّ هي: الأعمال المخصوصة التي تؤدّى في وقتٍ مخصوصٍ؛ تعبّداً لله -سبحانه- وتقرّباً منه،[١] والحجّ ركنٌ من أركان الإسلام التي لا يقوم إلّا بها، فقد ثبت في الصحيح أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ)،[٢] فالحجّ عبادةٌ من أعظم وأجلّ العبادات والطاعات.[٣]


ما هي مناسك الحجّ؟

يؤدّى الحجّ بالإتيان بأعمال مخصوصةٍ في أوقاتٍ مخصوصةٍ، وفيما يأتي بيان وتفصيل تلك الأعمال بالترتيب:[٤]

  • الإحرام: أي عقد النيّة على أداء الحجّ، ويكون في اليوم الثامن من شهر ذي الحِجّة، فيغتسل مَن يريد الحجّ ويتطيّب ويصلّي ركعتَين وينوي أداء الحجّ ويلبّي قائلاً: (لبيك حجّاً).
  • الخروج إلى مِنى: يخرج الحاجّ إلى مِنى في اليوم الثامن بعد إحرامه، ويصلّي فيها الظُهر والعصر والمغرب والعشاء بالإضافة إلى الفجر من اليوم التاسع، وتؤدّى الصلوات ذوات الأربع ركعاتٍ قصراً؛ أي ركعتَين.
  • الوقوف في عرفة: يسير الحاجّ من مِنى إلى عرفة بعد طلوع شمس اليوم التاسع من ذي الحجّة، ويصلّي الظهر والعصر ركعتَين ركعتَين، ويجمع بينهما جمع تقديمٍ؛ أي أنّه يؤدّيهما وقت الظُهر، ويستمرّ الوقوف بعرفة إلى حين غروب الشمس، ويستغلّ وقت الوقوف بعرفة العبادات والطاعات بمختلف صورها وأشكالها؛ كالدعاء، وتلاوة القرآن، والذكر والتسبيح، وتجدر الإشارة إلى أنّ الوقوف بعرفة الركن الأعظم من أركان الحجّ؛ أي أنّ مَن لم يأتِ به فقد فات حجّه ويكون قد أدّى عمرةً؛ فيطوف بالكعبة، ويسعى بين الصفا والمروة، ويتحلّل بالحلق أو التقصير، ثمّ يُعيد الحجّ.
  • المبيت في مزدلفة: يسير الحاجّ من عرفة إلى مزدلفة بعد غروب شمس اليوم التاسع، ويصلّي فيها المغرب ثلاث ركعات والعشاء ركعتَين، ويجمع بينهما جمع تأخيرٍ؛ أي أنّه يؤديهما وقت العشاء، ذلك إن كان الوقت متسعاً لتأخيرهما، وإلّا فإنّه يؤديهما في أي مكانٍ قبل انتهاء وقت العشاء.
  • السير إلى مِنى والنزول فيها: يسير الحاجّ إلى مِنى صباح اليوم العاشر من ذي الحجّة، وهو ما يسمّى بيوم النَّحر، وهو أيضاً اليوم الأول من عيد الأضحى، ويقوم بعدّة أعمالٍ في ذلك اليوم، بيانها آتياً:
  • رمي جمرة العقبة الكبرى: يلتقط الحاجّ سبع حصياتٍ وهو سائرٌ باتجاه العقبة الكبرى؛ وهي الجمرة الواقعة آخر مِنى وهي الأقرب من مكة، وتُرمى الحصيات واحدةً بعد الأخرى، مع التكبير عند رمي كلّ جمرةٍ بقول: (الله أكبر)، وجَعْل الكعبة إلى اليسار ومِنى إلى اليمين.
  • ذبح الهَدْي: يذبح الحاجّ الهَدْي بعد رمي جمرة العقبة.
  • الحلق أو التقصير: يحلق الحاجّ شعر رأسه أو يقصّره، والحلق أفضل من التقصير في حقّ الحاجّ الرجل، أمّا المرأة فتقصّر.
  • طواف الإفاضة والسعي بين الصفا والمروة: يؤدّي الحاج طواف الإفاضة أو طواف الزيارة بالبيت سبعة أشواطٍ بعد الحلق أو التقصير، ثمّ يسعى بين الصفا والمروة سبعة أشواطٍ.
  • الرجوع إلى مِنى للمبيت ورمي الجمرات: يرجع الحاجّ إلى مِنى بعد الطواف والسعي ويقضي فيها أيام التشريق مع لياليها؛ أي الحادي والثاني والثالث عشر من شهر ذي الحجّة، ويرمي الجمرات الثلاث (الصغرى ثمّ الوسطى ثمّ جمرة العقبة) في كلّ يومٍ من أيام التشريق، ويكون الرمي لكلّ جمرةٍ بسبع حصياتٍ مع التكبير عند رمي كلّ حصاةٍ، ويقف داعياً ربّه بعد رمي الجمرة الصغرى والوسطى، ويُخيّر الحاجّ بالبقاء في منى إلى اليوم الثالث عشر، فله أن يبقى ويرمي الجمرات، وله أن يغادر مِنى، وإن أراد مغادرتها فيُغادرها قبل غروب شمس اليوم الثاني عشر وإلّا بقي فيها.
  • طواف الوداع: يسير الحاجّ بعد مبيته في مِنى إلى الكعبة، فيؤدي طواف الوداع سبعة أشواطٍ قبل مغادرته مكّة، ويكون الطواف آخر عملٍ من أعمال الحجّ وآخر ما يُؤدّى في مكّة.


المراجع

  1. "تعريفُ الحجِّ والعُمْرَة وفَضْلُهما"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 15/4/2021. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:8، صحيح.
  3. محمد صالح المنجد (27/11/2006)، "صفة الحج"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 15/4/2021. بتصرّف.
  4. ابن عثيمين، مناسك الحج والعمرة والمشروع في الزيارة، صفحة 56-79. بتصرّف.