تُعرّف العادة السرية بتعمّد وتقصد إخراج المني بشهوة دون مباشرة الزوجة، وقد يكون ذلك باستخدام اليد أو أي شيء آخر من الجمادات.[١]


هل العادة السرية تُبطل الصيام؟

تعدّ العادة السرية سبباً في إبطال الصيام، فمن لجأ إليها وحصل نزول المني بطل صومه وأفطر، وإذا كان ذلك في شهر رمضان فإنّه يترتّب على ذلك ثلاثة أمور بيانها كما يأتي:[٢]

  • وجوب إمساك بقية اليوم، فلا يجوز الإفطار، حُرمة لشهر رمضان.
  • المبادرة بالتوبة والإنابة إلى الله -تعالى- لإفساد صيام يوماً من نهار رمضان.
  • قضاء هذا اليوم الذي بطل صيامه.


كيفية الطهارة بعد ممارسة العادة السرية في رمضان

تكون كيفية الطهارة بعد ممارسة العادة السرية في رمضان وغيره وفق نتيجة الفعل، وبيان ذلك كما يأتي:[٣][٤]

  • إذا ترتّب على ممارسة العادة السرية نزول المذي، وهو سائل رقيق شفاف لزج، يخرج عند المداعبة أو إرادة الجماع وتذكره، كما يكون على شكل قطرات وقد لا يشعر به الإنسان حال خروجه فيلزم حينئذ غسل الفرج جيداً، والوضوء ثمّ الصلاة لمن أراد ذلك.
  • إذا ترتب على ممارسة العادة السرية نزول المني وهو سائل ثخين، أبيض اللون مائل إلى الصفرة، يكون خروجه بشهوة على شكل دفعات وتدفق، فيلزم حينئذ الغسل، كغسل الجنابة.
  • إذا ترتب على ممارسة العادة السرية انتفاء نزول المذي أو المني، فلا يلزم حينها الوضوء أو الغسل.


حكم العادة السرية

حكم العادة السرية لغير حاجة

تعددت آراء العلماء في حكم ممارسة العادة السرية لغير حاجة إلى قولين، بيانهما كما يأتي:[٥]

  • الجمهور: قالوا بحرمة العادة السرية حال كونها لغير حاجة، وقد استدلوا على ذلك بقول الله -تعالى-: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ).[٦]
  • الحنفية ورواية عن الإمام أحمد: قالوا بكراهة العادة السرية حال كونها لغير حاجة.


حكم العادة السرية لخوف الزنا

تعددت آراء العلماء في حكم ممارسة العادة السرية خشية الوقوع في الزنا إلى قولين، بيانهما كما يأتي:[٥]

  • الحنفية والحنابلة: قالوا بإباحة ممارسة العادة السرية حال خشية الوقوع في الزنا، وقد عبّر الحنفية بقولهم: "الرجاء ألّا يعاقب".
  • المالكية والشافعية: قالوا بحرمة ممارسة العادة السرية حال خشية الوقوع في الزنا، وذلك لأنّ الفرج لا يُباح بالضرورة، وقد دعا الإسلام إلى الصيام والإكثار منه حال الرغبة الشديدة بالنكاح.


حكم العادة السرية عند تحقق الوقوع في الزنا بدونها

اتفق جمهور العلماء من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة على إباحة ممارسة العادة السرية في حال كونها الوسيلة الوحيدة لدفع الوقوع في الزنا، وكان الزنا متحققاً بدونها، وفي ذلك قال المالكية بأنّ في الاستمناء ارتكاب أخف المفسدتيْن.[٥]


حكم الاستمناء بيد الزوجة

تعددت آراء العلماء في حكم استمناء الرجل بيد زوجته إلى قولين بيانهما كما يأتي:[٥]

  • الجمهور: ذهب جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة والحنفية في رأي إلى جواز استمناء الرجل بيد زوجته لكونها محل استمتاعه.
  • الحنفية في رأي والقاضي حسين من الشافعية: قالوا بكراهة استمناء الرجل بيد زوجته.


المراجع

  1. محمد الشوكاني، بلوغ المني في حكم الاستمناء، صفحة 9. بتصرّف.
  2. محمد المنجد، موقع الاسلام سؤال وجواب، صفحة 3188. بتصرّف.
  3. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الاسلامية، صفحة 7271. بتصرّف.
  4. "الفرق بين المني و المذي و الودي وأحكام كلاً منها"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 2-10-2021. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت ث مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 272-274. بتصرّف.
  6. سورة المؤمنون، آية:5