النية في اللغة: هي القصد والعزم، وفي الشرع: أن يقصد فعل الطاعة فرضاً كانت أو نافلة تقرباً لله تعالى،[١] والصوم في اللغة: هو الإمساك والامتناع، وشرعاً: هو الإمساك عن الطعام والشراب والجماع، وغيرهم من المفطرات من الفجر إلى المغرب مع النية.[٢]


حكم نية الصوم

اتفق جمهور الفقهاء على أن النية مطلوبة في جميع أنواع الصيام فرضاً كانت أو نافلة، فالصيام عبادة من العبادات التي شرعها الله تعالى على خلقه، والعبادة لا تصح ولا تقبل من غير نية، وقد اختلف الفقهاء في كون النية شرط لصحة الصيام أم ركن من أركانه، وبيان مذاهبهم كما يأتي:[٣]

  • ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والحنابلة أن النية شرط من شروط الصيام، لأن الصيام عبادة والعبادة يشترط فيها النية.
  • ذهب الشافعية إلى أن النية ركن من أركان الصيام، مثل ركن الامتناع عن المفطرات.


أحكام نية الصوم

يتعلق بنية الصوم مجموعة من الأمور والأحكام لا بد من معرفتها ومراعاتها، وبيان هذه الأمور كما يأتي:[٤][٥]

  • الجزم في النية: ويراد بجزم النية أي عدم التردد والشك فيها، كأن يتردد في النية بين صيام قضاء رمضان أو صيام تطوع، ويعد الجزم في النية شرط عند جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة، خلافاً للحنفية فلم يشترطوا ذلك.
  • تعيين النية: ويقصد بتعيين النية تحديد جنس الصوم، هل هو صوم فرض أم نافلة؟، وإذا كان صوم فرض، هل هو صوم فرض قضاء رمضان، أو صوم نذر، أو صوم كفارة؟، وإذا كان نافلة، هل هو صوم عاشوراء، أم عرفة؟ وغير ذلك، وقد اتفق جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة إلى اشتراط تعيين النية في صيام الفرض دون النافلة، وقال الحنفية أن تعيين النية يشترط في بعض أنواع الصيام، مثل صيام قضاء رمضان والكفارات، ولا تشترط في بعضها، مثل صيام رمضان لأنه مقيد بزمان، وصيام النافلة.
  • تبييت النية: ويقصد بتبييت النية بأن يعقد نية صيام الفرض ليلاً قبل أن تطلع الشمس، وهو شرط متفق عليه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (منْ لمْ يُبَيِّتِ الصيامَ قبلَ طلوعِ الفجرِ، فلا صيامَ لهُ[٦] وذهب الحنفية إلى جواز إيقاع النية بعد طلوع الفجر في بعض أنواع الصيام، وقد اتفق جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة إلى عدم اشتراط تبييت النية في صيام النافلة، فتجوز النية في صيام النافلة بعد الفجر للظهر، استدلاً بحديث السيدة عائشة رضي الله عنها حيث قالت: (دَخَلَ عَلَيَّ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ذَاتَ يَومٍ فَقالَ: هلْ عِنْدَكُمْ شيءٌ؟ فَقُلْنَا: لَا، قالَ: فإنِّي إذَنْ صَائِمٌ)،[٧] واشترط المالكية تبييت النية قبل طلوع الفجر في صيام النافلة.
  • تجديد النية: ويقصد بتجديد النية: أي عقد نية الصيام كل ليلة من ليالي شهر رمضان، فلا يجوز عقدها مرة واحدة عن الشهر كله، وهذا شرط عند الحنفية والشافعية والحنابلة، خلافاً للمالكية فقالوا بجواز صوم رمضان كاملاً بنية واحدة.


المراجع

  1. البركتي] ، التعريفات الفقهية، صفحة 234. بتصرّف.
  2. سعيد بن وهف القحطاني، الصيام في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 6-7. بتصرّف.
  3. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 1670-1671. بتصرّف.
  4. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 1671-1677. بتصرّف.
  5. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 21-25. بتصرّف.
  6. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:8999، صحيح.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1154، صحيح.