شروط الطهارة من الحيض للصيام

الحيض

الحيض لغة هو: السيلان، وفي الاصطلاح الشرعي: هو دم يخرج من رحم المرأة عند بلوغها في وقت معلوم، على سبيل الصحة، ويحرم بالحيض فعل بعض العبادات والأمور، وهي:^[١]

• الصلاة والصوم: يحرم على الحائض الصلاة والصوم الفرض والنفل منهما، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أَليسَ إذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ ولَمْ تَصُمْ، فَذلكَ نُقْصَانُ دِينِهَا).^[٢]
• الطواف: فيحرم على الحائض أن تطوف بالبيت، سواء كان فرضاً أو نفلاً، ودليل ذلك ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم للسيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (افْعَلِي كما يَفْعَلُ الحَاجُّ غيرَ أَنْ لا تَطُوفي بالبَيْتِ حتَّى تَطْهُرِي).^[٣]
• الجماع والطلاق: فلا يجوز للرجل أن يجامع امرأته في فترة حيضها، ولا يجوز كذلك أن يطلقها وهي حائض.
• دخول المسجد والمكث فيه: فيحرم على الحائض أن تدخل المسجد وتلبث فيه؛ خشية أن تلوّثه.
• مس مصحف: فيحرم على المرأة الحائض أن تمس القرآن الكريم عند جمهور أهل العلم، لقول الله تعالى: (لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ).^[٤]

أحكام الطهارة من الحيض للصيام

يشترط لوجوب الصوم على المرأة طهارتها من دم الحيض، فإذا انقطع الدم وتيقنت الطهارة وجب عليها الغسل، وفيما يأتي بعض الأحكام المتعلقة بطهارة الحائض في رمضان:

• طهارة الحائض قبل الفجر: إذا طهرت المرأة من حيضها قبل الفجر، وتيقنت من طهارتها، يلزمها أن تعقد النية للصيام، ويعد صومها صحيحاً حتى إن أخرت اغتسالها بعد الفجر، إذ إن الطهارة من الحيض ليست شرطاً لصحة الصيام، فقد جاء في صحيح مسلم من حديث أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُصْبِحُ جُنُبًا مِن غيرِ احْتِلَامٍ، ثُمَّ يَصُومُ)،^[٥] إلا أن الأصل أن تبادر إلى الغسل مباشرة، حرصاً على عدم تفويت صلاة الفجر، إذ إنه يترتّب الإثم على تضييع الصلاة وعدم أدائها في وقتها، فإن أخرت الاغتسال إلى الظهر مثلاً، وجب عليها أن تتوب إلى الله تعالى وتقضي الصلاة التي فاتتها.^[٦]
• طهارة الحائض في نهار رمضان: إذا انقطع دم الحيض عن المرأة في نهار رمضان وتيقنت الطهارة، وقامت بالاغتسال الواجب المترتب عليها، فإن الفقهاء قد اختلفوا في لزوم إمساك بقية اليوم عليها، وبيان ذلك كما يأتي:^[٧][٨]
• القول الأول: ذهب الحنفية والحنابلة إلى أنه يجب على المرأة الإمساك بقية اليوم الذي طهرت فيه، فلا يجوز لها أن تأكل وتشرب، وذلك لأن عذر الإفطار وهو الحيض قد زال، وبطهارة الحائض أصبحت من أهل الوجوب التي يجب الصيام في حقها، ويلزمها قضاء هذا اليوم بعد انتهاء شهر رمضان.
• القول الثاني: ذهب المالكية والشافعية ورواية عند الحنابلة إلى أنه لا يجب على المرأة الإمساك بقية اليوم الذي طهرت فيه، ويجوز لها أن تأكل وتشرب، وذلك لأنه لا دليل على وجوب إمساك بقية اليوم، ولا فائدة منه، لوجوب قضاء هذا اليوم عليها، ولأن حرمة الزمن قد زالت، لإفطارها في أول النهار.

مواضيع أخرى:

شروط الطهارة للصيام

هل الجنابة تبطل الصيام؟