الترجيع أو الاستفراغ مصدر من الفعل استفرغ، وهو التقيؤ أي إخراج ما في البطن من أكل وشرب،[١] وفي الشرع يُطلق عليه لفظ الاستقاء لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (وإن استَقاءَ فليقضِ)،[٢][٣] والترجيع قد يكون بإرادة الإنسان أو دون ذلك، لذا فإنّ حكمه حال الصيام يختلف بكونه عمداً أم لا، وفيما يأتي بيان ذلك.


هل الترجيع يبطل الصيام؟

حكم الترجيع عمداً

اتفق الفقهاء على أنّ الصائم إذا تعمّد الترجيع والاستفراغ سواء كان ذلك عن طريق شمّ رائحة تُسبّب له ذلك، أو بإدخال إصبعه في فمه أو نحو ذلك، فقد أفطر وبطل صومه، ولا كفارة عليه ولكن يلزمه قضاء اليوم إن كان ذلك في شهر رمضان، أمّا إن كان صيامه صيام تطوع فلا يلزمه ذلك، وقد استدلوا على ذلك بقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (ومَنْ استقاءَ عمدًا فليقضِ).[٤][٣][٥]


حكم مَن غلبه الترجيع

اتفق الفقهاء على أنّ الصائم إذا غلبه الترجيع والاستفراغ بحيث كان ذلك رغماً عنه دون أن يتعمّد استخراجه فإنّ صومه صحيح ولا يبطل، فيُتمّ صيام يومه، ولا يلزمه قضاء وقد استدلوا على ذلك بقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَنْ ذرعَه القيءُ فليسَ عليهِ قضاءٌ).[٤][٣][٥]


مُبطلات الصيام

هناك جملة من الأعمال تُسبب بطلان الصيام وفساده، ومنها ما يأتي:[٦]

  • الجماع في نهار رمضان: اتفق الفقهاء على أنّ الجماع في نهار رمضان يبطل الصيام وذلك لقول الله -تعالى-:(أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ)،[٧] ولما ثبت عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (بيْنَما نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، إذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يا رَسولَ اللَّهِ هَلَكْتُ. قَالَ: ما لَكَ؟ قَالَ: وقَعْتُ علَى امْرَأَتي وأَنَا صَائِمٌ)،[٨]
  • الأكل أو الشرب عمداً: اتفق الفقهاء على أنّ تعمّد الأكل أو الشرب في نهار رمضان يبطل الصيام لقول الله -تعالى-: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ)،[٧] أي أنّه يجب ترك الأكل والشرب منذ طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس ليلاً، ثمّ يُباح الأكل والشرب من الليل حتى طلوع الفجر الثاني،[٩] أمّا إن أكل أو شرب الصائم في نهر رمضان ناسيا من غير قصد فلا يبطل صيامه، ولا يلزمه القضاء، وذلك لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن نَسِيَ وَهو صَائِمٌ، فأكَلَ، أَوْ شَرِبَ، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، فإنَّما أَطْعَمَهُ اللَّهُ وَسَقَاهُ).[١٠][١١]
  • الحيض والنفاس: اتفق الفقهاء على أنّ خروج دم الحيض أو النفاس يُبطل الصيام سواء كان ذلك في أول النهار أو آخره، ويلزمها القضاء، وقد استدلوا على ذلك بما ثبت عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (ما بَالُ الحَائِضِ تَقْضِي الصَّوْمَ، ولَا تَقْضِي الصَّلَاةَ. فَقالَتْ: أحَرُورِيَّةٌ أنْتِ؟ قُلتُ: لَسْتُ بحَرُورِيَّةٍ، ولَكِنِّي أسْأَلُ. قالَتْ: كانَ يُصِيبُنَا ذلكَ، فَنُؤْمَرُ بقَضَاءِ الصَّوْمِ، ولَا نُؤْمَرُ بقَضَاءِ الصَّلَاةِ).[١٢][١٣]


المراجع

  1. "تعريف و معنى الاستفراغ في معجم المعاني الجامع"، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 28-10-2021. بتصرّف.
  2. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2380 ، صحيح.
  3. ^ أ ب ت "الاستِقاءُ"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 28-10-2021. بتصرّف.
  4. ^ أ ب رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:720 ، صحيح.
  5. ^ أ ب "الصائم إذا غلبه القيء"، اسلام ويب، 5-9-2010، اطّلع عليه بتاريخ 28-10-2021. بتصرّف.
  6. صهيب عبد الجبار، الجامع الصحيح للسنن والمسانيد، صفحة 278. بتصرّف.
  7. ^ أ ب سورة البقرة، آية:187
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1936 ، صحيح.
  9. عبد الله الطيار، عبد الله المطلق، محمد الموسى، الفقه الميسر، صفحة 54. بتصرّف.
  10. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1155، صحيح.
  11. صهيب عبد الجبار، الجامع الصحيح للسنن والمسانيد، صفحة 272. بتصرّف.
  12. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:335 ، صحيح.
  13. عبد الله الطيار، عبد الله المطلق، محمد الموسى، الفقه الميسر، صفحة 58. بتصرّف.