كم مقدار زكاة الفطر بالكيلو؟

إن مقدار زكاة الفطر بالكيلو هو ثلاثة كيلو غرام تقريباً،[١] حيث بيّن النبي صلى الله عليه وسلم مقدار زكاة الفطر، بأنه صاع من الطعام من قوت أهل البلد، فعن الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَرَضَ زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ علَى كُلِّ حُرٍّ، أوْ عَبْدٍ ذَكَرٍ أوْ أُنْثَى مِنَ المُسْلِمِينَ)،[٢] والصاع المُقدّر هو صاع النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أربعة أمداد، والمُدّ يعادل ملء اليدين للشخص المعتدل، وعليهِ فإن أهل العلم قدّروا الصاع بثلاثة كيلو غرام تقريباً، إلا أنه عند حساب مقدار زكاة الفطر بالكيلو، قد يختلف الوزن باختلاف جنس المكيل، فعل سبيل المثال، صاع القمح يساوي تقريباً (2.25 كيلو غرام)، وصاع التمر يساوي تقريباً (1.50 كيلو غرام)، وصاع الأرز يساوي (2.50 كيلو غرام)، حيث يعود هذا الاختلاف بسبب أن الصاع هو مكيال يقيس الحجم وليس الوزن.[٣][٤]


جنس ما يتم إخراجه في زكاة الفطر

زكاة الفطر تُخرج من أي طعام يقتاته الناس ويدّخرونه في بلدهم، كالقمح، والشعير، والتمر، والزبيب، والأرز، والذّرة، والأقط (اللبن المجفف)، وغير ذلك من أنواع الطعام، وما جاء في حديث الصحابي الجليل أبي سعيد الخدري رضي الله عنه من قوله: (كُنَّا نُخْرِجُ زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِن طَعَامٍ، أوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ،  أوْ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أوْ صَاعًا مِن أقِطٍ، أوْ صَاعًا مِن زَبِيبٍ)،[٥] فهو ليس على سبيل الحصر والتحديد في أنواع هذه الأطعمة فقط، وإنما هذه الأطعمة التي ذكرت في الحديث كانت أنواع الطعام التي كانوا يقتاتونها في زمانهم وبلدتهم، حيث كان الصحابة الكرام يُخرجون منها، وأما في زماننا فقد بيّن العلماء أن كل طعام يقتاته الناس في بلدهم وزمانهم، وأغلب اعتماد أكلهم عليه يجوز إخراج زكاة الفطر فيه، مثل الأرز.[٦]


الحكمة من مشروعية زكاة الفطر

تكمن الحكمة والغاية من فرض الله تعالى على عباده بإخراج زكاة الفطر ووجوبها عليهم في أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك ما جاء عن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنه في قوله: (فرضَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ زَكاةَ الفطرِ طُهرةً للصَّائمِ منَ اللَّغوِ والرَّفثِ وطعمةً للمساكينِ)،[٧] فالحكمة من وجوب زكاة الفطر هي ما يأتي:[٨]

  • تطهير للصائم من اللغو والرفث والخطأ الذي أحدثه خلال صيامه في شهر رمضان المبارك، وتطهير لنفسه من الخصال السيئة كالبخل والشح.
  • سد حاجة الفقراء والمساكين عن سؤال الناس يوم العيد، وإعانتهم ومواساتهم وإسعادهم في هذا اليوم، ليكون يوم العيد يوم فرح وسرور لجميع فئات المجتمع، مما يؤدي إلى نشر المحبة والألفة بين المسلمين.
  • شكر الله تعالى على نعمة صيام شهر رمضان المبارك والقدرة على إكماله، والقيام بالطاعات والأعمال الصالحة، لتكميل الأجر وتنمية العمل الصالح وقبوله عند الله تعالى.


المراجع

  1. "مقدار الصاع في زكاة الفطر بالكيلو"، الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 15/9/2021. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر ، الصفحة أو الرقم:1504.
  3. الشيخ الطبيب أحمد حطيبة، شرح كتاب الجامع لأحكام الصيام وأعمال رمضان، صفحة 10. بتصرّف.
  4. سعيد بن علي بن وهف القحطاني، زكاة الفطر : آداب، وأحكام، وشروط، ودرجات، ومسائل في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 16-19. بتصرّف.
  5. رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن أبو سعيد الخدري ، الصفحة أو الرقم:1506.
  6. "المبحث الأوَّل: جِنس ما يُخرَج في زكاة الفِطر"، الدرر السنية الموسوعة الفقهية، اطّلع عليه بتاريخ 15/9/2021. بتصرّف.
  7. رواه الألباني ، في صحيح أبي داود ، عن عبدالله بن عباس ، الصفحة أو الرقم:1609.
  8. مجموعة من المؤلفين، الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 142. بتصرّف.