شرع الله -تعالى- الصيام لتحقيق التقوى وذلك لقول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)،[١] حيث يُقصد بالتقوى الاستجابة لأوامر الله -تعالى- واجتناب وترك نواهيه، وقد ذكر العلماء حِكماً عديدةً لمشروعية الصيام إلّا أنّ جميعها تعدّ من خصال وصفات التقوى ومنها: أنه وسيلة لشكر الله -تعالى- على نعمه، ووسيلة لترك المحرمات، والتخلص من الشهوات، وقهر الشيطان والتغلب عليه، ووسيلة لترغيب المؤمن فيما عند الله والزهد في الدنيا، ووسيلة لتعويده على الإكثار من العبادة وفعل الطاعات، ومن خلال ما سبق يجدر بالمسلم العلم بأنّ الله -تعالى- لم يشرع أمر أو حُكم إلّا وفيه حكمة وغاية عظيمة ونفع يعود على عباده.[٢]


فضل الصيام

هناك العديد من الفضائل والفوائد للصيام ومنها ما يأتي:[٣][٤][٥]


نيل الأجر العظيم والمغفرة

فالصيام سبب لمضاعفة الحسنات، وتكفير السيئات، ومحو الذنوب، ورفع الدرجات، وقد دلّ على ذلك قول الله -تعالى-: (وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ.. أَعَدَّ اللَّـهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا).[٦]


استجابة الدعاء

فالصيام سبب لاستجابة الدعاء، وقبوله عند الله تعالى، وقد دلّ على ذلك قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (ثلاثة لا تردُّ دعوتُهم)،[٧] وذكر أحدهم: (والصَّائمُ حتَّى يفطرَ).[٧]


وقاية من النار

حيث إن الصيام يمنع من دخول صاحبه النار، فهو وقاية وتحصين له منها، وقد دلّ على ذلك قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (الصِّيامُ جُنَّةٌ من النَّارِ ، كَجُنَّةِ أحدِكمْ من القِتالِ).[٨]


تحقيق التكافل والوحدة

فهو يؤدي إلى تحقيق التكافل والوحدة في المجتمع الإسلامي، وتعزيز الروابط بين أفراده، وتحقيق العدل والمساواة فيما بينهم، فهو يمنع الاختلاف، ويعوّد على الالتزام والنظام.


الشفاعة يوم القيامة

حيث إن الصيام يشفع لصاحبه يوم القيامة، وقد دلّ على ذلك قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (الصيامُ والقرآنُ يشفعانِ للعبدِ يومَ القيامَةِ ، يقولُ الصيامُ : أي ربِّ إِنَّي منعْتُهُ الطعامَ والشهواتِ بالنهارِ فشفِّعْنِي فيه).[٩]


تربية النفس وضبطها

حيث إن الصيام يضبط النفس البشرية ويربّيها على الصبر والتحمّل، ويعلّمها القدرة على مقاومة رغباتها والامتناع عنها، ويؤدي إلى تقويم سلوكها وأدائها، مما يؤدي إلى التحلي بالأخلاق الكريمة، والسلوكيات الحسنة


دخول الجنة من باب الريان

وهو أحد أبواب الجنة الثمانية مخصص للصائمين فقط، وقد دلّ على ذلك وقل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ في الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ له الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ منه الصَّائِمُونَ يَومَ القِيَامَةِ، لا يَدْخُلُ منه أحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ لا يَدْخُلُ منه أحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ منه أحَدٌ).[١٠][١١]


الصيام وقاية من الشهوات

وقد دلّ على ذلك قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم:(مَنِ اسْتَطَاعَ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فإنَّه أغَضُّ لِلْبَصَرِ، وأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، ومَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ، فإنَّه له وِجَاءٌ).[١٢]


تحقيق الرحمة في القلوب

فهو يجعل المسلم يشعر بإخوانه الفقراء المحتاجين، فيدفعه إلى تقديم المساعدة لهم، والبذل والعطاء لسدّ حاجاتهم، مما يؤلّف بين قلوبهم، وينشر المحبة والرحمة في نفوسهم.


المراجع

  1. سورة البقرة، آية:183
  2. محمد المنجد، موقع الاسلام سؤال وجواب، صفحة 3605. بتصرّف.
  3. سعيد القحطاني، الصيام في الاسلام في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 10-22. بتصرّف.
  4. "تتمة لفضائل وفوائد الصيام"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 19/10/2021. بتصرّف.
  5. عبد الله الطيار، الفقه الميسر، صفحة 12. بتصرّف.
  6. سورة الأحزاب، آية:35
  7. ^ أ ب رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1432 ، صحيح.
  8. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عثمان بن أبي العاص الثقفي، الصفحة أو الرقم:3879 ، صحيح.
  9. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:3882 ، صحيح.
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سهل بن سعد الساعدي، الصفحة أو الرقم:1896 ، صحيح.
  11. خالد الجريسي، الصوم جنة، صفحة 36. بتصرّف.
  12. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:1905 ، صحيح.