الإيمان وأركانه

الإيمان في اللغة مصدرٌ من الفعل آمن، ويُراد به عدّة معانٍ؛ منها: الأمن الذي يضادّ الخوف، والتصديق الذي يضادّ التكذيب، أمّا الإيمان في الشَّرع فهو: اعتقادٌ في القلب، وقولٌ باللسان، وعملٌ بالجوارح، والاعتقاد في القلب يعني: الإيمان والتصديق بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشرّه، وقول اللسان هو: النطق بالشهادَتَين، وعمل الجوارح هو: اتّباع أوامر الله -سبحانه- وأوامر رسوله -عليه الصلاة والسلام- والانتهاء عمّا نهى كلٌّ منهما عنه، وفي المقال الآتي بيانٌ لحقيقة الإيمان باليوم الآخر.[١]


الإيمان بيوم القيامة

الإيمان بيوم القيامة أو اليوم الآخر ركنٌ من أركان الإيمان وأصلٌ من أصوله، ويعني التصديق الجازم بوقوعه ومجيئه والعمل في الحياة الدنيا وفق ذلك، وهو اليوم الذي يبعث فيه الله -تعالى- الناس للحساب والجزاء، كما يسمّى باليوم الآخر؛ لأنّه لا يوم بعده، والإيمان به يضمّن ثلاثة أمورٍ بيانها آتياً:[٢]

  • الإيمان بالبعث: أي التصديق بأنّ الله -تعالى- سيُحيي الموتى ويبعثهم ويُخرجهم من قبورهم، وذلك الوقت الذي سُيجازى كلّ عبدٍ على ما قدّم من أعمالٍ في حياته الدنيا بعد أن أقام عليهم الحُجّة بإرسال الرُسل لتبليغهم وإرشادهم.
  • الإيمان بالجزاء والحساب: أي التصديق بأنّ الله -تعالى- سيُحاسب عباده على أعمالهم وسُيجازيهم عليها، فمَن جاء بالحسنة فله عشرُ أمثالها، ومَن جاء بالسيئة فلا يُجازى إلّا مثلها.
  • الإيمان بالجنة والنار: بالتصديق والإقرار بأنّ الله -تعالى- أعدّ الجنة وجعلها دار النعيم المُقيم لمَن آمن به وصدّق بكلماته، وآمن برسوله -عليه الصلاة والسلام- واتّبعه، وأنّ أهل الجنة يتفاوتون فيها بحسب ما قدّموا من أعمالٍ صالحةٍ، والإيمان أيضاً بأنّ الله -تعالى- أعدّ النار لمَن حاد عن طريق الحقّ، ولم يتبّع أوامره ولم يجتنب نواهيه.


أهمية الإيمان بيوم القيامة

قرن الله -تعالى- ذكر الإيمان به بالإيمان باليوم الآخر في العديد من الآيات القرآنية، منها: (وَلَـٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ)،[٣] وتترتّب العديد من الثمرات على الإيمان باليوم الآخر بيان البعض منها آتياً:

  • توجيه حياة المسلم واستقامتها، فيحرص على اتّباع أوامر الله -تعالى- واجتناب نواهيه في كلّ أمرٍ من أمور حياته، وبذلك يلتزم المسلم بالأعمال الصالحة، ويحقّق التقوى في قلبه ونفسه، قال -تعالى-: (إِنَّما يَعمُرُ مَساجِدَ اللَّـهِ مَن آمَنَ بِاللَّـهِ وَاليَومِ الآخِرِ وَأَقامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكاةَ وَلَم يَخشَ إِلَّا اللَّـهَ).[٤][٥]
  • عدم التعلّق بالحياة الدنيا وما فيها من شهواتٍ وملذّاتٍ، فيحرص المسلم على الإخلاص في أعماله كلّها لينال أجرها وثوابها، ويحرص أيضاً على الاستزادة من الأعمال الصالحة التي تنفعه في حياته الآخرة، قال -تعالى-: (فَما مَتاعُ الحَياةِ الدُّنيا فِي الآخِرَةِ إِلّا قَليلٌ)،[٦] وقال أيضاً: (بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا*وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى).[٧][٥]
  • الحذر من ارتكاب المعاصي والفواحش، والحرص على التوبة النصوح إلى الله -تعالى- في كلّ الأوقات والأحوال.[٨]


المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 315. بتصرّف.
  2. محمد بن إبراهيم الحمد، الطريق إلى الإسلام، صفحة 69-68. بتصرّف.
  3. سورة البقرة، آية:177
  4. سورة التوبة، آية:18
  5. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، التعريف بالإسلام، صفحة 147. بتصرّف.
  6. سورة التوبة، آية:38
  7. سورة الأعلى، آية:16-17
  8. الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر (3/5/2017)، "ثمرات الإيمان باليوم الآخر"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 25/4/2021. بتصرّف.