مفهوم العاملين على الزكاة

العاملون على الزكاة: هم العمّال الذين يكلّفهم الإمام لأخذ أموال الزكاة من أصحابها، ويدخل في العاملين على الزكاة من يتولى جمع وأخذ الزكاة من الأغنياء، ومن يتولى إحصاءها وكتابتها وحفظها، ومن يتولى تقسيمها وتوزيعها إلى مستحقيها، ومن يعرف أصحاب الأموال الذين تؤخذ منهم الزكاة، ومن يعرف أصحاب الزكاة الذين يستحقونها، ويدخل فيه أيضاً عدّاد المواشي، والكيّال، والوزّان، والراعي، والحمّال، والسائق، وكل من يحتاج إليه في الزكاة فيمن يدخل في مسمى العامل، باستثناء القاضي والوالي على المنطقة فهؤلاء يأخذون أجرتهم من بيت المال، والعاملون على الزكاة من جملة الأصناف الذين لهم سهم من الزكاة، قال تعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلفُقَراءِ وَالمَساكينِ وَالعامِلينَ عَلَيها وَالمُؤَلَّفَةِ قُلوبُهُم وَفِي الرِّقابِ وَالغارِمينَ وَفي سَبيلِ اللَّـهِ وَابنِ السَّبيلِ فَريضَةً مِنَ اللَّـهِ وَاللَّـهُ عَليمٌ حَكيمٌ)،[١] وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يرسل عمّاله في كل أنحاء الدولة لجمع أموال الزكاة من الأغنياء بكل أصنافها، من ذهب وفضة ومزوعات ومواشي وغير ذلك، ولما توفي صلى الله عليه وسلم اقتدى به الخلفاء الراشدون، فكانوا يرسلون العمال لجمع الزكاة وِفق منهج النبي صلى الله عليه وسلم وسنته في ذلك.[٢][٣]


شروط العاملين على الزكاة

يجب أن تتوفر في العامل على الزكاة مجموعة من الشروط، وبيانها كما يأتي:[٤][٥]

  • أن يكون مسلماً، فلا يجوز أن يكون كافراً.
  • أن يكون مكلفاً، أي أن يكون بالغاً عاقلاً، فلا يجوز أن يكون مجنوناً، أو صبياً صغيراً.
  • أن يكون حراً، فلا يجوز أن يكون عبداً مملوكاً يقوم على خدمة سيده.
  • أن يكون من أهل الاستقامة، حيث يشترط أن يكون عدلاً أميناً ثقة، صاحب دين واستقامة، ملتزماً بأوامر الله تعالى.
  • أن يكون على علم ومعرفة بأحكام الزكاة وفقهها وفرائضها، فيعلم أنصبة الزكاة، وأنواع الأموال التي تجب فيه الزكاة، والقدر الواجب إخراجه من كل صنف منها، وأهل الزكاة الذين يستحقونها، وغير ذلك من أحكام الزكاة.
  • ألا يكون من أقرباء النبي صلى الله عليه وسلم الذين تحرم عليهم الصدقة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنَّ هذِه الصَّدَقاتِ إنَّما هي أوْساخُ النَّاسِ، وإنَّها لا تَحِلُّ لِمُحَمَّدٍ، ولا لِآلِ مُحَمَّدٍ).[٦]
  • أن يكون مكلفاً رسمياً بهذه الوظيفة من قبل الدولة، فإن لم يكن كذلك فليس له أن يأخذ من الزكاة.[٧]


نصيب العاملين عليها من الزكاة

جعل الله تعالى للعاملين على الزكاة نصيباً منها، حيث يستحق العامل عليها نصيبه من الزكاة بوصف العمالة، فيدفع له من مال الزكاة بقدر عمالته، فيعطى له بمثابة الأجرة على العمل، سواء كان فقيراً أو غنياً، حيث لا يشترط الفقر في العامل عليها، وذلك لأنه يأخذ من الزكاة مقابل عمله لا لحاجته وفقره، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تحلُّ الصَّدقةُ لغنيٍّ إلَّا لخمسةٍ لغازٍ في سبيلِ اللَّهِ أو لعاملٍ عليْها..)،[٨] وإن انضم إلى وصف العمالة أحد أوصاف استحقاق الزكاة، كأن يكون العامل فقيراً أو مسكيناً أو غارماً، أو غازياً، وغير ذلك، فيعطى من الزكاة لسببين؛ العمالة، والفقر مثلاً.[٩][٧]


المراجع

  1. سورة التوبة، آية:60
  2. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 1953. بتصرّف.
  3. سعيد بن وهف القحطاني، مصارف الزكاة في الإسلام، صفحة 22-23. بتصرّف.
  4. سعيد بن وهف القحطاني، مصارف الزكاة في الإسلام، صفحة 22. بتصرّف.
  5. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 15233. بتصرّف.
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالمطلب بن ربيعة بن الحارث، الصفحة أو الرقم:1072، صحيح.
  7. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 14728. بتصرّف.
  8. رواه الألباني، في صحيح أبي داوود، عن عطاء بن يسار، الصفحة أو الرقم:1635، صحيح لغيره.
  9. "مصارف الزكاة"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 31/7/2021. بتصرّف.