مصارف الزكاة في الإسلام

المصارف في اللغة جمع مصرف، والصرف هو الدفع، والمصارف في الاصطلاح: هي الجهات والفئات التي تصرف فيها الأشياء، ومصارف الزكاة: هي أصناف الزكاة وأهلها الذين يستحقون دفع الزكاة لهم.[١]


عدد مصارف الزكاة في الإسلام

بين الله تعالى في القرآن الكريم أهل الزكاة الذين يستحقون دفع الزكاة لهم، وحصرها في ثمانية أصناف، وهي في قوله سبحانه: (إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلفُقَراءِ وَالمَساكينِ وَالعامِلينَ عَلَيها وَالمُؤَلَّفَةِ قُلوبُهُم وَفِي الرِّقابِ وَالغارِمينَ وَفي سَبيلِ اللَّـهِ وَابنِ السَّبيلِ فَريضَةً مِنَ اللَّـهِ وَاللَّـهُ عَليمٌ حَكيمٌ)،[٢] وبيان مصارف الزكاة كما يأتي:[٣][٤][٥]

  • الفقراء: جمع فقير، والفقير هو الذي لا يملك مالاً يكفيه ويكفي عائلته، لسد حاجاتهم الأساسية والضرورية، ولا يقدر على الكسب وهذا مذهب الشافعية والحنابلة، وقال الحنفية أن الفقير هو الذي يملك مقداراً من المال لا يصل إلى حد نصاب أي مال من الأموال الزكوية فلا يكفيه لسد حاجاته الأساسية، وقال المالكية أن الفقير هو يملك مقداراً من المال ولا يكفيه لقوته وحاجات في عامه، ويعطى الفقير من الزكاة ما يكمل حاجاته، وما يكفيه ويكفي عائلته.
  • المساكين: جمع مسكين، والمسكين عند الشافعية والحنابلة هو الذي يملك قدراً من المال، ويقدر على الكسب لسد حاجاته الأساسية إلا أنه لا يكفيه، فالفقير عندهم حاجته أشد من حاجة المسكين، وعند الحنفية والمالكية المسكين عندهم أشد حاجة من الفقير فهو لا يملك قوت وحاجة يومه، ولا يملك ما يكفيه لسد حاجاته ويضطر إلى سؤال الناس، والمسكين يعطى من الزكاة لكفاية حاجاته وحاجات عائلته لدفع الضرر عنهم.
  • العاملون عليها: وهم جباة الزكاة، الذين يقومون بجمع أموال الزكاة والحفاظ عليها وتوزيعها، وهؤلاء موظفون من قبل الدولة بهذه الوظيفة، سواء كانوا أغنياء أو فقراء، ويعطون من مال الزكاة مقابل العمل لا الفقر، ويشترط فيهم الإسلام والعقل والبلوغ والأمانة والعدالة والعلم بأمور الزكاة وفقهها، ويأخذون نصيبهم من الزكاة على قدر عملهم.
  • المؤلفة قلوبهم: وهؤلاء قسمان، وهم:
  • أن يكونوا مسلمين: فإما أن يكونوا قد دخلوا في الإسلام حديثاً وإيمانهم لا يزال ضعيفاً فيعطون من الزكاة لتقوية إيمانهم وتثبيتهم على الدين، وإما أن يكونوا شرفاء وأسياد في قومهم، فيعطون من الزكاة رجاء إسلام نظرائهم من الكفار، وزيادة أعداد المسلمين، ونصرة الإسلام وتقويته، وإما أن يكونوا مقيمين في حدود بلاد المسلمين المجاورة للكفار فيعطون لحماية المسلمين من الكفار ودفع شرهم عنهم وعدم قتالهم.
  • أن يكونوا كفاراً: إما كافر يخشى من شره فيعطى لدفع شره وضرره عن الإسلام والمسلمين، وإما كافر يرجى إسلامه فيعطى لترغيبه وتأليفه بدخول الإسلام وميله إليه.
  • في الرقاب: وهم ثلاثة أقسام، وهي:
  • المكاتب المسلم الذي يقوم في خدمة سيده، واشترى نفسه منه بدين مؤجل في ذمته، فيعطى من الزكاة لدفع دينه إعانة له في فك رقبته.
  • الأسير المسلم الذي وقع أسيراً في أيدي الكفار، فيدفع لهم من الزكاة لفك أسره.
  • المملوك المسلم الذي دخل في الرقّ، فيشترى من مال الزكاة لفك رقّه وعتقه.
  • الغارمون: وهم الدائنون الذين عجزوا عن الوفاء بديونهم التي عليهم ولا يستطيعون أدائها، وهم نوعان:
  • غارم لنفسه: هو الذي استدان وتحمل الدين في ذمته لأجل مصلحة نفسه، لقضاء حاجة له من زواج أو تعليم، وهكذا.
  • غارم لغيره: هو الذي استدان وتحمل الدين لأجل مصلحة غيره، لإصلاح بين متخاصمين، أو بين قبيلتين بينهما عداوة وشحناء، وهكذا.
  • في سبيل الله: ويقصد بذلك الغزاة المجاهدون المتطوعين للجهاد، وليس لهم راتب من الدولة، فيعطون من الزكاة للنفقة عليهم وعلى عائلاتهم، وتجهيزهم للحرب بشراء سلاح ودابة وغيره، وكل ذلك لأجل خدمة الإسلام ونصرته.
  • ابن السبيل: وهو الشخص الذي سافر إلى بلد غير بلده وانقطع في سفره عن أهله وماله، فليس معه ما يكفيه للرجوع إلى بلده، فيعطى من الزكاة بقدر ما يوصله إلى بلده، سواء كان غنياً أو فقيراً، ويشترط أن يكون مسلماً، ولا يملك مالاً يكفيه للرجوع إلى بلده في ذلك الوقت، وألا يكون سفره لمعصية.


المراجع

  1. سعيد القحطاني، مصارف الزكاة في الإسلام، صفحة 4. بتصرّف.
  2. سورة التوبة، آية:60
  3. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 312-324. بتصرّف.
  4. "مصارف الزكاة"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 29/7/2021. بتصرّف.
  5. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 1951-1958. بتصرّف.