نية صيام رمضان

النية

تُعرّف النية في اللغة والاصطلاح الشرعيّ بما يأتي:^[١][٢]

• النية لغةً: تدلّ على عدّة معانٍ؛ منها: القصد والحفظ.
• النية شرعاً: عرّف العلماء النيّة في الشَّرع بعدّة تعريفاتٍ بيانها آتياً:
• الحنفية: قالوا إنّ النيّة هي: قصد وإرادة الطاعة والتقرّب من الله -سبحانه- بفعلٍ ما.
• المالكية: القصد والإرادة في القلب على ما يُراد فعله وأداؤه.
• الشافعية: قصد أمرٍ ما مع فعله والقيام به.
• الحنابلة: العزم في القلب على أداء عبادةٍ ما تقرّباً من الله -سبحانه-.

حكم نية صيام رمضان

اتّفق العلماء على أنّ النية مطلوبةٌ في الصيام، استدلالاً بما ثبت في صحيح البخاري عن عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ)،^[٣] فالصيام عبادةٌ خالصةٌ لله -تعالى- فلا بدّ فيها من النيّة، إلّا أنّ العلماء اختلفوا في اعتبار النيّة شرطاً من شروط الصيام أم ركناً من أركانها، وبيان ما ذهبوا إليه آتياً:^[٤]

• جمهور العلماء من الحنفية والمالكية والحنابلة: قالوا إنّ النية شرطٌ في الصيام؛ أي أنّه لا يتحقّق دون تحقّقها في القلب، لأنّ الصيام عبادةٌ، سواءً كان صيام رمضان أم غيره، والعبادة تصدر من العبد باختياره امتثالاً لأمر الله -تعالى- وإخلاصاً فيه، ولا بدّ من النية في الأمور التي تصدر اختياراً بإخلاصٍ، وبذلك تتميّز العبادات عن العادات.
• الشافعية: قالوا إنّ النية ركنٌ من أركان الصيام كالامتناع عن المُفطرات.

شروط نية صيام رمضان

تُشترط في النية عدّة أمورٍ لا تتحقّق ولا تصحّ إلّا بها وبيان تلك الأمور آتياً:^[٤]

• تبييت النية: أي عقد النية من الليل لصيام اليوم التالي، استدلالاً بما ورد عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (لا صيامَ لمنْ لم يُجمِعْ الصيامَ قبلَ الفجرِ)،^[٥] ولأنّه لا بدّ من النيّة عند ابتداء العبادة؛ فاشُتُرط فيها التبييت.
• تعيين النية في صيام الفرض: وهو شرطٌ عند جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة، أمّا الحنفية فلم يشترطوا تعيينها وتحديدها، ويُراد بتعيين النية: تحديد حقيقة الصيام عند عقد النية والإرادة له؛ كعقد النيّة على صيام يوم غدٍ من شهر رمضان، وذلك لأنّ الصيام عبادةٌ متعلقةٌ بالوقت فيجب تحديدها وتعيينها في النية.
• الجزم بالنية: وهو شرطٌ عند الجمهور من المالكية والشافعية والحنابلة، أمّا الحنفية فلم يقولوا به، ويُراد بجزم النية: عقدها في القلب وتحديدها تحديداً دقيقاً، فعلى سبيل المثال: لا تصحّ إن كانت متردّدةً بين صيام يوم قضاءٍ من شهر رمضان وبين صيام يومٍ تطوعاً.
• تعدّد النية بتعدّد الأيام: وهو شرطُ عند جمهور العلماء من الحنفية والشافعية والحنابلة دون المالكية، ويُراد بتعدّد النية: عقد النية كلّ ليلةٍ على صيام الغد من رمضان، فلا تصحّ النيّة على صيام رمضان كلّه مرةً واحدةً أوله؛ لأنّ صيام كلّ يومٍ من رمضان عبادةٌ مستقلةٌ لا بدّ فيه من نيّةٍ مستقلةٍ.