دعاء الصائم

مما ورد فيها ما جاء عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنه أنه قال في شأن النبي صلى الله عليه وسلم: (كانَ إذا أفطرَ قال : ذهب الظمأُ، وابْتلَّت العروقُ و ثَبَتَ الأجرُ إنْ شاءَ اللهُ)،[١] وينبغي للمسلم أن يغتنم في حياته أوقات إجابة الدعاء، ومن هذه الأوقات وقت إفطاره من صيامه في شهر رمضان المبارك، حيث بيّن النبي صلى الله عليه وسلم أن دعوة الصائم عند فطره مستجابة لا ترد، فقال: (ثلاثةٌ لا تُرَدُّ دعوتُهم الإمامُ العادلُ والصَّائمُ حينَ يُفطِرُ ودعوةُ المظلومِ)،[٢] فيستحب للصائم أن يغتنم لحظات الإفطار بالتوجه إلى الله تعالى، والإقبال عليه، وسؤاله بذل وانكسار، بقلب حاضر، موقنُ بالإجابة، فيدعو ما يشاء من الأدعية المشروعة التي فيها خير وصلاح، كطلب المغفرة والعفو والرحمة، وسؤال الجنة والتعوذ من النار.[٣]


أهمية الدعاء أثناء الصيام

يعد الدعاء من أعظم العبادات إلى الله تعالى وأجلها وأحبّها إليه، حيث يترتب عليه عظيم الفضل والأجر، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الدُّعاءَ هوَ العِبادَةُ، ثمَّ قرأَ: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ..)،[٤] فكيف إذا كان هذا الدعاء في أثناء الصوم، حيث حثّ النبي صلى الله عليه وسلم على الدعاء أثناء الصوم، فهو من الدعوات المستجابة، سواء كان الصوم فرضاً أو نافلة، وهذه نعمة وميزة يتنعّم بها الصائم حال صومه، فينبغي عليه أن يستغلها، إلا أن دعاء الصائم في شهر رمضان المبارك له أهمية وخاصية عظيمة، وذلك لاجتماع فضيلتين؛ الأولى فضيلة الزمان وهي شهر رمضان المبارك، والثانية فضيلة الصيام، وقد نوّه الله تعالى في القرآن الكريم إلى خاصية الدعاء في أثناء الصوم، حيث إنه ذكر استجابة أدعية الداعين في ثنايا الآيات التي تتحدث عن فرضية الصيام وأحكامه في شهر رمضان، حيث قال: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)،[٥] وفي هذا إشارة من الله تعالى لعباده وتوجيهٌ لهم بأن يغتنموا ويجتهدوا بالدعاء في شهر رمضان، وعند إفطارهم، وفي حال الصيام جميعه، فعبادة الدعاء فيها إظهار لافتقار العبد إلى ربّه جلّ وعلا وبيان العبودية له، وعبادة الصوم تعد من أخلص العبادات إلى الله سبحانه وتعالى، حيث لا يدخلها الرياء والسمعة، فهي سرّ بين العبد وربه، فكان في ذلك الجزاء العظيم وهو إجابة الدعوات وقبولها.[٦][٧]


آداب الدعاء

يستحب للمسلم أن يلتزم بمجموعة من الآداب والشروط عند دعائه، لقبول دعائه واستجابته، ومنها:[٨][٩]

  • أن يخلص النية لله تعالى في دعائه.
  • أن يدعو الله تعالى بانكسار وخضوع وتذلل، مع حضور القلب.
  • أن يدعو الله تعالى وهو موقن بالإجابة .
  • أن يبدأ دعاءه بحمد الله تعالى والثناء عليه والصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
  • أن يدعو الله تعالى بصفاته العلا وأسمائه الحسنى.
  • أن يعترف بذنوبه ويقرّ بمعاصيه، ويبادر إلى التوبة والاستغفار.
  • أن يعترف بنعم الله تعالى وفضله عليه، ويشكر الله تعالى عليها.
  • أن يلحّ على الله في الدعاء ويكرره، فلا ييأس ولا يملّ ولا يستعجل في الإجابة.
  • أن يدعو بكل ما فيه خير ومصلحة، فلا يدعو بالإثم والقطيعة.


المراجع

  1. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:6571، صحيح.
  2. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:7387، صحيح.
  3. "الدعاء عند الإفطار"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 24/8/2021. بتصرّف.
  4. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم:3372، صحيح.
  5. سورة البقرة، آية:186
  6. "الدعاء وأهميته في رمضان وغيره"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 24/8/2021. بتصرّف.
  7. ماهر بن عبد الحميد بن مقدم، شرح الدعاء من الكتاب والسنة، صفحة 92-93. بتصرّف.
  8. محمد بن إبراهيم التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 20. بتصرّف.
  9. "الدعاء "، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 24/8/2021. بتصرّف.