صيام رمضان

يعد صيام رمضان الركن الرابع من أركان الإسلام، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ).[١]

والصيام لغةً يعني: الإمساك عن الشيء، والامتناع عنه، وشرعاً يعني: الإمساك عن الطعام والشراب والجماع وغيرها من المفطرات، من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس، بنية الصيام.[٢][٣]


آداب الصيام

للصيام آداب ينبغي للصائم أن يلتزم بها، منها الواجب الذي يأثم تاركه، ومنها المستحب الذي يؤجر فاعله، ولا يأثم تاركه، ومن هذه الآداب:[٤][٥][٦]

  • يجب الإخلاص لله -تعالى- في الصيام، فهو شرط لصحة الصيام.
  • تجب النية في الصيام، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (لا صيامَ لمنْ لم يُجمِعْ الصيامَ قبلَ الفجرِ).[٧]
  • يستحب للصائم تأخير السحور، والمواظبة عليه، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (تَسَحَّرُوا فإنَّ في السَّحُورِ بَرَكَةً).[٨]
  • يستحب الإكثار من الطاعات وتلاوة القرآن، (كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدَ النَّاسِ، وكانَ أجوَدُ ما يَكونُ في رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وكانَ جِبْرِيلُ يَلْقَاهُ في كُلِّ لَيْلَةٍ مِن رَمَضَانَ، فيُدَارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ أجْوَدُ بالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ).[٩]
  • يستحب للصائم تعجيل الفطور، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- : (لا يَزَالُ النَّاسُ بخَيْرٍ ما عَجَّلُوا الفِطْرَ).[١٠]
  • يجب على الصائم أن يبتعد عن جميع المعاصي والذنوب، ويحرص على صيامه من اللغو والزور، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ والعَمَلَ به والجَهْلَ، فليسَ لِلَّهِ حاجَةٌ أنْ يَدَعَ طَعامَهُ وشَرابَهُ).[١١]
  • يجب على الصائم الالتزام بأداء الصلاة في وقتها وعدم تأخيرها، قال -تعالى-: (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا).[١٢]
  • يستحب للصائم أن يبدأ فطوره بالرطب أو التمر أو الماء، (انَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يُفطِرُ علَى رُطَباتٍ قبلَ أن يصلِّيَ فإن لم تكن رُطَباتٌ فعلى تَمراتٍ فإن لم تَكُن حَسا حَسَواتٍ مِن ماءٍ).[١٣]
  • يستحب للصائم أن يأكل التمر وقت سحوره، كما حث رسول الله -صلى الله عليّه وسلّم- فقال: (نِعمَ سحورُ المؤمنِ التَّمرُ).[١٤]
  • يستحب للصائم ألا يشبع، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (ما ملأَ آدميٌّ وعاءً شرًّا من بطنٍ حسْبُ الآدميِّ لقيماتٌ يُقِمنَ صلبَهُ فإن غلبتِ الآدميَّ نفسُهُ فثُلُثٌ للطَّعامِ وثلثٌ للشَّرابِ وثلثٌ للنَّفَسِ).[١٥]
  • ينبغي للصائم أن يحرص على صلاة التراويح، ويجتهد في العشر الأواخر، فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت:(كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وأَحْيَا لَيْلَهُ، وأَيْقَظَ أهْلَهُ).[١٦]
  • يستحب للصائم أن يكثر من الدعاء والصدقات في رمضان.


فضائل صيام رمضان

يعد الصيام من أحب الأعمال إلى الله -تعالى- وأجلها، فالصيام تزكية للنفوس وتطهيرها وتعويدها على الصبر والمجاهدة، وله العديد من الفضائل، منها:[١٧][١٨]

  • سبب لدخول الجنة، وحماية للعبد من النار، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ في الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ له الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ منه الصَّائِمُونَ يَومَ القِيَامَةِ، لا يَدْخُلُ معهُمْ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَدْخُلُونَ منه، فَإِذَا دَخَلَ آخِرُهُمْ، أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ منه أَحَدٌ).[١٩]
  • سبب لمغفرة الذنوب وتكفيرها، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن صامَ رَمَضانَ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ)،[٢٠] وقال أيضاً: (فِتْنَةُ الرَّجُلِ في أهْلِهِ ومَالِهِ وجَارِهِ، تُكَفِّرُهَا الصَّلَاةُ والصِّيَامُ والصَّدَقَةُ).[٢١]
  • سبب للأجر العظيم عند الله، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (قالَ اللَّهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له، إلَّا الصِّيَامَ، فإنَّه لي وأَنَا أجْزِي به، والصِّيَامُ جُنَّةٌ، وإذَا كانَ يَوْمُ صَوْمِ أحَدِكُمْ فلا يَرْفُثْ ولَا يَصْخَبْ، فإنْ سَابَّهُ أحَدٌ أوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ إنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِن رِيحِ المِسْكِ، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إذَا أفْطَرَ فَرِحَ، وإذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بصَوْمِهِ).[٢٢]
  • سبب للتقوى، وطهارة الصائم ووقايته من الشهوات، لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فإنَّه أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ، فإنَّه له وِجَاءٌ).[٢٣]


المراجع

  1. رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:8، حديث صحيح.
  2. "أركان الإسلام"، الإسلام سؤال وجواب، 11/3/2001، اطّلع عليه بتاريخ 17/4/2021. بتصرّف.
  3. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 1616. بتصرّف.
  4. وحيد بالي (19/1/2020)، "من آداب الصيام"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 18/4/2021. بتصرّف.
  5. عبد العظيم بدوي، الوجيز في فقه السنة والكتاب العزيز، صفحة 202-203. بتصرّف.
  6. محمد بن صالح المنجد، سبعون مسألة في الصيام، صفحة 7-8. بتصرّف.
  7. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:2338، حديث صحيح.
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:1923، حديث صحيح.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:3220، صحيح.
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سهل بن سعد الساعدي، الصفحة أو الرقم:1957، صحيح.
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:1903، حديث صحيح.
  12. سورة النساء، آية:103
  13. رواه الألباني، في صحيح أبي داوود، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:2356، حسن صحيح.
  14. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:2345، حديث صحيح.
  15. رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن المقدام بن معدي كرب، الصفحة أو الرقم:2720، حديث صحيح.
  16. رواه البخاري، في صصحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2024، حديث صحيح.
  17. أمين الشقاوي (11/9/2007)، "فضل الصيام"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 18/4/2021. بتصرّف.
  18. "فضل صوم رمضان وقيامه"، طريق الإسلام، 12/10/2004، اطّلع عليه بتاريخ 18/4/2021. بتصرّف.
  19. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن سهل بن سعد الساعدي، الصفحة أو الرقم:1152، حديث صحيح.
  20. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة ، الصفحة أو الرقم:2014، حديث صحيح.
  21. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن حذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم:1895، حديث صحيح.
  22. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:1904، حديث صحيح.
  23. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:1400، حديث صحيح.