تعريف مفطرات الصيام
مفطرات الصيام هي مبطلاته التي تؤدي إلى إفساد الصيام وبطلانه، فهي تخالف حقيقة الصيام، إذ إنه يجب الامتناع عن جميع المفطرات في نهار رمضان، فإذا فعل شيئاً من هذه المفطرات، قاصداً عالماً بها ذاكراً غير ناسي مختاراً في فعلها، فقد فسد صومه وبطل، ويأثم بذلك ويجب عليه أن يتوب إلى الله تعالى، ويلزمه القضاء، أو القضاء والكفارة، بحسب نوع المفطر.[١][٢]
مفطرات الصيام
بيان مفطرات الصيام التي تفسده وتبطله، كالآتي:[٣][٤]
- الأكل أو الشرب: فإنه إذا أكل أو شرب في نهار رمضان متعمداً فقد أفطر، حيث قال تعالى: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ)،[٥] حيث إنه لا أنه يباح الأكل والشرب في رمضان من طلوع الفجر حتى غروب الشمس، وأما إذا أكل ناسياً فلا يفطر، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (مَن نَسِيَ وَهو صَائِمٌ، فأكَلَ، أَوْ شَرِبَ، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، فإنَّما أَطْعَمَهُ اللَّهُ وَسَقَاهُ).[٦]
- ما كان بمعنى الأكل أو الشرب: كالإبر المغذية التي تقوم مقام الأكل أو الشرب، وحقن الدم، ويباح أخذها إذا كان لحاجة أو ضرورة، وعليه القضاء دون أن يترتب عليه الإثم، وأما الإبر غير المغذية فإنها لا تعد من المفطرات، ولا تفسد الصوم.
- الجماع: فإن وقع الجماع بين الرجل والمرأة في نهار رمضان عن قصد وإرادة، فقد بطل الصيام، ويعد الجماع من أعظم المفطرات وأكبرها إثماً وذنباً، إذ يلزمه إتمام صيام اليوم، وقضاؤه، ويترتب عليه الإثم والكفارة، والكفارة هي أن يعتق رقبة، فإذا لم يجد يصوم شهرين متتابعين، فإذا لم يستطع يطعم ستين مسكيناً.
- التقيؤ عمداً: وهو أن يتكلف بإخراج ما في معدته من الطعام والشراب، فمن فعل ذلك فقد فسد صومه وعليه القضاء، وأما إن تقيأ دون قصد وإرادة، حيث غلبه ذلك دون اختياره، فلا يفسد صومه ولا قضاء عليه، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ ذرعَه القيءُ فليسَ عليهِ قضاءٌ ، ومَنْ استقاءَ عمدًا فليقضِ).[٧]
- خروج المني: والمني هو ماء يخرج من الرجل والمرأة بسبب الشهوة، فمن تعمد إخراج المني بأي وسيلة كانت فقد فسد صومه، ويلزمه قضاء اليوم، وأما إن احتلم، بحيث رأى المني عند استيقاظه من النوم، فلا شيء عليه وصومه صحيح، لأن نزول المني منه لم يكن باختياره.
- الحجامة: وهو أن يخرج الدم من الجسم بسبب جرح ظاهر الجلد ، فهي مما تضعف الجسم وتؤثر عليه في حال صيامه، وقال الحنابلة فقط بأن الحجامة تفسد الصيام، أما الحنفية والمالكية والشافعية قالوا بأن الحجامة ليست من المفطرات، وإنما تكره عموماً أن يفعلها المسلم وهو صائم.
- دم الحيض والنفاس: فإن المرأة إذا رأت الدم سواء دم حيض أو دم نفاس، في أثناء صيامها في نهار رمضان، فإنه قد فسد صومها، ويجب عليه أن تفطر خلال الأيام التي ينزل فيه الدم، حتى تتأكد من وقوف نزول الدم وطهارتها، فتغتسل وتكمل الصيام، ويلزمها قضاء الأيام التي أفطرتها بعد انتهاء شهر رمضان، حيث قالت السيدة عائشة رضي الله عنها عندما سئلت عن ذلك، فقالت: (كانَ يُصِيبُنَا ذلكَ، فَنُؤْمَرُ بقَضَاءِ الصَّوْمِ، ولَا نُؤْمَرُ بقَضَاءِ الصَّلَاةِ).[٨]
المراجع
- ↑ محمد بن إبراهيم التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 177. بتصرّف.
- ↑ محمد المختار الشنقيطي، شرح زاد المستقنع، صفحة 1. بتصرّف.
- ↑ نبيل العوضي، دروس للشيخ نبيل العوضي، صفحة 10-15. بتصرّف.
- ↑ عبد الله الطيار، الفقه الميسر، صفحة 52-58. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:187
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:1155، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:720، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:335، صحيح.