ما هو حكم صوم رمضان؟

يعتبر صوم شهر رمضان فريضة على كل مسلم بالغ عاقل مستطيع وذلك لكونه الركن الرابع من أركان الإسلام، وقد ثبتت فريضته في القرآن الكريم كما في قوله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)،[١] وفي السنة النبوية كما في قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ)[٢]، وبإجماع علماء المسلمين وممن نقل ذلك الأئمة ابن قدامة، والنووي، وابن تيمية، -رحمهم الله-.[٣]


ما حكم ترك صوم رمضان؟

يعدّ مَن جحد وأنكر فرضيّة صوم رمضان كافراً بإجماع العلماء، أما مَن ترك صيامه تكاسلاً متعمداً فقد ارتكب كبيرة من الكبائر، وعليه التوبة والقضاء باتفاق أهل العلم، ومما تجدر الإشارة إليه أن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قد ذكر عقوبة من صام وأفطر متعمداً قبل غروب الشمس، في قوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (ثمَّ انطلَق بي فإذا أنا بقومٍ مُعلَّقينَ بعراقيبِهم مُشقَّقةٍ أشداقُهم تسيلُ أشداقُهم دَمًا فقُلْتُ : مَن هؤلاءِ ؟ فقيل : هؤلاءِ الَّذينَ يُفطِرونَ قبْلَ تحِلَّةِ صومِهم)،[٤] وقد علق الإمام الألباني -رحمه الله- على الحديث السابق بقوله:"هذه عقوبة من صام ثم أفطر عمداً قبل حلول وقت الإفطار، فكيف يكون حال من لا يصوم أصلاً؟!.."، حيث بيّن الحديث أن العقوبة هو تعليق من يفطر عمداً من مؤخرة قدمه، حتى تتشقّق جوانب فمه فتسيل دماً.[٥]


فضائل صوم رمضان

هناك العديد من الفضائل التي وردت في صوم رمضان نذكر منها:[٦]

  • مغفرة ما تقدم من الذنب: من صام رمضان وهو مؤمنٌ بفرضيته ومحتسبٌ أجره على الله فجزاؤه أن يغفر الله -تعالى- له ما تقدم من ذنبه، وقد دلّ على ذلك قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن صامَ رَمَضانَ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ).[٧]
  • ثواب الصيام لا يعلمه إلا الله -تعالى-: وعد الله -تعالى- المسلم الذي يصوم رمضان ابتغاء مرضاته -تعالى- بالأجر العظيم، حيث عدّ الصوم له وهو يجزي به، وقد دلّ على ذلك قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فيما يرويه عن الله -تعالى-: (كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له، إلَّا الصِّيَامَ، فإنَّه لي وأَنَا أجْزِي به).[٨]
  • تكفير الخطايا: وقد دلّ على ذلك قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إلى الجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إلى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ ما بيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الكَبَائِرَ).[٩][١٠]
  • الصيام من أسباب دخول الجنة: ومما دلّ على ذلك قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (أنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: أرَأَيْتَ إذا صَلَّيْتُ الصَّلَواتِ المَكْتُوباتِ، وصُمْتُ رَمَضانَ، وأَحْلَلْتُ الحَلالَ، وحَرَّمْتُ الحَرامَ، ولَمْ أزِدْ علَى ذلكَ شيئًا، أأَدْخُلُ الجَنَّةَ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: واللَّهِ لا أزِيدُ علَى ذلكَ شيئًا)،[٩][١٠] وقد أعدّ الله سبحانه وتعالى باباً من أبواب الجنة خاصاً للصائمين، وهو يسمّى باب الريان، حيث لا يدخله إلا الصائمون.


المراجع

  1. سورة البقرة ، آية:183
  2. رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن عبدالله بن عمر ، الصفحة أو الرقم:8، صحيح .
  3. "حكم صوم شهر رمضان"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 1-11/2021. بتصرّف.
  4. رواه ابن حبان ، في صحيح ابن حبان، عن أبي أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم:7491 ، صحيح .
  5. محمد الشوبكي (28-6-2015)، "ترك صيام رمضان"، الألوكة الشرعية، اطّلع عليه بتاريخ 1-11-2021. بتصرّف.
  6. مجموعة من المؤلفين ، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 317-318. بتصرّف.
  7. رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2014، صحيح .
  8. رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:1904، صحيح .
  9. ^ أ ب رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:233، صحيح .
  10. ^ أ ب "فضائل صيام شهر رمضان"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 1-11-2021. بتصرّف.