تعريف الشرط

يعرف الشرط في اللغة أنه العلامة، وفي الاصطلاح الشرعي وصف يتوقف عليه وجود الحكم الشرعي، فلا يقبل العمل، ولا يصح إلا بوجوده، ويكون خارجاً عن حقيقة الشيء، مثل الوضوء فهو شرط لصحة الصلاة، وليس جزءاً منها،[١] والشروط في الشرع تنقسم إلى قسمين، وهما كما يأتي:[٢]

  • شروط الصحة: هي الشروط التي تتوقف عليها صحة العبادة، مثل شرط الوضوء لصحة الصلاة.
  • شروط الوجوب: هي الشروط التي تتوقف عليها وجوب العبادة، مثل شرط الإسلام لوجوب الحج.



شروط الصيام للمرأة

يشترط لوجوب الصيام على المرأة وصحة الصيام منها، عدة شروط، وبيان هذه الشروط كما يأتي:

  • شروط وجوب الصيام للمرأة: حتى يجب الصيام على المرأة، لا بد من توفر عدة شروط، وبيانها كما يأتي:[٣]
  • الإسلام: يشترط لوجوب الصيام على المرأة أن تكون مسلمة، فالكافرة لا يجب عليها الصيام، ولا يقبل منها إن صامت، وهذا شرط وجوب عند الحنفية، خلافاً لجمهورالفقهاء، فقد اعتبروه شرطاً من شروط الصحة.
  • التكليف: ويقصد بالتكليف أن تكون المرأة بالغة، عاقلة، فالمرأة قبل بلوغها غير مأمورة بالصيام، ويكون بلوغ الصبية الصغيرة بالحيض، أو بإنبات شعر العانة، أو بتمام خمس عشر سنة، أو الاحتلام وهو خروج المني منها في اليقظة أو في المنام،[٤] وكذلك المرأة المجنونة التي فقدت عقلها، فهي غير مأمورة بالصيام، ولا تحاسب على تركه، فالمرأة غير المكلفة لا تطالب بأي شيء من الأحكام الشرعية.
  • السلامة من الأمراض: يشترط لوجوب الصيام على المرأة أن تكون قادرةً عليه، فلا يجب على المرأة التي لا تستطيع الصيام، وأحوالها كما يأتي:[٥]
  • أن تكون المرأة مريضة، يصعب عليها الصيام، فيجوز لها الإفطار، وتقضي ما أفطرته بعد انتهاء شهر رمضان، إن كان مرضها يمكن الشفاء منه، أما إن كان مرضها مزمن لا يمكن الشفاء منه، فلا يلزمها القضاء، وأوجب جمهور الفقهاء من الحنفية، والشافعية، والحنابلة، في حقها الإطعام، فتطعم مسكيناً عن كل يوم، وقال المالكية باستحباب الإطعام، لا الوجوب.
  • أن تكون المرأة كبيرة، تعجز على الصيام، ولا تطيقه، فيجوز لها الإفطار، ويجب عليها إطعام مسكين عن كل يوم أفطرته، عند الأئمة الثلاثة، الحنفية، والشافعية، والحنابلة، خلافاً للمالكية، حيث لم يوجبوا عليه الإطعام.
  • أن تكون المرأة حاملاً أو مرضعة، فإن خافتا على نفسيهما فقط، أو خافتا على نفسيهما، مع طفلهما، فيلزمها قضاء ما أفطرته، باتفاق الفقهاء، أما إن خافتا على طفليهما فقط، فذهب الحنفية إلى وجوب القضاء فقط من غير إطعام، وذهب الشافعية والحنابلة إلى أن عليها القضاء والإطعام معاً، وذهب المالكية أن الحامل عليها القضاء دون الإطعام، والمرضع عليها القضاء والإطعام معاً.
  • الإقامة: يشترط لوجوب الصيام على المرأة أن تكون مقيمة من أهل البلد، فإن كانت مسافرة جاز لها أن تفطر، ويلزمها القضاء بعد رمضان.
  • العلم بوجوب صيام رمضان: اشترط الحنفية هذا الشرط، وقالوا حتى يجب الصيام على المرأة لا بد أن تكون عالمة بوجوب صيام رمضان، فإن نشأت وتربت في بلاد غير المسلمين، ولم تعلم بوجوب صيام رمضان، فلا يجب عليها الصيام.
  • شروط صحة صيام المرأة: يشترط لصحة صيام المرأة الشروط الآتية:[٦]
  • الطهارة من الحيض والنفاس: يشترط لصحة صيام المرأة الطهارة من الحيض والنفاس، فلا يصح صيام الحائض، والنفساء، ويجب عليهماالإفطار، ويلزمهما قضاء ما أفطرتا.
  • الخلو من المفسدات: يشترط لصحة صيام المرأة أن لا يطرأ على صيامها ما يفسده، كتعمد الجماع في نهار رمضان.
  • النية: يشترط لصحة صيام المرأة أن تنوي الصيام، فالصيام عبادة، والنية مطلوبة في جميع العبادات.


المراجع

  1. محمد مصطفى الزحيلي، الوجيز في أصول الفقه الإسلامي، صفحة 403. بتصرّف.
  2. "معنى شروط الصحة وشروط الوجوب"، إسلام ويب، 14/3/2004، اطّلع عليه بتاريخ 31/5/2021. بتصرّف.
  3. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 1663-1669. بتصرّف.
  4. "علامات بلوغ الذكر والأنثى "، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 16/2/2021. بتصرّف.
  5. ناصر المنيع، أثر الاستطاعة في الأحكام الشرعية، صفحة 266-282. بتصرّف.
  6. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 21. بتصرّف.