الصوم هو أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو من العبادات المفروضة على كل مكلفٍ، لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)،[١] وعبادة الصيام مثل كل العبادات لها أركان وفرائض يجب توفّرها، حيث لا يصحّ الصيام إلا بوجودها، وسيأتي بيانها في هذا المقال.[٢]


فرائض الصيام

فرائض الصيام تتمثّل في النية، والإمساك عن المفطرات، والصائم، على خلاف بين الفقهاء في ذلك، وتجدر الإشارة أن الفرض والركن لفظان مترادفان لا فرق بينهما عند جمهور الفقهاء،[٣] وفيما يلي بيان أقوالهم:[٢]


النية

وهي ركن من أركان الصيام عند المالكية والشافعية، وشرط من شروط الصيام عند الحنفية والحنابلة، والنية قصد القلب وعزمه على أداء عبادة الصيام، ومحلها القلب، والتلفظ بها سنة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ، وإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى)،[٤] فلا يصحّ الصيام من غير نية،[٥] ويشترط في النية ما يأتي:[٦]

  • التبييت: أي ينوي صيام يومه التالي من الليل، فيجب على المسلم أن يعقد النية في أي جزء من أجزاء الليلة، ابتداء من غروب الشمس، إلى ما قبل طلوع الفجر، وهذا في الصيام المفروض، بخلاف صيام النافلة، فلا يشترط تبييت النية فيه.
  • التعيين: أي يعيّن نوع الصيام، فرضاً أو نافلة، وإن كان فرضاً، رمضان أم كفارة، أم نذر، وإن كان نافلة يحدّد نوعه كذلك، وهذا في الصيام المفروض دون النافلة.
  • الجزم: فلا يترددّ في نيته أو يشكّ في أنواع الصيام، بين الصيام المفروض بأنواعه، وبين صيام النافلة بأنواعه.
  • التجديد: أي أن يقوم بعقد النية في كل ليلة ويجددها في الصيام المفروض، وهذا عند الجمهور، خلافاً للمالكية حيث لم يشترطوا ذلك.


الإمساك عن جميع المفطرات

وهو ركن من أركان الصيام عند جمهور الفقهاء، ويقصد به أن يمتنع المسلم عن جميع المفطرات التي تفسد الصيام ؛ كتعمّد الأكل والشرب، والجماع، والاستمناء، وغير ذلك من مبطلات الصيام، وذلك ابتداء من طلوع الفجر الصادق؛ أي عند رفع الأذان الثاني لصلاة الفجر، إلى حين غروب الشمس، بدخول وقت صلاة المغرب، قال تعالى: (وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ)،[٧] والمقصود بالخيط الأبيض والخيط الأسود هو ظلمة الليل وضوء النهار.[٨]


الصائم

وهو ركن من أركان الصيام عند الشافعية دون الجمهور، فالصيام لا يتحقّق إلا بوجوده، ولذلك اعتبروه ركن، ويشترط في الصائم حتى يصحّ صومه ويجب عليه؛ أن يكون مسلماً، بالغاً، عاقلاً، مقيماً، خالياً من الموانع الشرعية، قادراً على الصيام،[٩] فلا يصح من الكافر، ولا يجب على المجنون، ولا على الصغير، ولا على المسافر، ولا على المريض الذي لا يقدر على الصيام، ولا على الحائض والنفساء، مع لزوم القضاء على المسافر والمريض عند زوال العذر، وكذا الحائض والنفساء عند طهارتهما .


المراجع

  1. سورة البقرة، آية:183
  2. ^ أ ب عبد الرحمن بن محمد عوض الجزيري، الفقه على المذاهب الأربعة، صفحة 494. بتصرّف.
  3. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 820. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:1.
  5. حسام الدين بن موسى محمد بن عفانة، فتاوى د حسام عفانة، صفحة 66. بتصرّف.
  6. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 21-25. بتصرّف.
  7. سورة البقرة، آية:187
  8. مُصطفى الخِنْ، مُصطفى البُغا، علي الشّرْبجي، الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي، صفحة 83-87. بتصرّف.
  9. أبو ذر القلموني، عبد المنعم بن حسين بن حنفي بن حسن بن الشاهد، أحكام الصيام والقيام وزكاة الفطر، صفحة 16. بتصرّف.