حكم إعطاء زكاة الفطر لشخص واحد

يجوز إعطاء زكاة الفطر لشخصٍ واحدٍ ولا حرج في ذلك، ويجوز كذلك توزيعها على أكثر من شخصٍ،[١] على أن يكون المُعطى له من الأصناف المذكورة في قول الله -تعالى-: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنْ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)،[٢] ومن أقوال الفقهاء في جواز إعطاء زكاة الفطر لشخصٍ واحد ما يأتي:[٣]

  • قال الحنفية: "يجوز دفع زكاة جماعة إلى مسكين واحد، كما يجوز دفع زكاة الفرد إلى مساكين".
  • قال الحنابلة: "يجوز أن يعطي الجماعة فطرتهم لواحد".


حكم إعطاء زكاة الفطر لعدد من الأفراد

يجوز توزيع زكاة الفطر على أكثر من فقير كما يجوز دفعها لفقيرٍ واحد، وقد قال ابن عثيمين -رحمه الله- في الشرح الممتع على زاد المستنقع: "يجوز أن توزع الفطرة على أكثر من مسكين، ويجوز أن تُعطى عدّة فِطرات لمسكينٍ واحد"،[٤] فمثلاً لو أنّ أهل منزلٍ وضعوا زكاة فطرهم في وعاءٍ واحدٍ ثمّ أعطوها لعائلةٍ فقيرة جاز ذلك إن كانوا يستحقّون الزكاة، ولا يلزم فصل زكاة كلّ فردٍ عن الآخر.[٥]


حكم إعطاء زكاة الفطر لجمعية خيرية

إذا تمكّن المسلم من تسليم زكاة الفطر للمستحقّين لها شرعاً فلا حاجة عندها لإعطائها للجمعيات الخيرية، وقد يكون ذلك أولى خاصةً إذا أعطاها لأحد أرحامه المستحقّين لها، أمّا إذا لم يتمكّن من ذلك، فيضعها عند جمعيَّةٍ خيريّة يُعرف عنها الأمانة والسرعة في إخراج زكاة الفطر، حيث أُنشِئت هذه الجمعيات لضبط وتسهيل عملية إيصال الزكاة للمستحقّين لها، ولا بدّ من إخبارهم أنّ هذا المال زكاة، وليس صدقة حتى يتمّ توزيعه على مصارفه في الوقت المحدّد شرعاً.[٦]


الحكمة من زكاة الفطر

جاء عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- أنّه قال: (فرضَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ- زَكاةَ الفطرِ طُهْرةً للصَّائمِ منَ اللَّغوِ والرَّفثِ، وطُعمةً للمساكينِ)،[٧] فمن الحِكم العظيمة التي شُرِعت من أجلها زكاة الفطر تطهير الصائم من التقصير واللّغو الذي حصل منه في صيامه، وإطعام الفقراء والمساكين، وإدخال الفرح والسرور على قلوبهم.[٨]


ومن الحِكم الأخرى التي ذكرها أهل العلم في زكاة الفطر ما يأتي:[٩]

  • زكاةٌ للبدن

وتتجلّى هذه الحكمة في إخراج زكاة الفطر عن الطفل الصغير، بل والجنين، وكذلك المجنون، مع أنّهم لا يصومون رمضان، ورغم ذلك يجب على الوليّ المستطيع أداء الزكاة عنهم، وفي ذلك شكرٌ لله -تعالى- أنْ أبقاهم وأنعم عليهم بالبقاء في هذا العام، فتكون زكاة الفطر زكاةً للبدن أيضاً.


  • شكر الله على التوفيق للطاعة

إنّ من أبرز الحِكم من إخراج زكاة الفطر هي شكر الله -تعالى- أنْ وفّق عباده للطاعة والصّيام، ولذلك ارتبطت هذه الزكاة بالفطر من باب إضافة الشيء إلى سببه، وهذا مثل الهدي الذي يقدّمه الحاجّ شكراً لله -تعالى- الذي وفّقه لأداء مناسك الحج.


  • حصول الثواب والأجر

إنّ في إخراج زكاة الفطر امتثالاً لأمر الله -تعالى- ونبيّه الكريم، فيُثاب المسلم عليها من الله -تعالى-، ولذلك قال -عليه الصلاة والسلام-: (... من أدَّاها قبلَ الصَّلاةِ فَهيَ زَكاةٌ مقبولةٌ، ومَن أدَّاها بعدَ الصَّلاةِ فَهيَ صدقةٌ منَ الصَّدقاتِ).[١٠]

المراجع

  1. سعيد القحطاني، زكاة الفطر، صفحة 21. بتصرّف.
  2. سورة التوبة، آية:60
  3. عبد الرحمن الجزيري، الفقه على المذاهب الأربعة، صفحة 568، جزء 1.
  4. ابن عثيمين، الشرح الممتع على زاد المستقنع، صفحة 161، جزء 15.
  5. "حكم دفع زكاة الفطر لعدد من الأفراد في وعاء واحد"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 15/6/2023. بتصرّف.
  6. "هل تدفع أموال الزكاة للجمعيات الخيرية"، إسلام أون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 15/6/2023. بتصرّف.
  7. رواه ابن ماجه، في سنن ابن ماجه، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:1492، حسنه الألباني.
  8. عبد الله الطيار، الفقه الميسر، صفحة 102، جزء 2. بتصرّف.
  9. "الحكمة من مشروعية زكاة الفطر"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 15/6/2023. بتصرّف.
  10. رواه ابن ماجه، في سنن ابن ماجه، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:1492، حسنه الألباني.