الزكاة في الإبل
يراد بالإبل بأنه اسم جنس مؤنث يطلق على الواحد والجمع، ويقصد به الجِمال والنوق،[١] حيث يعد الإبل من بهيمة الأنعام التي يجب فيها الزكاة بإجماع جمهور أهل العلم، إذا تحققت فيه الشروط المقررة في الشرع، حيث حذر النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه من عدم أداء زكاة بهيمة الأنعام من الإبل والبقر والغنم، وبيّن عقوبة من لم يؤدِ زكاتهم يوم القيامة، بأنها سوف تأتيه على حال أعظم مما كانت عنده في الدنيا وستقوم بضربه والدوس عليها، وسيستمر هذا العقاب حتى ينتهي الحساب والحكم بين الناس، حيث قال عليه الصلاة والسلام: (ما مِن رَجُلٍ تَكُونُ له إبِلٌ، أوْ بَقَرٌ، أوْ غَنَمٌ، لا يُؤَدِّي حَقَّهَا؛ إلَّا أُتِيَ بهَا يَومَ القِيَامَةِ أعْظَمَ ما تَكُونُ وأَسْمَنَهُ، تَطَؤُهُ بأَخْفَافِهَا، وتَنْطَحُهُ بقُرُونِهَا، كُلَّما جَازَتْ أُخْرَاهَا رُدَّتْ عليه أُولَاهَا، حتَّى يُقْضَى بيْنَ النَّاسِ)،[٢][٣]
نصاب الإبل
نصاب الإبل خمسة من الإبل فأكثر، فإذا امتلك المزكي خمسة من الإبل وجب عليه أن يزكي فيها، ودليل ذلك ما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه من حديث الصحابي الجليل أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (وليسَ فِيما دُونَ خَمْسِ ذَوْدٍ مِنَ الإبِلِ صَدَقَةٌ)،[٤] ومعنى الحديث أن الذي يملك أقل من خمسة من الإبل لا زكاة عليه، وأن الزكاة في الإبل تبدأ عند امتلاك خمسة فأكثر،[٥] حيث يُخرج المزكي إذا امتلك خمسة من الإبل شاة واحد، وإذا امتلك عشرة من الإبل يُخرج شاتين، فكلما زاد عدد الإبل زاد مقدار ما يخرج عنها، وفيما يأتي جدول يبيّن تفصيل ذلك:
العدد | مقدار الزكاة الواجبة |
من 1-4 | ليس فيها شيء |
من 5-9 | شاة واحدة |
من 10-14 | شاتان |
من15-19 | 3 شياه |
من 20-24 | 4 شياه |
من 25-35 | بنت مخاض |
من 36-45 | بنت لبون |
من 46-60 | حقة |
من 61-75 | جذعة |
من 76-90 | بنتا لبون |
من 91-120 | حقتان |
فإذا زادت الإبل عن المائة وعشرين، يجب أن يخرج في كل أربعين من الإبل بنت لبون، وفي كل خمسين حقّة، فإذا امتلك (121) فيخرج ثلاث بنات لبون، وإذا امتلك (130) فيخرج حقة وبنتا لبون، وهكذا، ودليل ذلك كله ما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- قد كتب له كتاباً عندما بعثه إلى البحرين فقال: (بسْمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ، هذِه فَرِيضَةُ الصَّدَقَةِ الَّتي فَرَضَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى المُسْلِمِينَ، والَّتي أمَرَ اللهُ بهَا رَسولَهُ، فمَن سُئِلَها مِنَ المُسْلِمِينَ علَى وجْهِها فَلْيُعْطِهَا، ومَن سُئِلَ فَوْقَهَا فلا يُعْطِ في أرْبَعٍ وعِشْرِينَ مِنَ الإبِلِ فَما دُونَهَا مِنَ الغَنَمِ، مِن كُلِّ خَمْسٍ شَاةٌ، إذَا بَلَغَتْ خَمْسًا وعِشْرِينَ إلى خَمْسٍ وثَلَاثِينَ، فَفِيهَا بنْتُ مَخَاضٍ أُنْثَى، فَإِذَا بَلَغَتْ سِتًّا وثَلَاثِينَ إلى خَمْسٍ وأَرْبَعِينَ، فَفِيهَا بنْتُ لَبُونٍ أُنْثَى.. فَإِذَا زَادَتْ علَى عِشْرِينَ ومِئَةٍ، فَفِي كُلِّ أرْبَعِينَ بنْتُ لَبُونٍ، وفي كُلِّ خَمْسِينَ حِقَّةٌ، ومَن لَمْ يَكُنْ معهُ إلَّا أرْبَعٌ مِنَ الإبِلِ، فليسَ فِيهَا صَدَقَةٌ إلَّا أنْ يَشَاءَ رَبُّهَا، فَإِذَا بَلَغَتْ خَمْسًا مِنَ الإبِلِ، فَفِيهَا شَاةٌ)،[٦] وفيما يأتي بيان بعض المفاهيم:[٧][٨]
- بنت مخاض: هي أنثى الإبل التي أتمت السنة، ودخلت في السنة الثانية.
- بنت لبون: هي أنثى الإبل التي أتمت السنتين، ودخلت في السنة الثالثة.
- حقة: هي أنثى الإبل التي أتمت ثلاث سنوات، ودخلت في السنة الرابعة.
- جذعة: أنثى الإبل التي أتمت أربع سنوات، ودخلت في السنة الخامسة.
مواضيع أخرى:
المراجع
- ↑ "تعريف و معنى الإبل في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 30/8/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم:1460، صحيح.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 250. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:1459، صحيح.
- ↑ عطية سالم، شرح بلوغ المرام، صفحة 6. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو بكر الصديق، الصفحة أو الرقم:1454، صحيح.
- ↑ محمد بن إبراهيم التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 43. بتصرّف.
- ↑ "نصاب الإبل والبقر والغنم"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 30/8/2021. بتصرّف.