تعريف المؤلفة قلوبهم

المؤلفة في اللغة: مفردها مؤلف، وهي اسم مفعول من الفعل ألِف، المؤلفة قلوبهم في الاصطلاح الشرعي: هم الصنف الرابع من أهل الزكاة الثمانية، الذين ورد ذكرهم في قوله تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلفُقَراءِ وَالمَساكينِ وَالعامِلينَ عَلَيها وَالمُؤَلَّفَةِ قُلوبُهُم وَفِي الرِّقابِ وَالغارِمينَ وَفي سَبيلِ اللَّـهِ وَابنِ السَّبيلِ فَريضَةً مِنَ اللَّـهِ وَاللَّـهُ عَليمٌ حَكيمٌ}،[١] وهم أسياد القوم ورؤساء القبائل المطاعون في عشائرهم، فيعطون من الزكاة إما دفعاً لأذاهم، أو رجاءً بإسلامهم، أو تأليفاً لقلوبهم وتقويةً لإيمانهم إن كانوا حديثي عهد بالإسلام، فيعطون من الزكاة دعماً للدين وتقوية له.[٢][٣]


أقسام المؤلفة قلوبهم

يقسم المؤلفة قلوبهم إلى قسمين، هما المؤمنون والكفار، وبيانهما فيما يلي:[٤]


المؤمنون

وهم المؤلفة قلوبهم من المسلمين، ويقسمون إلى أربعة أصناف، وهم:[٥]

  • قوم من أسياد المسلمين يعطون رجاء إسلام نظرائهم من غير المسلمين.
  • قوم أسياد مطاعون من عشيرتهم يعطون تقوية لإيمانهم ومناصحتهم في الجهاد .
  • قوم عند أطراف البلاد يعطون رجاء حمايتهم للمسلمين ونصرتهم ودفع الشر عنهم.
  • قوم يعطون ليجمعوا الزكاة بنفوذهم ممن لا يدفعها.


الكفار

وهم المؤلفة قلوبهم من غير المسلمين، وهم صنفان:[٥]

  • قوم يُعطون الزكاة لدفع أذاهم وكف شرهم وشر غيرهم عن المسلمين.
  • قوم يُعطون ترغيباً وتأليفاً لقلوبهم، وتقوية لنية دخولهم في الإسلام ممن يرجى إسلامهم.

ومن المؤلفة قلوبهم الذين أعطاهم النبي صلى الله عليه وسلم رغبة بإسلامه وإسلام قومه صفوان بن أمية، فلقد شهد مع المسلمين غزوة حنين ولم يكن مسلماً حينها، وأعطاه النبي -عليه الصلاة والسلام- الكثير من الإبل بعد الغزوة، فقال: (أعطاني رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يومَ حُنينٍ، وإنَّهُ لأبغَضُ الخَلقِ إليَّ، فما زالَ يعطيني، حتَّى إنَّهُ لأَحَبُّ الخَلقِ إلِيَّ).[٦][٢]


حكم الزكاة في حق المؤلفة قلوبهم

حكم الزكاة في حق المؤلفة قلوبهم من غير المسلمين

اختلف الفقهاء في حكم إعطاء المؤلفة قلوبهم من الكفار من الزكاة بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- على قولين:[٧]

  • القول الأول: الجواز: ذهب المالكية والحنابلة إلى جواز دفع الزكاة إلى المؤلفة قلوبهم إن كانوا كفاراً، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى الزكاة للمؤلفة قلوبهم، فيعطون ترغيباً لهم في دخول الإسلام.
  • القول الثاني: عدم الجواز: ذهب الحنفية والشافعية إلى عدم جواز دفع الزكاة إلى المؤلفة قلوبهم إن كانوا كفاراً، لعدم الحاجة إلى تأليفهم وذلك لزوال السبب الذي شرعت لأجله الزكاة وهو ضعف الإسلام في مراحله الأولى، والإسلام الآن أصبح قوياً عزيزاً.


حكم الزكاة في حق المؤلفة قلوبهم من المسلمين

اختلف الفقهاء في حكم إعطاء المؤلفة قلوبهم من المسلمين من الزكاة بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- على قولين:[٧]

  • القول الأول: الجواز: ذهب المالكية والشافعية والحنابلة إلى جواز دفع الزكاة إلى المؤلفة قلوبهم من المسلمين، لتثبيت وتقوية إيمانهم.
  • القول الثاني: عدم الجواز: ذهب الحنفية إلى عدم جواز دفع الزكاة إلى المؤلفة قلوبهم من المسلمين، لنسخ الحكم بإعطائهم بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِن أغْنِيائِهِمْ فَتُرَدُّ في فُقَرائِهِمْ)،[٨] ولأن الخليفتين أبو بكر وعمر لم يعطيا الزكاة للمؤلفة قلوبهم بعد وفاة النبي عليه الصلاة والسلام، ولم يخالفهما أحد من الصحابة.[٩]


المراجع

  1. سورة التوبة، آية:60
  2. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 112. بتصرّف.
  3. أبو هاشم صالح بن عوّاد بن صالح المغامسي، تأملات قرآنية، صفحة 13. بتصرّف.
  4. عبد الله بن منصور الغفيلي ، نوازل الزكاة، صفحة 395. بتصرّف.
  5. ^ أ ب سعيد بن علي بن وهف القحطاني، مصارف الزكاة في الإسلام، صفحة 28. بتصرّف.
  6. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن صفوان بن أمية ، الصفحة أو الرقم:666.
  7. ^ أ ب عبد الله بن منصور الغفيلي، نوازل الزكاة، صفحة 397-398. بتصرّف.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن معاذ بن جبل ، الصفحة أو الرقم:19.
  9. وَهْبَة بن مصطفى الزُّحَيْلِي، الفِقْهُ الإسلاميُّ وأدلَّتُهُ، صفحة 2000-2001. بتصرّف.