الزكاة
الزكاة في اللغة النماء، والزيادة، والتطهير؛ فهي تنمّي المال وتزيده، وتطهّر معطيها،[١] والزكاة ثلاثة أنواع؛ وهي زكاة النفس: أي تطهّر النفس الإنسانية من الشرك والنفاق، ومن الرذائل والمعاصي، ومن الأخلاق السيئة الذميمة، قال تعالى: (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا* فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا* قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا)،[٢] وزكاة البدن: وهي صدقة الفطر التي يؤديها الصائم في نهاية شهر رمضان المبارك بسبب فطره، طهرة له من اللغو والرفث الذي وقع منه في صيامه، قال الصحابي ابن عباس رضي الله عنه: (فَرَضَ رسولُ اللهِ صدقةَ الفطرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ والرَّفثِ)،[٣] وزكاة المال: وهي ركن من أركان الإسلام الخمسة وفريضة على كل مسلم ومسلمة عند توفر الشروط المعتبرة في الشرع، وهي تطهر الأموال والأنفس، وتزيدها وتصونها، قال تعالى: (وَآتُوا الزَّكَاةَ).[٤][٥]
عدد أصناف أهل الزكاة
يقصد بأصناف أهل الزكاة: أي مصارف الزكاة، وهم أهل الزكاة الذين يستحقون دفع الزكاة لهم، وهم ثمانية أصناف معينة محصورة، ورد ذكرهم في قوله تعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)[٦]، وبيانهم كالتالي:[٧][٨]
- الفقراء: هم الذين ليس لديهم مال ولا كسب، فلا يملكون ما يكفيهم من حاجاتهم الأساسية، أو يملكون أقل من نصف كفايتهم فلا يكفيهم، ويعطون نصيبهم من الزكاة بقدر سد حاجاتهم وكفايتها.
- المساكين: هم الذين يملكون نصف كفايتهم أو أكثر، إلا أنه لا يكفيهم ولا يكفي لسد حاجاتهم وحاجات عائلاتهم التي ينفقون عليها، ويعطون من الزكاة بقدر سد حاجاتهم وكفايتها.
- العاملون عليها: هم العمال الذين توظفهم الدولة بتولي أمر أموال الزكاة في الدولة، فيقومون بجمع أموال الزكاة من الأغنياء وحفظها وكتابتها وتوزيعها على المستحقين، ويأخذون نصيبهم من الزكاة مقابل عملهم سواء كانوا فقراء أو أغنياء.
- المؤلفة قلوبهم: فإما أن يكونوا مسلمين دخلوا في الإسلام حديثاً فيعطون من الزكاة رجاء تثبيت قلوبهم على الإيمان، أو أن يكون المسلم سيد في قومه مطاع في عشيرته، فيعطى من الزكاة رجاء تقوية الإسلام به وبقومه ومناصحته، ودخول نظرائه من الكفار في الإسلام، وإما أن يكونوا كفار فيعطون من الزكاة رجاء تأليف قلوبهم على الإسلام لدخولهم به، أو أن يكونوا كفاراً يخشى شرهم وأذاهم على المسلمين والاعتداء عليهم، فيعطون من الزكاة رجاء كف شرهم عن المسلمين.
- في الرقاب: وهم العبيد، فإما أن يكون مكاتباً كاتب سيده لشراء نفسه بمال مؤجل فيعطى من الزكاة لدفع ما عليه من المال وعتقه، وإما أن يكون رقيقاً مملوكاً يشترى من مال الزكاة ليعتق، وإما أن يكون أسيراً وقع في أيدي الكفار، فيعطون من الزكاة مقابل فك أسره.
- الغارمون: وهم الدائنون الذين يعجزون عن أداء ديونهم والوفاء بها، فإما أن يكون الدائن قد استدان لمصلة غيره كإصلاح بين طائفتين، أو يكون قد استدان لمصحلة نفسه، كحاجة يريد فعلها، مثل زواج أو دراسة، فيعطى الدائنون من الزكاة ما يكفي لسد ديونهم.
- في سبيل الله: هم المقاتلون في سبيل الله الذين تطوعوا في المشاركة في الجهاد في سبيل الله تعالى، وليس لهم راتب من قبل الدولة، فيعطون من الزكاة للنفقة عليه وعلى عائلتهم، ولتجهيزهم للحرب من سلاحٍ ودابة وغير ذلك.
- ابن السبيل: وهو المسافر الذي انقطع عن أهله وماله في بلد غير بلده، ولا يملك المال الكافي للرجوع إلى بلده، فيعطى من الزكاة بقدر إرجاعه إلى بلده، سواء كان غنياً أو فقيراً.
المراجع
- ↑ المرداوي، الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف، صفحة 291-293. بتصرّف.
- ↑ سورة الشمس، آية:7-9
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:1085، حسن.
- ↑ سورة البقرة، آية:43
- ↑ سعيد بن وهف القحطاني، الزكاة في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 5-6. بتصرّف.
- ↑ سورة التوبة، آية:60
- ↑ سعيد القحطاني، مصارف الزكاة في الإسلام، صفحة 6-45. بتصرّف.
- ↑ "مصارف الزكاة"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 3/8/2021. بتصرّف.