شهر شعبان

شهر شعبان هو الشهر الثامن من الأشهر القمرية، بين شهري رجب ورمضان، وقد سمي بذلك لأن العرب كانوا يتشعّبون، أي يتفرقون فيه لطلب المياه، وشهر شعبان هو من الأشهر المباركة العظيمة، فهو الشهر الذي ترفع فيه أعمال العباد السنوية، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (وَهوَ شَهْرٌ تُرفَعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ ، فأحبُّ أن يُرفَعَ عمَلي وأَنا صائمٌ).[١][٢]


حكم الصيام في شهر شعبان

ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنابلة، إلى القول باستحباب الصيام في شهر شعبان، اقتداء بفعل النبي صلى الله عليه وسلم، فقد ورد عنه أنه كان يكثر الصيام فيه، حيث جاء عن السيدة عائشة رضي الله عنها: أنها قالت: (ما صام النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم شهرًا قطُّ كاملًا إلَّا رمضانَ ولا أفطَر شهرًا كاملًا قطُّ وما كان يصومُ شهرًا أكثَرَ ممَّا كان يصومُ في شعبانَ).[٣][٤]


حكم تخصيص صيام النصف الثاني من شهر شعبان

يجوز صيام النصف الثاني من شهر شعبان، كما تم بيانه سابقاً، إلا أنه لا يجوز للمسلم أن يخصص النصف الثاني منه للصيام، إلا في حالات معينة يجوز له ذلك، وهي كما يأتي:[٥]

  • من كان له عادة الصيام، كمن يصوم أيام الاثنين والخميس، فهذا يجوز له الاستمرار على عادته.
  • من بدأ في الصيام من أول الشهر، اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم، فيصوم أياماً في النصف الأول منه، وأياماً في النصف الثاني منه.
  • من كان عليه صيام واجب، كمن عليه قضاء فرض من شهر رمضان، أو نذرٍ، أو كفارة.


حكم صيام اليوم الثلاثين من شهر شعبان

يعرف يوم الثلاثين من شعبان بيوم الشك، وقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- النهي عن صيامه، وذلك فيما جاء في صحيح مسلم من حديث الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا تَقَدَّمُوا رَمَضانَ بصَوْمِ يَومٍ ولا يَومَيْنِ إلَّا رَجُلٌ كانَ يَصُومُ صَوْمًا، فَلْيَصُمْهُ)،[٦] ويستثنى من النهي، من كانت له عادة في الصيام، كمن يصوم يومي الاثنين والخميس، ووافق يوم الشك أحدهما، أو من كان عليه قضاء صيام من شهر رمضان الفائت، أو عليه صيام نذر، أو كفارة.[٧]


فضل صيام التطوع

صيام التطوع من أجل الطاعات عند الله تعالى وأعظمها، فقد جاء في صحيح مسلم عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (ما مِن عَبْدٍ يَصُومُ يَوْمًا في سَبيلِ اللهِ، إِلَّا بَاعَدَ اللَّهُ، بذلكَ اليَومِ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا)،[٨] فهو من العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، فيزداد حباً وقبولاً إلى الله تعالى، والرغبة في المحافظة عليه، مما يترتب على ذلك الزيادة في تقوى العبد، والخشية من الله تعالى، وصيام التطوع له فضل عظيم، فهو سبب لزيادة الأجر والثواب عند الله تعالى، وكذلك فهو يجبر الخلل والتقصير الذي يحصل في صوم الفريضة.[٩]


المراجع

  1. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن أسامة بن زيد، الصفحة أو الرقم:2356، حسن.
  2. محمد صالح المنجد، 32 فائدة في شهر شعبان، صفحة 4-10. بتصرّف.
  3. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:3580، صحيح.
  4. عبد الله الطيار، الفقه الميسر، صفحة 23. بتصرّف.
  5. "حكم صيام شهر شعبان"، الإفتاء الأردني، اطّلع عليه بتاريخ 17/6/2021. بتصرّف.
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:1082، صحيح.
  7. "ما حكم صيام يوم الشك بنية القضاء؟"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 17/6/2021. بتصرّف.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:1153، صحيح.
  9. محمد بن إبراهيم التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 188. بتصرّف.