حديث كان كصيام الدهر

أخرج الإمام مسلم في صحيحه من حديث الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَن صامَ رَمَضانَ ثُمَّ أتْبَعَهُ سِتًّا مِن شَوَّالٍ، كانَ كَصِيامِ الدَّهْرِ).[١]


فإنه من رحمة الله تعالى بعباده تتابع مواسم الطاعات والخيرات، ومضاعفة الحسنات، فحال المؤمن وحياته تتنقل بين أنواع العبادات والطاعات، فلا حدّ لانتهاء طاعة المؤمن وعبادته إلا عند انتهاء عمره وحلول أجله، ومن فضل الله تعالى على عباده أن شرع لهم مع كل فريضة من الفرائض نافلة من جنسها، لتكون جابرة للخطأ والخلل الذي وقع في الفريضة، ومكملة لما حصل فيها من النقص، ومن ذلك صيام ستة أيام من شهر شوال بعد الانتهاء من صيام فريضة الصيام، فصيام الست من شوال بالنسبة لصيام رمضان كالسنن الرواتب للصلوات المفروضة التي تؤدى قبل الصلاة وبعدها.[٢][٣]


شرح حديث كان كصيام الدهر

ففي الحديث الشريف أرشد النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين أنه من أتبع صيام رمضان بصيام ستة من شوال كأنه صام الدهر كله، أي كان له من الأجر ما يعادل صيام العام كله، فإن الحسنة بعشر أمثالها، واليوم يعادل عشرة أيام، فشهر رمضان بأكمله يعادل عشرة أشهر، وست أيام من شوال يعادل شهرين، وبهذا كان كصيام العام كله، وهذا كله من عظيم فضل الله تعالى وكرمه على عباده بمضاعفة الأجر والثواب لهم وزيادة الحسنات، فإن صيام المؤمن لستة أيام من شوال دليل على شكره لربه بأن منّ عليه ووفقه لصيام رمضان، ورغبة منه في المواصلة في الأعمال الصالحة والتقرب إلى الله تعالى، وعلامة على قبول صيامه لشهر رمضان، فإن الله تعالى إذا قبل من العبد عبادة وفقه لأداء عبادة أخرى.[٢][٣]


حكم صيام الست من شوال

يعد صيام الست من شوال نوع من أنواع صيام النوافل التي جاءت نصوص الشريعة الإسلامية من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة بالترغيب فيها والحث على صيامها؛ لما في ذلك العديد من الفضائل والأجور المترتبة على صيامها، وقد ذهب جمهور أهل العلم إلى القول باستحباب صيام الست من شوال،[٤] حيث إن وقت صيام الست من شوال يبدأ من اليوم الثاني من شهر شوال، ويكون ثاني أيام عيد الفطر المبارك وينتهي بانتهاء الشهر، إذ إنه يحرم صيام أول أيام عيد الفطر، استدلالاً بما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه من حديث الصحابي الجليل أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال: (نَهَى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن صَوْمِ يَومِ الفِطْرِ والنَّحْرِ)،[٥] وتجدر الإشارة إلى أن الصائم يحصل على الأجر المترتب على صيام الست من شوال سواء صامها متتابعة أو متفرقة، وسواء صامها بعد الانتهاء رمضان مباشرة، أو بعد انتهائه بعدة أيام، فكله جائز، بحسب ما يتيسر له.[٦]


المراجع

  1. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو أيوب الأنصاري، الصفحة أو الرقم:1164، صحيح.
  2. ^ أ ب أحمد حطيبة، شرح الجامع لأحكام الصيام وأعمال رمضان، صفحة 3. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "من صام رمضان ثم أتبعه ستا.."، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 11/8/2021. بتصرّف.
  4. "صيام ست من شوال"، الإفتاء الأردني، اطّلع عليه بتاريخ 11/8/2021. بتصرّف.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:1991، صحيح.
  6. "متى يبدأ المسلم بصيام ستة أيام من شوال"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 11/8/2021. بتصرّف.