صيام يوم الشك

يوم الشك

يوم الشك هو: يوم الثلاثين من شهر شعبان، حيث تردد الناس فيه إن كان آخر يوم من شهر شعبان، أو أول يوم من شهر رمضان، وذلك بسبب عدم ثبوت رؤية الهلال ثبوتاً شرعياً.^[١]

حكم صيام يوم الشك

ذهب جمهور الفقهاء إلى كراهة صوم يوم الشك، وذلك لورود النهي عن صيامه، فقد جاء في صحيح البخاري عن الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لَا يَتَقَدَّمَنَّ أحَدُكُمْ رَمَضَانَ بصَوْمِ يَومٍ أوْ يَومَيْنِ، إلَّا أنْ يَكونَ رَجُلٌ كانَ يَصُومُ صَوْمَهُ، فَلْيَصُمْ ذلكَ اليَومَ)،^[٢] ولا يكره صيامه لمن كان عليه قضاء من شهر رمضان الفائت، لعدم تأخير القضاء إلى ما بعد رمضان التالي، أو من كان عليه صيام كفارة يمين، أو نذر، أو من كانت له عادة الصيام كمن يصوم الاثنين والخميس، وصادف يوم الشك أحدهما، أو كمن يصوم يوماً ويفطر يوماً، وصادف يوم الشك يوم صيامه.^[٣][٤]

شهر شعبان وفضله

شهر شعبان هو الشهر الثامن من الأشهر القمرية، يقع بين شهرين عظيمين شهر رجب وهو أحد الأشهر الحرم وشهر رمضان وهو شهر الصيام، وسمي بهذا الاسم لأن العرب كانوا يتشعّبون فيه أي يتفرقون فيه، للحصول على الماء، أو لإنه شَعَب أي ظهر بين رجب ورمضان، ويعد شهر شعبان من الأشهر المباركة العظيمة الذي يغفل عنه الكثير من الناس، حيث هو من الشهور الذي يستحب إكثار الصيام فيه، اقتداءً وامتثالاً بالنبي صلى الله عليه وسلم، حيث حافظ على الصيام فيه، فقد كان يصوم من أيامه ما لا يصوم من غيره من شهور السنة، فقد جاء عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (ما صام النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم شهرًا قطُّ كاملًا إلَّا رمضانَ ولا أفطَر شهرًا كاملًا قطُّ وما كان يصومُ شهرًا أكثَرَ ممَّا كان يصومُ في شعبانَ).^[٥]

وهو الشهر الذي ترفع فيه أعمال العبد السنوية وتعرض على الله تعالى، فقد سأل الصحابي أسامة بن زيد رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: (يا رسولَ اللَّهِ ! لم ارك تَصومُ شَهْرًا منَ الشُّهورِ ما تصومُ من شعبانَ ؟ ! قالَ : ذلِكَ شَهْرٌ يَغفُلُ النَّاسُ عنهُ بينَ رجبٍ ورمضانَ ، وَهوَ شَهْرٌ تُرفَعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ ، فأحبُّ أن يُرفَعَ عمَلي وأَنا صائمٌ)،^[٦] ويعد شهر شعبان مقدمة لشهر رمضان، فيستحب الإكثار فيه من أداء الطاعات وفعل القربات، لتتعود النفس على ذلك، وتستعد لشهر رمضان وتقبل عليه دون كسل أو فتور، فهو فرصة للرجوع إلى الله تعالى، وطلب المغفرة منه، فالأوقات التي يغفل عنها الناس ويتجاهلونها لأسباب دنيوية مثل شهر شعبان يكون فيه العمل مخفياً بين العبد وربه، مما يحقق الإخلاص والبعد عن الرياء، فيكون العمل فيها أعظم والأجر مضاعفاً.^[٧]