الأيام البيض
أيام البيض مصطلح يطلق على الأيام التي تصادف منتصف الشهر القمري؛ وهي اليوم الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر، من كل شهر، وسميت بالأيام البيض، لأن ليالي هذه الأيام تكون بيضاء مضيئة، لظهور القمر فيها من أول الليلة إلى آخرها.[١]
صيام الأيام البيض
يعد صيام الأيام البيض من صيام التطوع التي جاءت الشريعة الإسلامية بحث المسلم عليه والترغيب فيه، وهو مقيد بوقت معين من السنة، مثل صيام عاشوراء في كل عام، وصيام يومي الاثنين والخميس في كل أسبوع،[٢] وقد ذهب جمهور الفقهاء إلى القول باستحباب صيام الأيام البيض، مستدلين بالحديث الشريف الذي جاء في صحيح البخاري عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو رضي الله عنه، حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: (وصُمْ مِنَ الشَّهْرِ ثَلَاثَةَ أيَّامٍ)،[٣] وذهب الحنفية، والشافعية، والحنابلة، إلى تحديد هذه الأيام، وهي الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر، من كل شهر، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم للصحابي أبي ذر الغفاري رضي الله عنه: (يا أبا ذَرٍّ إذا صُمْتَ من الشهرِ ثلاثةَ أيامٍ ، فصُمْ ثلاثَ عَشْرَةَ ، وأَرْبَعَ عَشْرَةَ ، وخَمْسَ عَشْرَةَ).[٤][٥]
فضل صيام الأيام البيض
يعد الصيام من أفضل العبادات عند الله عزّ وجلّ، حيث ميزه عن سائر العبادات، باختصاص أجره وجزائه لنفسه جلّ شأنه، ومن ذلك صيام الأيام البيض، فإن صيام الأيام البيض يترتب عليه الأجر العظيم، والثواب الكبير، فجاء في فضل صيام هذه الأيام قول النبي صلى الله عليه وسلم: (وإنَّ بحَسْبِكَ أنْ تَصُومَ كُلَّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أيَّامٍ، فإنَّ لكَ بكُلِّ حَسَنَةٍ عَشْرَ أمْثَالِهَا، فإنَّ ذلكَ صِيَامُ الدَّهْرِ كُلِّهِ)،[٦] فإن المحافظة على صيام الأيام البيض من كل شهر يعادل أجر صيام سنة كاملة،[٧] وأقل الصيام أن يصوم المسلم ثلاثة أيام من كل شهر، وأفضل هذه الأيام هي الأيام البيض،[٨] وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصاً أشد الحرص على صيام الأيام البيض، وقد أكد ذلك ما قاله الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنه، فقال: (كان لا يدعُ صومَ أيَّامِ البيضِ ، في سفَرٍ ولا حضرٍ).[٩]
وصيام الأيام البيض وصية النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه، فجاء في الحديث الشريف ما قاله الصحابي أبو هريرة رضي الله عنه: (أَوْصَانِي خَلِيلِي بثَلَاثٍ لا أدَعُهُنَّ حتَّى أمُوتَ: صَوْمِ ثَلَاثَةِ أيَّامٍ مِن كُلِّ شَهْرٍ)،[١٠] كما أن صيام الأيام البيض سبب لتهذيب القلوب وتطهيرها من الآفات والشرور، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (صَومُ شهرِ الصَّبرِ، و ثلاثةِ أيامٍ من كلِّ شهرٍ ، يُذْهِبْنَ وحَرَ الصَّدْرِ)،[١١] وحر الصدر: أي الحقد والغلّ،[١٢] وتجدر الإشارة أن صيام الأيام البيض يدخل في جملة النوافل من العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه سبحانه وتعالى، وتجبر الخلل والنقص الذي يحصل في العبادات المفروضة، وتحقق التقوى والخشية من الله، وتحفظ المسلم من ارتكاب الآثام والمعاصي.[١٣]
مواضيع أخرى:
المراجع
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 319. بتصرّف.
- ↑ محمد بن إبراهيم التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 127. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:1976، صحيح.
- ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أبو ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم:761، حسن.
- ↑ عبد الله الطيار، الفقه الميسر، صفحة 21. بتصرّف.
- ↑
- ↑ أحمد حطيبة، الجامع لأحكام الصيام وأعمال رمضان، صفحة 6. بتصرّف.
- ↑ ابن جبرين، اعتقاد أهل السنة، صفحة 24. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:4848، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:1178، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:1032، حسن صحيح.
- ↑ "الحكمة من صيام ثلاثة أيام في الشهر"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 34/6/2021. بتصرّف.
- ↑ محمد بن إبراهيم التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 188. بتصرّف.