حديث إذا دخل رمضان

فضل الله عزّ وجلّ شهر رمضان عن باقي شهور السنة، وجعله موسماً من مواسم الخير والمغفرة، فقد أخرج الإمام البخاري في صحيحه من حديث الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أبْوَابُ الجَنَّةِ، وغُلِّقَتْ أبْوَابُ جَهَنَّمَ، وسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ).[١]


شرح حديث إذا دخل رمضان

ففي هذا الحديث الشريف يخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه إذا جاء شهر رمضان المبارك تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار تعظيماً لهذا الشهر، وإظهاراً لمكانته وحرمته، ورحمة وفضلاً من الله تعالى للأمة؛ بالتوسعة عليهم بأن يمكّن لهم عبادته في هذا الشهر وييسر لهم أداءها، وترغيباً للناس بالفعل الطاعات والتقرب إلى الله تعالى، وحثهم على الإقبال عليه بفعل الخيرات والإكثار من الأعمال الصالحة، كالذكر والصلاة والصيام وقراءة القرآن الكريم، ونحو ذلك، وبعدهم عن ارتكاب المعاصي والمحرمات والفواحش، والرجوع إلى الله تعالى والتوبة إليه بقلب صادق، والإعراض عن ملذات الدنيا وشهوات النفس.[٢][٣]


وذكر أيضاً أنه إذا جاء شهر رمضان تصفّد الشياطين، أي تربط ويشدّ عليهم بالأغلال والسلاسل لامتناعهم وإيقافهم عن الوسوسة والإغواء للصائمين، وحبسهم عن الوصول إلى غايتهم وهدفهم في إفساد الصائمين وإضلالهم ومنعهم عن الخير، وكل ذلك رحمة وإعانة من الله تعالى للصائم للعفو عنه ومغفرة ذنوبه، ولا يلزم من تصفيد الشياطين عدم وقوع المعاصي والشرور وارتكاب الذنوب في رمضان، لأن هناك أسباب أخرى للمعاصي والذنوب، كالنفوس الخبيثة المعرضة عن طاعة الله تعالى وعبادته، التي تأمر بالسوء وتتبع الهوى، أو أنه ليس جميع الشياطين تصفّد، بل المردة من الشياطين وكبارهم هي التي تصفد، وقد يقصد من ذلك أيضاً أن المعاصي لا تنعدم بالكلية في شهر رمضان، بل تكون أقل من غيره من الشهور، وإغواء الشياطين تكون أقل نتيجة تصفيدهم.[٢][٣]


خصائص شهر رمضان

شهر رمضان من الأشهر المعظمة عند الله تعالى، وقد خصّه الله بالعديد من الخصائص عن بقية شهور العام، ومن هذه الخصائص ما يأتي:[٤]

  • أن صيامه ركن من أركان الإسلام، وفرض على كل مسلم ومسلمة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (بُنِيَ الإسْلامُ علَى خَمْسٍ، شَهادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ، وإقامِ الصَّلاةِ، وإيتاءِ الزَّكاةِ، وحَجِّ البَيْتِ، وصَوْمِ رَمَضانَ).[٥]
  • أنه نزل فيه القرآن الكريم، قال تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ).[٦]
  • أن فيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم عنها: (إنَّ هذا الشَّهرَ قَد حضرَكُم وفيهِ ليلةٌ خيرٌ مِن ألفِ شَهْرٍ من حُرِمَها فقد حُرِمَ الخيرَ كُلَّهُ ولا يُحرَمُ خيرَها إلَّا محرومٌ).[٧]
  • أن صيامه وقيامه إيماناً واحتساباً سبب لمغفرة الذنوب، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَن صَامَ رَمَضَانَ، إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ).[٨]
  • أن أداء العمرة في رمضان تعدل حجة كاملة تامة، قال النبي صلى الله عليه وسلم لامرأة من الأنصار: (فَإِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فَاعْتَمِرِي، فإنَّ عُمْرَةً فيه تَعْدِلُ حَجَّةً).[٩]


المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:3277، صحيح.
  2. ^ أ ب "إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 10/8/2021. بتصرّف.
  3. ^ أ ب حسن أبو الأشبال الزهيري، شرح صحيح مسلم، صفحة 5-6. بتصرّف.
  4. محمد صالح المنجد، موقع الإسلام سؤال وجواب، صفحة 3618. بتصرّف.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:16، صحيح.
  6. سورة البقرة، آية:185
  7. رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:1341، حسن صحيح.
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:38، صحيح.
  9. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:1256، صحيح.