زكاة الفطر
الزكاة في اللغة: هي الزيادة والنماء، والبركة والطهارة، وزكاة الفطر في الشرع: هي الصدقة التي أوجبها الله تعالى على عباده بسبب الفطر من شهر رمضان المبارك؛ تطهيراً لهم من اللغو والرفث والخطأ الذي وقع منهم في صيامهم، وإغناءً للفقراء والمحتاجين وإسعادهم في يوم الفطر، حيث قال الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنه: (فرضَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ زَكاةَ الفطرِ طُهرةً للصَّائمِ منَ اللَّغوِ والرَّفثِ وطعمةً للمساكينِ).[١][٢]
وقت زكاة الفطر
فصّل فقهاء المذاهب الأربعة في وقت إخراج زكاة الفطر، من وقت وجوب وجواز واستحباب، وفيما يأتي بيان هذه الأوقات:[٣]
وقت وجوب إخراج زكاة الفطر
تعددت آراء الفقهاء في الوقت الذي يجب على المسلم إخراج زكاة الفطر فيه على قولين اثنين، وهما كما يأتي:[٤]
- ذهب الحنفية، وهو أحد قولي المالكية، إلى أن زكاة الفطر تجب بطلوع فجر يوم العيد، حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم بيّن في أحاديثه أن المسلم يجب أن يخرج صدقة الفطر قبل أن يخرج لصلاة العيد، أي أنه يُخرجها في يوم عيد الفطر، وهو يتحقق بطلوع الفجر.
- ذهب الشافعية والحنابلة، وهو أحد قولي المالكية، إلى أن زكاة الفطر تجب بغروب شمس آخر يوم من أيام شهر رمضان المبارك، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم بيّن في أحاديثه أن الله تعالى أوجبها بسبب الفطر من الصيام، والفطر يتحقق بغروب شمس آخر يوم في رمضان، وبيّن أن الحكمة من إخراجها هو تطهير الصائم من اللغو والرفث الذي حدث في صيامه، وانتهاء هذا الصوم يكون بغروب شمس آخر يوم من رمضان.
وقت أفضلية إخراج زكاة الفطر
اتفق الجمهور من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة إلى أنه يفضّل ويستحب إخراج زكاة الفطر في يوم العيد قبل الذهاب إلى صلاة العيد.
وقت جواز إخراج زكاة الفطر
تعددت أقوال الفقهاء في الوقت الذي يجوز إخراج زكاة الفطر فيه على قولين، وهما:[٥]
- الحنفية والشافعية: قال الحنفية والشافعية أنه يجوز إخراج زكاة الفطر وتعجليها ابتداء من أول يوم من أيام شهر رمضان المبارك.
- المالكية والحنابلة: قال المالكية والحنابلة أنه يجوز تعجيل إخراج زكاة الفطر قبل يوم العيد بيوم أو يومين لا أكثر، حيث لا يجوز إخراجها قبل ذلك.
وتجدر الإشارة إلى أنه يكره تأخير إخراج زكاة الفطر بعد أداء صلاة العيد إلى غروب شمس يوم الفطر، عند الشافعية والحنابلة، وقال كلاً من المالكية والشافعية والحنابلة إلى حرمة تأخير إخراج زكاة الفطر بعد يوم الفطر، إلا أنها لا تسقط عنه، وتبقى في ذمته حتى يقوم بإخراجها، بينما ذهب الحنفية إلى أنه يجوز أداؤها بعد يوم الفطر ولا يحرم، وذلك لأن زكاة الفطر عبادة مالية وقت أداؤها العمر كله، وتبقى في ذمته ولا تسقط عنه حتى يؤديها بأي وقت شاءه.[٦]
المراجع
- ↑ سعيد بن علي بن وهف القحطاني، زكاة الفطر : آداب، وأحكام، وشروط، ودرجات، ومسائل في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 5-6. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داوود، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:1609، صحيح.
- ↑ عبد الرحمن بن محمد عوض الجزيري، الفقه على المذاهب الأربعة، صفحة 567-570. بتصرّف.
- ↑ "المبحث الأوَّل: وقتُ وُجوبِ زكاة الفطر"، الدرر السنية الموسوعة الحديثية، اطّلع عليه بتاريخ 15/9/2021. بتصرّف.
- ↑ وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 2041-2042. بتصرّف.
- ↑ وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 2041. بتصرّف.