الحيض
الحيض في اللغة: مصدر مشتق من فعل حاض بمعنى سال، وحاضت المرأة أي سال دمها، والحيض في الاصطلاح الشرعي: هو الدم الخارج من أقصى رحم المرأة عند بلوغها في حالة الصحة، من غير ولادة ولا مرض، في أوقات معلومة، وتختلف مدته بحسب المرأة وحالها، ويتميز دم الحيض بسواد لونه، ورائحته الكريهة، وحصول الألم الشديد عند نزوله.[١][٢]
شروط الصيام للحائض
ليس هناك شروط لوجوب وصحة صيام المرأة الحائض، حيث إنه أجمع جمهور الفقهاء على حرمة صيام المرأة حال حيضها، وإن صامت وهي حائض فلا يصح صومها ولا يقبل، والحيض من موانع صحة الصيام، إذ إنه يشترط لصحة صيام المرأة الطهارة من الحيض، ويترتب على من أصابها الحيض وهي صائمة في نهار رمضان أن تفطر في الحال، وتقضي الأيام التي أفطرتها بعد انتهاء شهر رمضان، ودليل ذلك ما جاء عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (كنَّا نَحيضُ على عَهْدِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، ثمَّ نَطهرُ، فيأمرُنا بقضاءِ الصِّيامِ، ولا يأمرُنا بقضاءِ الصَّلاةِ)،[٣][٤][٥] وتجدر الإشارة إلى أنه يشترط لوجوب صيام المرأة وصحته منها؛ أن تكون مسلمة بالغة عاقلة، تقيم في بلدها غير مسافرة، تقدر على الصيام دون مشقة، وتعقد نية الصيام، وتكون طاهرة من الحيض والنفاس.[٦]
طهارة المرأة من الحيض في رمضان
إذا طهرت المرأة من حيضها في نهار رمضان، وتحققت من ذلك، وقامت بالاغتسال الواجب في حقها، يترتب عليها إمساك بقية اليوم، فلا يجوز لها أن تأكل أو تشرب، ويجب عليها قضاء هذا اليوم، وهذا مذهب الحنفية والحنابلة، بينما ذهب الشافعية والمالكية بعدم وجوب إمساك بقية اليوم، فيجوز لها أن تأكل وتشرب، وعليها قضاء هذا اليوم، وأما إذا طهرت المرأة من حيضها قبل الفجر وتحققت من طهارتها، وجب عليها الصيام، فتعقد نية الصيام لذلك اليوم، ويعد صيامها صحيحاً حتى إن لم تغتسل مباشرة، وأخرته بعد الفجر، سواء أخرته بعذر أو بغير عذر، ويترتب عليها الإثم إن فاتها وقت صلاة الفجر، فيجب عليها أن تتوب إلى الله تعالى، وتقضيها.[٧][٨]
الحكمة من عدم وجوب الصيام على الحائض
يجب على المسلم أن يؤمن ويوقن أن الله تعالى لا يقوم بشرع أمر إلا لحكمة بالغة، حيث إنه لا يأمر بشيء إلا أن يكون فيه مصلحة، ولا ينهى عن شيء إلا أن يكون فيه مفسدة، إلا أن الله تعالى لم يبين لعباده جميع الحِكم، فهناك حِكم مخفية لا يعلمها أحد من عباده، فيجدر بالمسلم الامتثال بأوامر الله تعالى واجتناب نواهيه، سواء علمت الحكمة أو خفيت، والحكمة من حرمة صيام المرأة حائض غير معلومة، فقد بين حديث السيدة عائشة الذي ذكر سابقاً الحكم الشرعي من غير ذكر الحكمة، إلا أن بعض أهل العلم يرون أن نهي الحائض عن الصيام هو رحمة بها من الله تعالى، وتخفيفاً لها، فالمرأة عندما تحيض يضعف بدنها، فتكون في حالة أشبه بالمريض، فإن صامت زاد ضعفها مما يؤدي إلى إلحاق الضرر بها، وهذا مما لا يرضى به الإسلام.[٩][١٠]
مواضيع أخرى:
المراجع
- ↑ محمد حسن عبد الغفار ، تيسير أحكام الحيض، صفحة 4-. بتصرّف.
- ↑ وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 510. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:787، صحيح.
- ↑ محمود عبد اللطيف عويضة، الجامع لأحكام الصيام، صفحة 114. بتصرّف.
- ↑ سعيد بن وهف القحطاني، الصيام في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 155. بتصرّف.
- ↑ "شروط صحة ووجوب الصوم"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 7/7/2021. بتصرّف.
- ↑ دبيان الدبيان، موسوعة أحكام الطهارة، صفحة 191. بتصرّف.
- ↑ "متى يصح الصيام عند الطهر من الحيض "، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 7/7/2021. بتصرّف.
- ↑ "الحكمة من منع الحائض من الصوم والصلاة"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 7/7/2021. بتصرّف.
- ↑ "ما الحكمة من تحريم الصوم على الحائض ؟"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 7/7/2021. بتصرّف.