دعاء اللهم سلمنا لرمضان
روى هذا الدعاء الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء بسند ضعيف عن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- كَانَ رَسُوْلُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُعَلِّمُنَا هَؤُلاَءِ الكَلِمَاتِ، إِذَا جَاءَ رَمَضَان، يَقُوْلُ: (اللَّهُمَّ سَلِّمْنِي لِرَمَضَانَ، وَسَلِّمْ رَمَضَانَ لِي، وَتَسَلَّمهُ مِنِّي مُتَقَبَّلاً).[١]
وقد حكم المحقّقون على هذا الحديث بالضعف لضعفِ سنده؛ حيث إنّ أبا جعفر الرازي، واسمه عيسى بن ماهان كان يخلط كما ذكر ابن المديني، وكان يخطئ كما ذكر يحيى، وصنّفه الإمام أحمد بأنّه ليس بالقوي في الحديث، وذكر ابن حبان أنّه كان ينفرد بالمناكير عن المشاهير.[٢]
وبناء على ما سبق؛ فإنّ هذا الدّعاء لا تبث نسبته للنبي -صلى الله عليه وسلم-، وإذا دعا به المسلم فيدعو به دون اعتقاد أنّه ممّا يُؤثَر الدّعاء به عند إقبال شهر رمضان، علماً أنّه لا يوجد دعاء ثبتت صحته عن النبي -عليه الصلاة والسلام- كان يستقبل به رمضان.[٣]
شرح اللهم سلمنا لرمضان
الدّعاء بالقول: "اللَّهُمَّ سَلِّمْنِي لِرَمَضَانَ، وَسَلِّمْ رَمَضَانَ لِي، وَتَسَلَّمهُ مِنِّي مُتَقَبَّلاً" دعاء يرجو به المسلم ربّه -عزّ وجلّ- أنْ يمدّ في عمره، ويبارك له فيه حتى يُبلّغه شهر رمضان حيّاً وبصحّة وعافية؛ فيتمكّن من صيام نهاره وإحياء ليله، والتّقرب فيه لله -تعالى- بسائر أنواع القُربات على الوجه الذي يرضيه -سبحانه-.
وقول الدّاعي: (وَتَسَلَّمهُ مِنِّي مُتَقَبَّلاً)؛ أي: يا رب أسألك عند تمام الشّهر الفضيل أنْ تتقبّل منّي طاعتي فيه، وتكتبني عندك فيه من المقبولين؛ فأنال من فيض كرمك وعظيم ثوابك؛ حيث جاء في الحديث القدسي: (كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له، إلَّا الصِّيَامَ؛ فإنَّه لي، وأَنَا أجْزِي به، ...).[٤]
ولا شكّ أنّ إدراك شهر رمضان والتوفيق فيه للطاعة مغنمٌ كبير؛ فهو موسم مبارك تتضاعف فيه الأجور، والخسران لمنْ أدرك هذا الشهر ولم يغتنمه بالطاعات والقُربات؛ ففي الحديث عن مالك بن الحويرث -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (... أتاني جبريلُ فقال: يا محمَّدُ مَن أدرَك رمضانَ فلم يُغفَرْ له فأبعَده اللهُ، قُلْتُ: آمينَ ...).[٥]
دعاء السلف عند حضور رمضان
أخرج الطبراني بسنده أنّ المسلمين كان من دعائهم إذا حضر شهر رمضان أنْ يدعو بالقول: "اللَّهُمَّ أَظَلَّ شَهْرُ رَمَضَانَ وَحَضَرَ، فَسَلِّمْهُ لِي، وَسَلِّمْنِي فِيهِ، وَتَسَلَّمْهُ مِنِّي، اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي صِيَامَهُ وَقِيَامَهُ، صَبْرًا وَاحْتِسَابًا، وَارْزُقْنِي فِيهِ الْجِدَّ وَالِاجْتِهَادَ وَالْقُوَّةَ وَالنَّشَاطَ، وَأَعِذْنِي فِيهِ مِنَ السَّآمَةِ وَالْفَتْرَةِ وَالْكَسَلِ وَالنُّعَاسِ، وَوَفِّقْنِي فِيهِ لِلَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَاجْعَلْهَا خَيْرًا لِي مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ".[٦]
ومن الأدعية المناسبة التي يمكن للمسلم الدّعاء بها عند قدوم شهر رمضان ما يأتي:
- اللهم أعنّي في شهر رمضان على الصيام والقيام، واجعلني فيه من المقبولين.
- اللهم يا عظيم الجود يا واسع الكرم اجعلني ووالديّ من عتقاء شهر رمضان من النار.
- اللهم وفقني في شهر رمضان لأحسن الأعمال واكتب لي أجرها بفضلك وكرمك يا رب العالمين.
وللمسلم أنْ يدعو ربّه -سبحانه- بما يفتح الله عليه من الأدعية المشروعة دون أنْ يقيّد نفسه بدعاء؛ خاصة أنّه لم يثبت في استقبال شهر رمضان أدعية أو أذكاراً مخصوصة.
المراجع
- ↑ شمس الدين الذهبي (1985)، سير أعلام النبلاء (الطبعة 3)، صفحة 51، جزء 19.
- ↑ شمس الدين الذهبي (1985)، سير أعلام النبلاء (الطبعة 3)، صفحة 51، جزء 19. بتصرّف.
- ↑ فريق الموقع (31/8/2008)، "ليس هناك دعاء يدُعى به في أول الصيام"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 5/3/2023. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1904 ، صحيح.
- ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن مالك بن الحويرث، الصفحة أو الرقم:409 ، أخرجه في صحيحه.
- ↑ الطبراني، الدعاء، صفحة 284.