تعريف الحج
تعريف الحج لغةً
الحجّ في اللغة بفتح الحاء أو كسرها هو: القصد، فيُقال: حجّ إلينا فلانٌ؛ أي أنّه قَدِمِ إلينا، ويُقال: حجّه؛ أي قصده، ورجلٌ محجوجٌ؛ أي أنّه مقصودٌ، ويُعرّف الحجّ أيضاً بأنّه: القصد إلى شيءٍ معظّمٍ.[١]
تعريف الحج اصطلاحاً
الحجّ في الاصطلاح الشرعيّ هو: قصد مواضع مخصوصةٍ؛ البيت الحرام وعرفة وغيرها، في وقت مخصوصٍ للقيام بأعمالٍ مخصوصةٍ؛ كالوقوف في عرفة والطواف بالكعبة، بشروطٍ مخصوصةٍ محدّدةٍ تعبّداً لله -سبحانه-.[١]
حكم الحج
الحجّ ركنٌ من أركان الإسلام وفرض على كلّ مسلمٍ مرةً في العُمر، وقد ثبتت فرضيّته في القرآن الكريم والسنة النبوية وإجماع العلماء، وبيان الأدلة آتياً:[٢]
- القرآن الكريم: قال الله -تعالى-: (وَلِلَّـهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّـهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)،[٣] فقد أمر الله -تعالى- المسلمين بأداء الحجّ.
- السنة النبوية: وردت العديد من الأحاديث النبوية الصحيحة التي تؤكّد على فرضيّة الحجّ ووجوبه وأنّه ركنٌ من أركان الإسلام، وقد بلغت تلك الأحاديث حدّ التواتر، ويُذكر من تلك الأحاديث:
- أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ).[٤]
- أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: (خَطَبَنَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: أَيُّهَا النَّاسُ قدْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ الحَجَّ، فَحُجُّوا...).[٥]
- الإجماع: أجمع العلماء على وجوب الحج على المسلم مرةً واحدةً في العمر، وقد نقل الإجماع أكثر من واحدٍ من العلماء، قال ابن المنذر: (وأجمعوا على أنّ على المرء في عمره حجةً واحدةً، حجة الإِسلام)، وقال ابن عبد البرّ: (إنّ الإجماع في الرجل يكون معه الزاد والراحلة وفيه الاستطاعة ولم يمنعه فساد طريق ولا غيره، أنّ الحجّ عليه واجبٌ).
فضل الحج
تترتّب العديد من الفضائل على الحجّ يُذكر أنّه:[٦]
- أفضل الأعمال والعبادات عند الله -تعالى-، كما أخرج البخاريّ في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سُئِلَ: أيُّ العَمَلِ أفْضَلُ؟ فَقالَ: إيمَانٌ باللَّهِ ورَسولِهِ. قيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قالَ: الجِهَادُ في سَبيلِ اللَّهِ قيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قالَ: حَجٌّ مَبْرُورٌ)،[٧] وأخرج أيضاً عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (قُلتُ يا رَسولَ اللَّهِ، ألَا نَغْزُو ونُجَاهِدُ معكُمْ؟ فَقالَ: لَكُنَّ أحْسَنَ الجِهَادِ وأَجْمَلَهُ الحَجُّ، حَجٌّ مَبْرُورٌ، فَقالَتْ عَائِشَةُ فلا أدَعُ الحَجَّ بَعْدَ إذْ سَمِعْتُ هذا مِن رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ).[٨]
- سببٌ من أسباب دخول الجنة، قال -عليه الصلاة والسلام-: (العُمْرَةُ إلى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِما بيْنَهُمَا، والحَجُّ المَبْرُورُ ليسَ له جَزَاءٌ إلَّا الجَنَّةُ).[٩]
- سببٌ من أسباب مغفرة وتكفير الذنوب والسيئات، قال -عليه السلام-: (مَن حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ، ولَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَيَومِ ولَدَتْهُ أُمُّهُ).[١٠]
مواضيع أخرى:
المراجع
- ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 25-23. بتصرّف.
- ↑ عَبد الله بن محمد الطيّار، عبد الله بن محمّد المطلق، محمَّد بن إبراهيم الموسَى، الفِقهُ الميَسَّر، صفحة 11-12. بتصرّف.
- ↑ سورة آل عمران، آية:97
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:8، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1337، صحيح.
- ↑ د.جمال المراكبي، "فضل الحج وفوائده"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 20/4/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:26، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1861، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1773، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1521، صحيح.