النية في صيام النوافل
النية هي انعقاد وعزم القلب على فعل شيء دون تردد، فرضاً كان أو نفلاً،[١] وصيام النافلة هو كل صيام غير الفريضة؛ فهو غير صيام شهر رمضان، وصيام الكفارة والنذر، ومن أمثلة صيام النافلة: صيام يومي الإثنين والخميس، وصيام يوم عرفة،[٢] والنية شرط من شروط صحة صيام النافلة، فلا تصح العبادة من غير نية.[٣]
أحكام النية في صيام النوافل
النية في صيام النوافل لها عدّة أحكام تتعلّق بها، وبيان ذلك كما ياتي:[٤]
- تبييت النية: يُراد بتبييت النية؛ أن ينوي الصيام قبل طلوع الفجر، فيبدأ وقت تبييت النية من الليل حتى طلوع الفجر،[٥] وقد اختلف الفقهاء في حكم تبييت النية في صيام النافلة، فذهب جمهور الفقهاء من الحنفية، والشافعية، والحنابلة، إلى عدم اشتراط تبييت النية في صيام النافلة، ودليلهم: (دَخَلَ عَلَيَّ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ذَاتَ يَومٍ فَقالَ: هلْ عِنْدَكُمْ شيءٌ؟ فَقُلْنَا: لَا، قالَ: فإنِّي إذَنْ صَائِمٌ)،[٦] وخالفهم المالكية فذهبوا إلى اشتراط تبييت النية في صيام النافلة، ودليلهم: (مَن لمْ يُبيِّتِ الصيامَ مِنَ الليلِ فلا صيامَ له).[٧]
- تعيين النية: يقصد بتعيين النية أن يستحضر في نيته جنس الصيام، كصيام عاشوراء أو صيام يوم عرفة، وقد اتفق الفقهاء إلى عدم اشتراط تعيين النية في صيام النافلة، فمطلق النية تكفي، حيث قالوا أن الصائم للنافلة يحصل على الثواب بمجرد الصيام.[٨]
- وقت النية من النهار: إذا نوى المسلم صيام النافلة في النهار، فيشترط ألّا يكون قد تناول شيئاً من المفطرات بعد الفجر، حتى يصح صومه، وقد اختلف الفقهاء في آخر وقت لنية صيام النافلة في النهار، وبيان اختلافهم كما يأتي:
- الحنفية: قالوا بأن آخر وقت لانعقاد النية منتصف النهار الشرعي، والنهار الشرعي يبدأ من ظهور النور في السماء حتى غروب الشمس.
- الشافعية: قالوا أن آخر وقت للنية هو ما قبل الزوال، والزوال هو دخول وقت صلاة الظهر.
- الحنابلة: قالوا وقت النية يمتد إلى بعد زوال الشمس، أي بعد دخول وقت صلاة الظهر.
- المالكية: لا يصح عندهم نية صيام النافلة في النهار، فقد اشترطوا تبييت النية.
الأيام المستحب صيامها
ورد في السنة أيام يستحب فيها الصيام، ومن هذه الأيام:[٩]
- يوم عرفة: وهو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، ويستحب صيامه لغير الحاج، وقد ورد فضله في الحديث: ( صِيَامُ يَومِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتي بَعْدَهُ).[١٠]
- يوم عاشوراء: وهو اليوم العاشر من شهر محرّم، وفيه نجّى الله تعالى نبيه موسى عليه السلام من فرعون، فعن عائشة أم المؤمنين أنها قالت: ( كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أمَرَ بصِيَامِ يَومِ عَاشُورَاءَ، فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ كانَ مَن شَاءَ صَامَ ومَن شَاءَ أفْطَرَ).[١١]
- السِّت من شوال: وهي ستة أيام من شهر شوال، ويجوز صيامها متتابعة أو متفرقة، وروى أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( مَن صامَ رَمَضانَ ثُمَّ أتْبَعَهُ سِتًّا مِن شَوَّالٍ، كانَ كَصِيامِ الدَّهْرِ)[١٢].
- الاثنين والخميس من كل أسبوع: ودليله الحديث: (إنَّ نبيَّ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ كانَ يصومُ يومَ الاثنينِ ويومَ الخميسِ ، وسُئِلَ عن ذلِكَ ، فقالَ : إنَّ أعمالَ العبادِ تُعرَضُ يومَ الاثنينِ ويومَ الخميسِ).[١٣]
- ثلاثة أيام من كل شهر: وهي اليوم الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر، وتسمى الأيام البيض، فعن أبي هريرة أنه قال: (أَوْصَانِي خَلِيلِي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بثَلَاثٍ: بصِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِن كُلِّ شَهْرٍ).[١٤]
المراجع
- ↑ وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 151. بتصرّف.
- ↑ ابن باز، فتاوى نور على الدرب، صفحة 412. بتصرّف.
- ↑ سعيد حوى، الأساس في السنة وفقهها، صفحة 2552. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 87-88. بتصرّف.
- ↑ و معنى تبييت النية,المعاني الجامع - معجم عربي عربي&text=عقد القلب وعزمه على الصيام.,-النية في "تعريف و معنى تبييت النية في الصوم في معجم المعاني الجامع"، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 30/5/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1154، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في إرواء الغليل، عن حفصة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:914، صحيح.
- ↑ "مختصر أحكام النية في الصيام"، دار الإفتاء الأردني، اطّلع عليه بتاريخ 30/5/2021. بتصرّف.
- ↑ عَبد الله بن محمد الطيّار، عبد الله بن محمّد المطلق، محمَّد بن إبراهيم الموسَى، الفِقهُ الميَسَّر، صفحة 17-22. بتصرّف.
- ↑ رواه صحيح مسلم، في مسلم، عن أبو قتادة الحارث بن ربعي، الصفحة أو الرقم:1162 .
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2001، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو أيوب الأنصاري، الصفحة أو الرقم: 1164.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داوود، عن مولى أسامة بن زيد، الصفحة أو الرقم:2436، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:721، صحيح.