الحج
الحجّ في اللغة هو: القصد، وقيل إنّه: القصد لشيءٍ معظّمٍ، أمّا في الشَّرع فهو: قصد مكة المكرّمة في وقتٍ مخصوصٍ محددٍ لأداء أعمالٍ مخصوصةٍ تعبّداً لله -سبحانه- وتقرّباً منه، وقد شُرع إظهاراً لتذلّل العباد لله -سبحانه- وحاجتهم إليه، وشُكراً له على ما أنعم به عليهم من النِّعم التي لا تُعدّ ولا تُحصى، وغيرها.[١]
أركان الحج
الركن في اللغة هو: الجانب القوي من الشيء الذي لا يقوم ولا يتحقّق إلّا به، وأركان الحجّ هي: الأمور التي لا يتحقّق الحجّ ولا يقوم إلّا به، وبيانها آتياً:[٢]
- الإحرام: وهو نيّة الدخول في مناسك وأعمال الحجّ، ولا ينعقد الحجّ دون النيّة والإحرام، استدلالاً بما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: (إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ، وإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى)،[٣] وفي ذلك ابن المنذر: (وأجمعوا على أنّه إن أراد أن يهلَّ بحجٍّ فأهلّ بعمرةٍ، أو أراد أن يهلّ بعمرةٍ فلبَّى بحجٍّ أنَّ اللازم له ما عقد عليه قلبه، لا ما نطق به لسانه).
- الوقوف بعرفة: قال -تعالى-: (فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّـهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ)،[٤] وهو الركن الأعظم من الأركان إذ يفوت الحجّ بفواته، قال الإمام ابن المنذر -رحمه الله-: (وأجمعوا على أنّ الوقوف بعرفة فرضٌ، لا حجّ لمَن فاته الوقوف بها).
- طواف الإفاضة: ويؤدّى بعد الوقوف بعرفة والمبيت بمزدلفة، قال -تعالى-: (وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ)،[٥] ويسمّى بطواف الزيارة.
- السعي بين الصفا والمروة: ويؤدّى بعد طواف الإفاضة، فقد أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن عائشة -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ما أتَمَّ اللَّهُ حَجَّ امْرِئٍ، ولَا عُمْرَتَهُ لَمْ يَطُفْ بيْنَ الصَّفَا والمَرْوَةِ).[٦]
ترك ركنٍ من أركان الحج
لا يتمّ الحجّ بالإخلال بركنٍ من أركانه، وفيما يأتي تفصيل وبيان ما يترتّب على ترك كلّ ركنٍ:[٧]
- ترك الإحرام: لا يصحّ الحجّ بترك الإحرام، ويجب على مَن تركه الرجوع إلى المكان الذي ينعقد فيه الإحرام ليُحرم وينوي أداء الحجّ منه، وإن لم يرجع فيجب عليه عقد النية من مكانه وذبح شاةٍ يوزّعها على فقراء مكة.[٨]
- ترك الوقوف بعرفة: أجمع العلماء على أنّ مَن ترك الوقوف بعرفة فقد فاته الحجّ وعليه إعادته.
- ترك طواف الإفاضة: لا يسقط طواف الإفاضة أو ما يسمّى بطواف الزيارة عن الحاجّ ، ويبقى عليه أداؤه وإن فات وقته، فيرجع الحاجّ ويؤديه.
- ترك السعي بين الصفا والمروة: قال جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة إنّه يترتّب العودة لأداء السعي بين الصفا والمروة على مَن تركه، إذ إنّه ركنٌ من أركان الحجّ لا يتمّ إلّا به، أمّا الحنفية فقالوا إنّ الحجّ يتمّ دون السعي بين الصفا والمروة على أنّ الحاجّ يجب عليه ذبح شاةٍ، إذ قالوا إنّ السعي واجبٌ من واجبات الحجّ.
المراجع
- ↑ عَبد الله بن محمد الطيّار، عبد الله بن محمّد المطلق، محمَّد بن إبراهيم الموسَى، الفِقهُ الميَسَّر، صفحة 9-10. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية [مجموعة من المؤلفين]، صفحة 49-53. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:1، صحيح.
- ↑ سورة البقرة، آية:198
- ↑ سورة الحج، آية:29
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1790، صحيح.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 78-80. بتصرّف.
- ↑ "حكم ترك نية الإحرام"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 15/4/2021. بتصرّف.