الإيمان بالملائكة
الإيمان بالملائكة ركن من أركان الإيمان الستة، الذي يجب على العبد الإقرار والتصديق بها، فلا يكتمل إيمانه، ولا يتحقق إلا به، قال تعالى: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ)،[١] والملائكة هم خلق من خلق الله تعالى، خلقهم من نور، وهم كرام أتقياء طاهرون، يطيعون الله تعالى فيما يأمرهم ولا يعصونه في شيء، ويجب على العبد أن يؤمن بوجودهم حقيقة، وأنهم عباد لله تعالى، مثل الإنس والجن، وأن الله تعالى قد كلفهم بوظائف وأعمال يقومون بها، فمنهم الموكل بتبليغ الوحي للرسل والأنبياء، ومنهم الموكل بحفظ العباد، ومنهم الموكل بكتابة أعمال الإنسان، ومنهم الموكل بقبض الأرواح، وغير ذلك.[٢]
عدد ملائكة حملة العرش
ملائكة حملة العرش هم الملائكة الذين وكلهم الله تعالى بمهمة حمل عرشه، ولم يرد في القرآن الكريم ولا في السنة النبوية المطهرة ما يثبت عددهم، إلا ما جاء في قوله تعالى: (وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ)[٣] حيث تعددت أقوال أهل العلم في مقصود الله تعالى ومراده بعدد ثمانية، وأشهر ما جاء في ذلك كما يأتي:[٤][٥]
- القول الأول: المراد بالثمانية أنهم ثمانية من الملائكة
- القول الثاني: المراد بالثمانية أنهم ثمانية صفوف من الملائكة، لا يعلم عدد الملائكة في هذه الصفوف إلا الله تبارك وتعالى.
- القول الثالث: المراد بالثمانية أن عددهم اليوم أربع ملائكة، ويوم القيامة يزيد الله تعالى عددهم، ويضاعفه إلى ثمانية.
- القول الرابع: المراد بالثمانية أنهم ثمانية أجزاء من تسعة أجزاء من الملائكة.
عظم خلق حملة العرش
أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- عن بعض أوصاف أحد ملائكة حول العرش، بأن المسافة الواقعة بين شحمة أذنه ومنكبه طولها مسيرة سبعمئة سنة، فقد جاء في حديث الصحابي الجليل جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (أُذِن لي أن أُحدِّث عن ملكٍ من ملائكةِ اللهِ، من حملةِ العرشِ : إنَّ ما بينَ شحمةِ أُذنهِ إلى عاتقِه، مسيرةُ سبعمائةِ عامٍ)،[٦] وهذا مما يدل على عظم خلقه، فإذا كان هذا طول جزء صغير منه، فكيف بطوله وحجم جسده.[٧]
عبادة حملة العرش
جميع الملائكة مكلفون بعبادة الله -تبارك وتعالى- وطاعته بمختلف أنواعها، من ذكر، وصلاة، واستغفار، وطواف، وغير ذلك من العبادات، وقد ثبت في القرآن الكريم عن ملائكة حملة العرش أنهم يقومون بعبادة الذكر، فيسبحون الله تعالى دون انقطاع، ويستغفرون للمؤمنين التائبين، ويدعون الله -عزّ وجلّ- بأن يغفر لهم ويتوب عليهم، وأن يحفظهم من الوقوع في السيئات وارتكاب المعاصي، ويدخلهم جنات النعيم كما وعدهم، ويقيهم من دخول نار جهنم، قال تعالى: (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ* رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُمْ وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).[٨][٩][١٠]
مواضيع أخرى:
عدد الملائكة الذين يحملون جهنم
المراجع
- ↑ سورة البقرة، آية:285
- ↑ عمر الأشقر، عالم الملائكة الأبرار، صفحة 1. بتصرّف.
- ↑ سورة الحاقة، آية:17
- ↑ مجموعة من المؤلفين، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 159-162. بتصرّف.
- ↑ "الكلام على حملة العرش"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 11/7/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داوود، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:4727، صحيح.
- ↑ عمر الأشقر، عالم الملائكة الأبرار، صفحة 11. بتصرّف.
- ↑ سورة غافر، آية:7-8
- ↑ عمر الأشقر، عالم الملائكة الأبرار، صفحة 57. بتصرّف.
- ↑ عمر الأشقر، عالم الملائكة الأبرار، صفحة 30. بتصرّف.