الإيمان بالرسل
الإيمان بالرسل: هو التصديق والاعتقاد الجازم أن الله عز وجل قد بعث رسلاً وأنبياء لجميع البشرية، فأرسل إلى كل قوم رسولاً أو نبياً يدعوهم إلى عبادة الله تعالى وتوحيده، وتبليغ رسالته، قال تعالى: ( فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ)[١]، والإيمان بالرسل ركن من أركان الإيمان الستة، التي يجب على العبد الإيمان به، فلا يتحقق إيمانه ولا يكتمل إلا به، قال تعالى: (وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ).[٢][٣]
كيف يتحقق الإيمان بالرسل؟
يتحقق الإيمان بالرسل من خلال عدة أمور، وبيانها كما يأتي:[٤][٥]
- الإيمان الجازم برسالتهم ونبوتهم، وأنها حق جاءت من عند الله تعالى، ومن يكفر برسالة واحدة، أو نبوة أحدهم، فقد كفر بجميع الرسل والأنبياء.
- الإيمان الجازم بجميع الرسل والأنبياء الذين أرسلهم الله تعالى، سواء من ذكره الله في القرآن الكريم، ومن لم يذكره، دون التفريق بينهم، قال تعالى: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ).[٦]
- الاعتقاد الجازم أن جميع الأنبياء والرسل أمناء أتقياء، هداة مهتدون، صادقون مصدقون، قاموا بتبليغ الرسالة، ودعوة الناس على أكمل وجه، كما أمرهم الله تعالى، دون تغيير أو تحريف، فلم يزيدو ولم ينقصوا شيئاً.
- التصديق الجازم بما ورد عن الأنبياء والرسل من الأخبار الصحيحة.
- وجوب العمل بشرائعهم، فيجب على كل قوم من الأقوام بالعمل بشريعة الرسول الذي بعث إليها، وهذا قبل بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ففي زمننا يجب علينا العمل بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم، فشريعته هي خاتمة الشرائع، ورسالته آخر الرسالات.
- الإيمان الجازم أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو آخر الأنبياء والمرسلين، قال تعالى: (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ).[٧]
- وجوب توقير وتعظيم جميع الأنبياء والرسل، فالله تعالى قد اختصهم بالرسالة والنبوة، قال تعالى: (لِّتُؤْمِنُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ).[٨]
ثمرات الإيمان بالرسل
يترتب على الإيمان بالرسل والأنبياء عليهم السلام مجموعة من الثمرات، وبيان بعض منها كما يأتي:[٩][١٠]
- إدراك رحمة الله تعالى ولطفه بعباده، حيث أرسل إليهم الأنبياء والرسل لهدايتهم إلى طريق الحق والصواب، وإخراجهم من ظلمات الجهل
- إلى نور الإيمان، وتعليمهم أمور دينهم ودنياهم، قال الله تعالى واصفاً نبيه محمد صلى الله عليه وسلم: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ).[١١]
- شكر الله تعالى على هذه النعمة الكبرى، لما فيها من خير للبشرية.
- تعظيم جميع الأنبياء والرسل عليهم السلام ومحبتهم، والثناء عليهم.
- تحقيق السعادة بالدنيا والآخرة، والفوز بالجنة والنجاة من النار، من خلال العمل بما جاء به الرسل، وطاعتهم، قال تعالى: (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَ).[١٢]
- العلم بأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أفضل الأنبياء والرسل.
المراجع
- ↑ سورة النحل، آية:35
- ↑ سورة البقرة، آية:177
- ↑ عبد العزيز بن محمد بن علي آل عبد اللطيف، التوحيد للناشئة والمبتدئين، صفحة 67-68. بتصرّف.
- ↑ "الإيمان بالأنبياء والرسل حقيقته ومقتضياته"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 23/6/2021. بتصرّف.
- ↑ "معنى الإيمان بالرسل"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 23/6/2021. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:285
- ↑ سورة الأحزاب، آية:40
- ↑ سورة الفتح، آية:9
- ↑ عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف، التوحيد للناشئة والمبتدئين، صفحة 77-78. بتصرّف.
- ↑ "الآثار الإيمانية للإيمان بالرسل"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 23/6/2021. بتصرّف.
- ↑ سورة الأنبياء، آية:107
- ↑ سورة طه، آية:123