كم عدد أيام صيام ذي الحِجّة؟

عدد الأيام التي يشرع فيها الصيام من شهر ذي الحجة هي تسعة أيام: ابتداءً من اليوم الأول من ذي الحجة حتى اليوم التاسع منه وهو ما يسمى بيوم عرفة.[١]


وتجدر الإشارة إلى أنه لا يجوز صيام اليوم العاشر من ذي الحجة وهو يوم النحر، حيث يكون عيداً للمسلمين فيحرم صومه، فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه من حديث الصحابي الجليل أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ نَهَى عن صِيَامِ يَومَيْنِ، يَومِ الفِطْرِ، وَيَومِ النَّحْرِ).[٢][٣]


فضل صيام أيام ذي الحجّة

ذهب جمهور أهل العلم إلى استحباب الصيام في الأيام التسع الأولى من شهر ذي الحجة، فهو يدخل في جملة الأعمال الصالحة التي يستحب فعلها في هذه الأيام، بل هو أفضلها، وقد ورد عن بعض أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان عليه الصلاة والسلام يصوم هذه الأيام، حيث قالت: (كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ يصومُ تسعَ ذي الحجَّةِ)،[٤] وقد أعطى النبي صلى الله عليه وسلم صيام يوم عرفة وهو التاسع من ذي الحجة عناية خاصة وبين فضله وحث على صيامه، فقال: (صِيَامُ يَومِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتي بَعْدَهُ)،[٥] حيث بين النبي صلى الله عليه وسلم الأجر والفضل العظيمين المترتبان على صيام يوم عرفة، إذ إنه يكفر ذنوب السنة التي قبله وذنوب السنة التي بعده، وتجدر الإشارة إلى أن الذنوب التي تكفّر هي الصغائر دون الكبائر.[٦][٧]


العبادات المستحبة في أيام ذي الحجة

ينبغي على المسلم استغلال هذه الأيام المباركة بأداء الأعمال الصالحة والإكثار منها، حيث بين النبي صلى الله عليه وسلم أن العمل الصالح في هذه الأيام أفضل من غيرها، فقال: (ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذِه؟ قالوا: ولَا الجِهَادُ؟ قَالَ: ولَا الجِهَادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بنَفْسِهِ ومَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بشيءٍ)،[٨] وفيما يأتي بيان أهم الأعمال الصالحة التي يستحب فعلها:[٩]

  • الحج والعمرة: إذ إنهما من أفضل الأعمال التي يندب فعلها، لما يترتب عليهما من الأجر العظيم، وزيادة الحسنات وتكفير الذنوب.
  • الصيام: وقد تم ذكره أنه أفضل الأعمال الصالحة.
  • مطلق الذكر: كالتحميد والتكبير والتهليل وغير ذلك، حيث يستحب الإكثار منه، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الأيام: (فأكْثِروا فيهِنَّ من التَّهْليلِ والتَّكْبيرِ والتَّحْميدِ).[١٠]
  • الأضحية: حيث يستحب للمسلم أن يذبح في أيام عيد الأضحى وهي اليوم العاشر والحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة، تقرباً إلى الله تعالى واقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم بإحياء سنة أبينا إبراهيم عليه السلام.
  • مطلق الأعمال الصالحة: كالصلاة وتلاوة القرآن والصدقة وصلة الأرحام وبر الوالدين والتوبة وقيام الليل، وغير ذلك.
  • صلاة العيد: فصلاة العيد شعيرة من شعائر الله تعالى ومظهراً من مظاهر الدين الإسلامي، فيستحب أداؤها والاستماع إلى الخطبة.


المراجع

  1. "كيف تجدد حياتك في أحلى أيامك"، إسلام أون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 19/8/2021. بتصرّف.
  2. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:1138، صحيح.
  3. "هل يستحب صيام عشر ذي الحجة بما فيها يوم العيد؟"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 19/8/2021. بتصرّف.
  4. رواه الألباني، في صحيح أبي داوود، عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، الصفحة أو الرقم:2437، صحيح.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو قتادة الحارث بن ربعي، الصفحة أو الرقم:1162، صحيح.
  6. عبد الكريم الخضير، شرح بلوغ المرام، صفحة 9. بتصرّف.
  7. "عشر ذي الحجة فضائلها والأعمال المستحبة فيها"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 19/8/2021. بتصرّف.
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري ، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:969، صحيح.
  9. مجموعة من المؤلفين، فتاوى واستشارات الإسلام اليوم، صفحة 334-337. بتصرّف.
  10. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:6154، صحيح.