التكبير في ذي الحجة

شعيرة التكبير

يعد التكبير من شعائر الإسلام التي يندب فعلها، وهي عبادة عظيمة رغب الله عز وجل بها وحثّ عليها، قال تعالى: (وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ)،^[١] ويعرف التكبير بأنه تعظيم الله سبحانه وتعالى والثناء عليه وتنزيهه من كل نقص بقول (الله أكبر)، فهي إعلان لعظمة الله تعالى وكبريائه، ويشرع التكبير في المواقف العظيمة، وفي الأيام الفضيلة، وفي الأوقات المباركة، كعيد الفطر، وعيد الأضحى، والصلاة، والحج، وأيام العشر من ذي الحجة، وغير ذلك، مما يكون له الأثر على الإنسان في تقوية إيمانه وتحقيق الإخلاص والتوحيد، وتعظيم الله تعالى ومحبته وشكره.^[٢]

التكبير في ذي الحجة

يشرع التكبير في شهر ذي الحجة ابتداء من اليوم الأول من شهر ذي الحجة ويستمر حتى نهاية اليوم الثالث عشر، حيث قال الله تعالى: (لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّـهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ)،^[٣] ويقصد في هذه الآية بالأيام المعلومات هي أيام العشر الأولى من ذي الحجة، وقال تعالى: (وَاذْكُرُوا اللَّـهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ)،^[٤] ويقصد بالأيام المعدودات أيام التشريق الثلاثة؛ الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة،^[٥][٦] وفيما يأتي بيان صيغة التكبيرات وأنواعها:

صيغة التكبير

تعددت أقوال الفقهاء في صيغ التكبيرات، وهي كما يأتي:^[٧]

• الحنفية والحنابلة: قالوا بأدائها شفعاً أي يكررها مرتين، وذلك بأن يقول: (الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد)، وقال الحنفية بأنه يجوز أن يزيد فيقول بعد هذه الصيغة: (الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلاً، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه، مخلصين له الدين، ولو كره الكافرون، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله والله أكبر، اللهم صل على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، وعلى أصحاب سيدنا محمد، وعلى أزواج سيدنا محمد، وعلى ذرية سيدنا محمد، وسلم تسليماً كثيراً).
• المالكية والشافعية: قالوا بتكرارها ثلاث مرات، وذلك بأن يقول: (الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر)، وقال المالكية بجواز الزيادة، فيقول بعد هذه الصيغة: (لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد)، ويستحب عند الشافعية الزيادة بعد هذه الصيغة، فيقول: (الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلاً، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه، مخلصين له الدين، ولو كره الكافرون، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله والله أكبر، اللهم صل على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، وعلى أصحاب سيدنا محمد، وعلى أزواج سيدنا محمد، وعلى ذرية سيدنا محمد، وسلم تسليماً كثيراً).

أنواع التكبير

للتكبير نوعان، بيانهما كما يأتي:^[٨]

• التكبير المطلق: وهذا التكبير لا يتقيد ولا يرتبط بشيء، فيشرع في كل وقت، وفي أي مكان، وعلى أي حال، في الصباح وفي المساء، ويبدأ هذا التكبير من غروب شمس آخر يوم من ذي القعدة وينتهي بغروب شمس اليوم الثالث عشر من ذي الحجة.
• التكبير المقيد: وهذا التكبير مرتبط بالصلاة، حيث يشرع قوله بعد الانتهاء من الصلوات، ويبدأ هذا التكبير من فجر يوم عرفة إلى غروب شمس اليوم الثالث عشر من ذي الحجة، وهذا بالنسة لغير الحاج، أما الحاج فيبدأ التكبير المقيد عنده عند ظهر يوم النحر وهو اليوم العاشر من ذي الحجة.