وقت ظهور يأجوج ومأجوج

يأجوج ومأجوج هُما أمّتان حذّر النبي -صلى الله عليه وسلم- من فتنتهم، ويعيشون الآن خلف السدّ الذي بناه ذو القرنين عليهم، وقد أخبر النبي المصطفى أنّ خروجهم سيكون علامةً من علامات الساعة الكُبرى، أمّا زمن ذلك، فيكون بعد انتشار الخبث والمعاصي في الأرض، وبعد موت الدجّال على يد النبي عيسى -عليه السلام-.[١]


ويتخلّل تلك السنوات التي ينزل فيها عيسى -عليه السلام- إلى الأرض بعض الفتن، ومنها فتنة يأجوج ومأجوج، وقد أخبر النبي -عليه الصلاة والسلام- أنّ فتنتهم عظيمة تعمّ الأرض، فسألته أم المؤمنين زينب -رضي الله عنها-: (أنَهْلِكُ وفينَا الصَّالِحُونَ؟ قالَ: نَعَمْ، إذَا كَثُرَ الخَبَثُ)،[٢] وهذا دليلٌ على أنّ انتشار المعاصي والزنا والفجور في الأرض علامةٌ على قرب ظهور يأجوج ومأجوج قبل يوم القيامة.[١]


إفساد يأجوج ومأجوج في الأرض بعد ظهورهم

قال الله -تعالى- واصفاً خروج يأجوج ومأجوج: (حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ)،[٣] وقد استيقظ النبي -صلى الله عليه وسلم- ذات يومٍ من نومه فزعاً، وقال لزينب -رضي الله عنها-: (لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، ويْلٌ لِلْعَرَبِ مِن شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ، فُتِحَ اليومَ مِن رَدْمِ يَأْجُوجَ ومَأْجُوجَ مِثْلُ هذِه وعَقَدَ سُفْيَانُ تِسْعِينَ أوْ مِئَةً قيلَ: أنَهْلِكُ وفينَا الصَّالِحُونَ؟ قالَ: نَعَمْ، إذَا كَثُرَ الخَبَثُ).[٤]


وهذه النصوص الشرعية وغيرها تدلّ على عظيم عددهم وفتنتهم وإفسادهم في الأرض، وقد ذُكر في الأحاديث أنّ يأجوج ومأجوج يخرجون بأعدادٍ هائلة، وينتشرون في الأرض، فيُسارع المسلمون إلى حصونهم، ويأخذون معهم دوابّهم في تلك الحصون لحمايتها.[٥]


وإذا مرّ يأجوج ومأجوج بنهرٍ شربوه كلّه، فلا يُبقوا منه شيئاً من كثرتهم، ثمّ يغلبون أهل الأرض، فلا يبقى إلا مَن تحصّن بالحصون، ثمّ يُصوّبون أسهمهم نحو السماء، فترجع وعليها آثار دماء، وهذا الأمر فتنةٌ من الله -تعالى-، فيظنّ يأجوج ومأجوج حينها أنّهم غلبوا أهل السماء.[٥]


كيف تكون نهاية يأجوج ومأجوج؟

ذُكِرت قصة نهاية يأجوج ومأجوج في أكثر من رواية، ففي صحيح مسلم أخبر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أن عيسى -عليه السلام- يُحصر مع مَن بقي من قومه على جبل الطور، ويبقون بلا طعامٍ ولا شراب، فيتضرّع هو وقومه إلى الله -سبحانه- بأن يرفع عنهم هذا البلاء، فيستجيب الله -تعالى- لهم ويُهلك يأجوج ومأجوج بالنَّغف مرَّةً واحدة؛ وهو دودٌ يكون في رقابهم، ثمّ يُرسل المطر فيغسل الأرض من نتنهم.[٦]


وذُكِر في روايةٍ أخرى في سنن ابن ماجه أنّ يأجوج ومأجوج يُفسدون في الأرض، وبينما هم على هذه الحال يُرسل الله -تعالى- عليهم النَّغف؛ أي الدّيدان والحشرات، فتبقى وراء أعناقهم ورؤوسهم حتى يهلكوا منها، فيأخذهم العذاب ويموتون بأعدادٍ كبيرةٍ بعضهم فوق بعضٍ، حتى لا يسمع المسلمون لهم حِسَّاً ولا صوتاً.[٧]


وعندما يعمّ الهدوء الأرجاء يقول المسلمون: "مَن رجُلٌ يَشْري نفْسَه ويَنظُرُ ما فعَلوا"؟ أي مَن الذي يُضحّي بنفسه ليخرج ويستطلع أخبارهم، فيتهيّأ أحد الرّجال للموت ويخرج إليهم، فيجدهم قد ماتوا جميعاً، فيُنادي المسلمين مستبشِراً أنِ اخرجوا وأبشِروا، فقد أهلك الله -تعالى- عدوّكم، فيخرج جميع النّاس مع مواشيهم، وتملأ الدوابّ بطونها شبعاً من لحوم يأجوج ومأجوج.[٧]

المراجع

  1. ^ أ ب خالد الراشد، دروس الشيخ خالد الراشد، صفحة 1-4، جزء 47. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن زينب أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:7059، صحيح.
  3. سورة الأنبياء، آية:96
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن زينب أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:7059، صحيح.
  5. ^ أ ب عصام موسى هادي، صحيح أشراط الساعة، صفحة 140-141. بتصرّف.
  6. ناصر الدين البيضاوي، تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة، صفحة 365-366، جزء 3. بتصرّف.
  7. ^ أ ب "شروح الأحاديث"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 10/5/2023. بتصرّف.