أولو العزم من الرسل

أولي العزم من الرسل هم خمسة رسل، جاء ذكرهم في قوله تعالى: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا)،[١] وهم:[٢]

  • النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
  • النبي إبراهيم عليه السلام.
  • النبي نوح عليه السلام.
  • النبي موسى عليه السلام.
  • النبي عيسى عليه السلام.


لماذا سمي أولو العزم بهذا الاسم؟

يعرف أولي العزم من الرسل بأنهم أصحاب الحزم والصبر، فالعزم هو القوة والإرادة القوية والهمة العالية، حيث قال تعالى: (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ)،[٣] وقد سمي الرسل الخمسة الذين تم ذكرهم بأولي العزم؛ لتمسكهم بأوامر الله تعالى وشدتهم في الدين وصبرهم على أذى أقوامهم، والسعي في تبليغ دين الله وشريعته على أكمل وأتم وجه، فهم أصحاب العزم والقوة في أمر الدين، وإن كان جميع الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام قد أخذوا أمر الله تعالى بقوة وعزيمة، إلا أن الله تعالى قد فضل بعض الأنبياء على بعض، فقال في كتابه: (وَلَقَد فَضَّلنا بَعضَ النَّبِيّينَ عَلى بَعضٍ)،[٤] وفضل الرسل على الأنبياء، وهم متفاضلون أيضاً فيما بينهم، فقال في كتابه: (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ)،[٥] وأفضل هؤلاء الرسل هم أولو العزم.[٦][٧]


أفضل أولي العزم

أفضل أولو العزم من الرسل هو محمد صلى الله عليه وسلم بلا خلاف،[٨] ثم يليه في الأفضلية إبراهيم عليه السلام، أما نوح وموسى وعيسى عليهم الصلاة والسلام فقد اختلف أهل العلم في المفاضلة بينهم.[٩]


بعض خصائص أولي العزم من الرسل

ميز الله تعالى أولي العزم عن باقي الرسل بمميزات وخصائص، وبيان بعض منها كما يأتي:[١٠]

  • محمد عليه السلام: من خصائصه ما يأتي:[١١]
  • أخذ الله تعالى العهد والميثاق على سائر رسله وأنبيائه بأن يؤمنوا به ويتبعوه إذا ظهر في عهدهم.
  • جعله الله تعالى أولى البشر بالنصرة والولاية والاتباع.
  • أكرمه الله تعالى بإمامة جميع الأنبياء في بيت المقدس في حادثة الإسراء والمعراج.
  • غفر الله تعالى له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال تعالى: (لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ).[١٢]
  • جعله الله تعالى خاتم الأنبياء والمرسلين فلا نبي بعده، وميز رسالته بأنها عامة وشاملة لجميع الناس، قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا).[١٣]
  • تكفل الله تعالى بحفظ معجزته القرآن الكريم إلى يوم الدين.
  • خاطبه الله تعالى بصفة النبوة والرسالة، حيث لم يخاطب بهما أحداً من أنبيائه ورسله، فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)،[١٤] وقال: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ).[١٥]
  • أقسم الله تعالى بحياته، إذ إن الله لم يقسم بحياة غيره من البشر.
  • إبراهيم عليه السلام: من خصائصه ما يأتي:
  • اتخذه الله تعالى خليلاً له، فلم يشاركه في هذه المرتبة إلا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: (وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً).[١٦]
  • كلفه الله تعالى ببناء بيته وتطهيره الذي جعله الله أمناً للناس ومصلى للمؤمنين.
  • أكرمه الله بأنه أول من يكسى يوم القيامة.
  • وصفه الله تعالى بمنزلتين عظيمتين، الصديقية والنبوة، قال تعالى: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا).[١٧]
  • جعله الله تعالى إماماً للناس وقدوة لهم يقتدون به ويهتدون بهديه.
  • حصر الله تعالى النبوة والكتاب في ذريته، قال تعالى: (وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ).[١٨]
  • نوح عليه السلام: خصائصه كما يأتي:
  • جعله الله أول رسول يبعث للناس بعد اختلافهم على دينهم.
  • بذل وسعه في دعوة قومه، وصبر وتحمل أذاهم، وقد أعطاه الله القوة والعمر الطويل، قال تعالى: (قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَارًا* فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلا فِرَارًا)،[١٩] فقد لبث ألف سنة إلا خمسين عاماً في دعوة قومه، حيث قال تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا).[٢٠]
  • موسى عليه السلام: بيان خصائصه كما يأتي:
  • اصطفاه الله تعالى وكرمه بتكليمه فاشتهر بين الأنبياء بأنه كليم الله، قال تعالى: (وَكَلَّمَ اللهُ مُوسَى تَكْلِيمًا).[٢١]
  • أيده الله تعالى بتسع آيات ومعجزات لإقامة الحجة على قومه، قال تعالى: (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ).[٢٢]
  • عيسى عليه السلام: بيان خصائصه كما يأتي:
  • اختصه الله تعالى بأنه ولد من غير أب.
  • جعله الله تعالى يكلم الناس وهو طفل رضيع، قال تعالى: (إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً).[٢٣]
  • رفعه الله تعالى إليه في السماء فهو ما زال حياً، وسينزل على الأرض في آخر الزمان، قال تعالى: (وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا* بَل رَّفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ).[٢٤]


المراجع

  1. سورة الأحزاب، آية:7
  2. محمد بن عودة السعوي، رسالة في أسس العقيدة، صفحة 54. بتصرّف.
  3. سورة الأحقاف، آية:35
  4. سورة الإسراء، آية:55
  5. سورة البقرة، آية:253
  6. أحمد حطيبة، تفسير أحمد حطيبة، صفحة 5. بتصرّف.
  7. عمر الأشقر، الرسل والرسالات، صفحة 217. بتصرّف.
  8. سيد سابق، العقائد الإسلامية، صفحة 198. بتصرّف.
  9. مجموعة من المؤلفين، أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 205. بتصرّف.
  10. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة العقدية الدرر السنية، صفحة 472-474. بتصرّف.
  11. "ما اختص به النبي صلى الله عليه وسلم عن غيره من الأنبياء في الدنيا "، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 17/8/2021. بتصرّف.
  12. سورة الفتح، آية:2
  13. سورة سبأ، آية:28
  14. سورة الأنفال، آية:64
  15. سورة المائدة، آية:67
  16. سورة النساء، آية:125
  17. سورة مريم، آية:41
  18. سورة العنكبوت، آية:27
  19. سورة نوح، آية:5-6
  20. سورة العنكبوت، آية:14
  21. سورة النساء، آية:164
  22. سورة الإسراء، آية:101
  23. سورة المائدة، آية:110
  24. سورة النساء، آية:157-158