الإيمان

الإيمان في اللغة هو مطلق التصديق والإقرار والقبول، وفي الاصطلاح الشرعي: هو التصديق الجازم بكل ما أخبر به الله تعالى وما أخبر به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، والتصديق بأركانه التي لا يقوم الإيمان ولا يصح إلا به، فيؤمن بالله تعالى وأسمائه وصفاته، وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، فقد جاء في صحيح مسلم من حديث الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما سأل جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان فأجابه: (قالَ: فأخْبِرْنِي عَنِ الإيمانِ، قالَ: أنْ تُؤْمِنَ باللَّهِ، ومَلائِكَتِهِ، وكُتُبِهِ، ورُسُلِهِ، والْيَومِ الآخِرِ، وتُؤْمِنَ بالقَدَرِ خَيْرِهِ وشَرِّهِ)،[١] والإيمان أمر اعتقادي عملي فهو يتضمن التصديق والإذعان بالقلب، والقول باللسان، والعمل بالجوارح.[٢][٣]


صفات أهل الإيمان

يتميز أهل الإيمان بالعديد من الصفات، وهذه الصفات ذكرها الله تعالى في كتابه الكريم، وبيان بعض هذه الصفات كما يأتي:[٤][٥]

  • طاعة الله تبارك وتعالى والخشية منه والتزام أوامره واجتناب نواهيه وطاعة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: (وَأَطيعُوا اللَّـهَ وَرَسولَهُ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ).[٦]
  • إقامة الصلاة والمحافظة على أدائها في أوقاتها، وإتمام أركانها وشروطها، وأقوالها وأفعالها، وركوعها وسجودها، وحضور القلب والخشوع فيما يقرؤه المصلي من آيات القرآن الكريم، وفيما يقولها من أدعية وأذكار، قال تعالى في وصفه للمؤمنين: (الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ).[٧]
  • الإنفاق في سبيل الله سواء كان حقاً لله تعالى أو حقاً للعباد كالزكاوات والصدقات ومساعدة الفقراء والمحتاجين، والكفارات والنذور، والنفقات الواجبة.
  • الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وموالاة المؤمنين ونصرتهم، ومحبتهم والدعوة لهم، قال تعالى: (وَالمُؤمِنونَ وَالمُؤمِناتُ بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ يَأمُرونَ بِالمَعروفِ وَيَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ).[٨]
  • الإعراض عن اللغو ولهو الحديث والباطل من الأقوال والأفعال، وعدم الانشغال به، واجتناب كل كلام لا فائدة له وعدم الخوض فيه، فالمؤمن يعرف حق المعرفة أنه محاسب على كل مايصدر منه من أقوال وأفعال، قال تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ).[٩]
  • حفظ الفروج عن المحرمات وتجنب كل السبل المؤدية إلى الزنا، كالنظر إلى المحرمات وسماعها، قال تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ).[١٠]
  • حفظ العهود والمواثيق والأمانات وعدم النقض بها، وأداء الحقوق والواجبات، سواء المتعلقة بالله أو بالعباد، وعدم الغدر والخيانة والوفاء بها والالتزام بها في وقتها، قال تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ).[١١]
  • أداء الشهادة بحق من غير غش أو كذب، دون تحريف أو تغيير أو تبديل، قال تعالى: (وَالَّذِينَ هُم بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ).[١٢]
  • التقرب إلى الله تعالى بفعل الطاعات والقربات، والابتعاد عن المعاصي والمحرمات، والإكثار من التوبة والرجوع إليه.
  • التخلق بالأخلاق الحسنة والحميدة، كالتواضع وعدم الكبر، والمشي بين الناس بسكينة ووقار، قال تعال: (وَعِبَادُ الرَّحْمَـنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا).[١٣]
  • المداومة على قيام الليل وإحيائه بالصلاة والدعاء وفعل الطاعات، فالمؤمن يلجأ إلى ربه ويتضرع لنيل مغفرته ورحمته، قال تعالى: (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا).[١٤]
  • لين القلب واطمئنانه وكثرة البكاء والخشية، وزيادة الإيمان والخشوع والإخبات، عند تلاوة آيات الله وسماعها، فالمؤمن يرجو رحمة الله تعالى ويخشى عذابه، قال تعالى: (إِنَّمَا المُؤمِنونَ الَّذينَ إِذا ذُكِرَ اللَّـهُ وَجِلَت قُلوبُهُم وَإِذا تُلِيَت عَلَيهِم آياتُهُ زادَتهُم إيمانًا وَعَلى رَبِّهِم يَتَوَكَّلونَ).[١٥]
  • التوسط في الإنفاق دون إسراف ولا تقتير، قال تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا).[١٦]
  • اجتناب كل ما يؤذي الآخرين، كالحسد والبغضاء والكره، وعدم الاعتداء عليهم وقتلهم من غير حق.
  • التصديق بالأمور الغيبية، والإقرار باليوم الآخر وما فيه من البعث والحساب والجزاء والجنة والنار، قال تعالى: (وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ)،[١٧] والإيمان بأركان الإيمان كاملة، بوجود الله تعالى وأسمائه وصفاته وتوحيده، والكتب، والرسل، والملائكة، والقدر خيره وشره.


المراجع

  1. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:8، صحيح.
  2. "تعريف الإيمان بالله لغةً واصطلاحاً"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 5/7/2021. بتصرّف.
  3. أبو بكر الجزائري، النجاة النجاة يا عباد الله، صفحة 4. بتصرّف.
  4. عبد الله بن جار الله الجار الله، تذكير المسلمين بصفات المؤمنين، صفحة 63-71. بتصرّف.
  5. سعيد بن وهف القحطاني، نور الهدى وظلمات الضلال في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 214-217. بتصرّف.
  6. سورة الأنفال، آية:1
  7. سورة المؤمنون، آية:2
  8. سورة التوبة، آية:71
  9. سورة المؤمنون، آية:3
  10. سورة المؤمنون ، آية:5
  11. سورة المؤمنون، آية:8
  12. سورة المعارج، آية:33
  13. سورة الفرقان ، آية:63
  14. سورة الفرقان، آية:64
  15. سورة الأنفال، آية:2
  16. سورة الفرقان، آية:67
  17. سورة المعارج ، آية:26