أركان الإيمان

الإيمان واجب على كل إنسان، وهو تصديقٌ بالقلب وقولٌ باللسان وعملٌ بالجوارح،[١] وللإيمان ستة أركان، هي: الإيمان بالله -تعالى-، والإيمان بالملائكة، والإيمان بالكتب المنزلة، والإيمان بالرسل والأنبياء، والإيمان باليوم الآخر والحساب، والإيمان بالقدر خيره وشره، وقد بيَّنَها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في جوابه لجبريل -عليه السلام- عندما جاء كي يعلم الصحابة -رضي الله عنهم- الدِّين، جاء في الحديث: (قالَ: فأخْبِرْنِي عَنِ الإيمانِ، قالَ: أنْ تُؤْمِنَ باللَّهِ، ومَلائِكَتِهِ، وكُتُبِهِ، ورُسُلِهِ، والْيَومِ الآخِرِ، وتُؤْمِنَ بالقَدَرِ خَيْرِهِ وشَرِّهِ ، قالَ: صَدَقْتَ)،[٢] وهذه الأركان يجب أن تكون جميعها متحققة في الإنسان حتى يكون مؤمناً، فإذا فُقِدَ ركنٌ واحدٌ منها ولم يتحقق؛ فلا يكون الإنسان حينها مؤمناً، ولا يصدق عليه وصف الإيمان، لأنه لا يقوم إلا على أركانه مجتمعة، كما لا يقوم البناء إلا على أعمدته كلها.[٣]


شروط أركان الإيمان

إن للإيمان شروطاً يجب أن تتحقق كي يُعتبر إيماناً صحيحاً ينفع صاحبه ويوصله إلى الجنة، منها:[٤]


العلم

والمقصود به العلم بمعنى الأركان ومدلولاتها، وما تستلزمه من العمل بمقتضاها، علماً حقيقياً لا لُبسَ فيه، قال -تعالى-: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ}،[٥] وقال -صلى الله عليه وسلم-: (مَن ماتَ وهو يَعْلَمُ أنَّه لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، دَخَلَ الجَنَّةَ)،[٦] وهذا العلم واجب على كل مسلم، ومما يساعد عليه؛ تدبر أسماء الله وصفاته، والتفكر في عِظم مخلوقاته، ومعرفة صفات الملائكة والرسل وأسمائهم، وأسماء الكتب السماوية، ومعرفة وجوب الحساب يوم القيامة، والرضا بقضاء الله وقدره.


اليقين

وهو كمال العلم الخالي من الشك والريب تماماً، قال -تعالى-: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ}،[٧] وقال -صلى الله عليه وسلم-: (أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَنِّي رَسولُ اللهِ، لا يَلْقَى اللَّهَ بهِما عَبْدٌ غيرَ شاكٍّ فِيهِما، إلَّا دَخَلَ الجَنَّةَ).[٨]


الصدق

وهو المُنافي للكذب المانع من النفاق، قال --تعالى-: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ* يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ* فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ}.[٩]


الانقياد والتسليم

لكل ما جاء به الله -تعالى- في كتابه، وما جاء به النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما ثبت عنه، والقيام بالواجبات المأمور بها وأدائها بمحبة وقبول، قال -تعالى-: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}،[١٠] وقال -صلى الله عليه وسلم-: (لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى أكُونَ أحَبَّ إلَيْهِ مِن والِدِهِ ووَلَدِهِ والنَّاسِ أجْمَعِينَ).[١١]


الإخلاص

وهو ابتغاء مرضاة الله -تعالى- في جميع الأعمال والطاعات، وعدم الإشراك به، جاء في الحديث: (فإنَّ اللَّهَ قدْ حَرَّمَ علَى النَّارِ مَن قالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، يَبْتَغِي بذلكَ وجْهَ اللَّهِ).[١٢]


المراجع

  1. الآجري، الشريعة، صفحة 611. بتصرّف.
  2. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمر بن الخطاب ، الصفحة أو الرقم:8، حديث صحيح.
  3. عبد الله الأثري، الوجيز في عقيدة السلف الصالح أهل السنة والجماعة، صفحة 48. بتصرّف.
  4. ابراهيم أبا حسين، معجم التوحيد، صفحة 24-34. بتصرّف.
  5. سورة محمد، آية:19
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عثمان بن عفان، الصفحة أو الرقم:26، حديث صحيح.
  7. سورة الحجرات، آية:15
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:27، حديث صحيح.
  9. سورة البقرة، آية:8-10
  10. سورة النساء، آية:65
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:15، حديث صحيح.
  12. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عتبان بن مالك، الصفحة أو الرقم:1186، حديث صحيح.