الملائكة
الملائكة: هم مخلوقات من عالم الغيب، خلقهم الله تعالى من نور، ولهم أجنحة يتفاوتون في عددها، ويعبدون الله تعالى، ولا يعصون أوامره، ولهم القدرة في التشكل على هيئة البشر، ولا يعلم عددهم الكبير غير الله عزّ وجلّ، والإيمان بهم والإقرار بوجودهم ركن من أركان الإيمان، حيث لا يصلح إيمان العبد إلا به، قال تعالى: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ).[١][٢]
تثبيت الملائكة للمؤمنين
تحدث كلٌ من القرآن الكريم والسنة النبوية عن إمداد الملائكة للمؤمنين في الحروب، حيث شاركت الملائكة في القتال مع المؤمنين في كثير من المعارك، وقامت بتثبيتهم والمحاربة معهم وقتل الأعداء وضربهم، وفيما يأتي بيان بعض صور تثبيت الملائكة للمؤمنين في بعض الغزوات التي شارك فيها الملائكة وقاتلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام:[٣][٤]
- غزوة بدر: شارك الملائكة المؤمنين في قتال المشركين في غزوة بدر، حيث أمد الله تعالى المؤمنين فيها بأعداد كبيرة من الملائكة، قال تعالى: (إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيَكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُنزَلِينَ* بَلَى إِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَـذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ)،[٥] حيث ألقى الله تعالى الرعب في قلوب المشركين وأوحى إلى الملائكة أنه معهم، وأمرهم بتثبيت المؤمنين وضرب المشركين وقتلهم، قال تعالى: (إِذ يوحي رَبُّكَ إِلَى المَلائِكَةِ أَنّي مَعَكُم فَثَبِّتُوا الَّذينَ آمَنوا سَأُلقي في قُلوبِ الَّذينَ كَفَرُوا الرُّعبَ فَاضرِبوا فَوقَ الأَعناقِ وَاضرِبوا مِنهُم كُلَّ بَنانٍ)،[٦] وقد ذكر الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنه أن رجلاً من المؤمنين في القتال قد سمع صوت ضربة ملك من الملائكة وهو يضرب أحد الكفار وسمع صوته وهو ينادي على الفرس الذي يركبه، فلما أخبر الرجل ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم أقرّه على هذا وصدقه، وقال له أنه ملك من الملائكة الذين أمدهم الله تعالى.
- غزوة أحد: أيد الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد بإرسال ملائكة من السماء لقتال المشركين معه وتثبيته وحمايته والدفاع عنه، حيث ورد عن الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنه رأى رجلان يقاتلان مع النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال: (رَأَيْتُ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَومَ أُحُدٍ ومعهُ رَجُلَانِ يُقَاتِلَانِ عنْه -عليهما ثِيَابٌ بيضٌ- كَأَشَدِّ القِتَالِ، ما رَأَيْتُهُما قَبْلُ ولَا بَعْدُ)،[٧] وهذان الرجلان هما جبريل وميكائيل عليهما السلام.
- غزوة الأحزاب: عندما اتحد المشركون واليهود والمنافقون في قتال النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه من المؤمنين في غزوة الأحزاب، ألقى الله تعالى الرعب في قلوبهم، وشتت جمعهم، وزلزل قلوبهم وأبدانهم، وأرسل رياحاً قوية شديدة البرودة، وبعث جنوده من الملائكة للنصرة والقتال، فخلعت خيم الأعداء وقطعتها، وأطفأت النيران، وكثر تكبيرهم في المعسكر، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا).[٨] وقد ثبت عن الصحابي أنس بن مالك رضي الله عنه أنه رأى الغبار مرتفعاً عن الأرض أثر موكب وسير جبريل عليه السلام ومن معه من الملائكة عندما ذهب النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى يهود بني قريظة بعد رجوعهم من الغزوة.
- غزوة حنين: فقد بين القرآن الكريم أن الله تعالى أمدّ نبيه صلى الله عليه وسلم ومن معه من المؤمنين بالملائكة في غزوة حنين لنصرتهم والمشاركة في القتال، فقال: (ثُمَّ أَنزَلَ اللَّـهُ سَكينَتَهُ عَلى رَسولِهِ وَعَلَى المُؤمِنينَ وَأَنزَلَ جُنودًا لَم تَرَوها)،[٩] ويقصد بالجنود الملائكة.
مواضيع أخرى:
المراجع
- ↑ سورة البقرة، آية:285
- ↑ محمد بن إبراهيم بن أحمد الحمد، الطريق إلى الإسلام، صفحة 59. بتصرّف.
- ↑ عمر الأشقر، عالم الملائكة الأبرار، صفحة 62-63. بتصرّف.
- ↑ علي الصلابي، الإيمان بالملائكة، صفحة 124-134. بتصرّف.
- ↑ سورة آل عمران، آية:124-125
- ↑ سورة الأنفال، آية:12
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سعد بن أبي وقاص، الصفحة أو الرقم:4054، صحيح.
- ↑ سورة الأحزاب، آية:9
- ↑ سورة التوبة، آية:26