عدد الملائكة في معركة بدر
تحدث القرآن الكريم عن إمداد الملائكة للمؤمنين يوم غزوة بدر، وصرحت السنة النبوية أيضاً بنزول الملائكة يوم بدر، فعندما تلاقى الجيشان، جيش المسلمين، وجيش مشركي قريش، وكان حينئذ عدد المشركين أكثر بكثير من عدد المسلمين، توجه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الله عزّ وجل مستقبل القبلة يدعوه ويلتجأ إليه بأن ينصرهم على المشركين، فما زال يدعو ويتضرع إليه حتى استجاب الله له، وأمدهم بنزول الملائكة من السماء، فوعدهم الله تعالى بنزول ألف من الملائكة، فقال تعالى: (إِذ تَستَغيثونَ رَبَّكُم فَاستَجابَ لَكُم أَنّي مُمِدُّكُم بِأَلفٍ مِنَ المَلائِكَةِ مُردِفينَ)،[١] ثم وعدهم بالزيادة، بقوله مردفين: أي سيتبعهم بألوف أخر من الملائكة، فصاروا ثلاثة آلاف، ثم صاروا خمسة آلاف، وكل ذلك لثباتهم في المعركة وصبرهم، فقال تعالى: (إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيَكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُنزَلِينَ* بَلَى إِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَـٰذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ)،[٢][٣][٤]
قتال الملائكة يوم بدر
شاركت الملائكة المؤمنين في قتال المشركين في غزوة بدر، فألقى الله تبارك وتعالى الرعب والخوف في قلوب المشركين، وأوحى إلى ملائكته أنه معهم، وأمرهم بتثبيت المؤمنين في ساحة المعركة، ومشاركتهم في قتال المشركين، والمحاربة معهم، وقتل المشركين بضرب أعناقهم وأيديهم، قال تعالى: (إِذ يوحي رَبُّكَ إِلَى المَلائِكَةِ أَنّي مَعَكُم فَثَبِّتُوا الَّذينَ آمَنوا سَأُلقي في قُلوبِ الَّذينَ كَفَرُوا الرُّعبَ فَاضرِبوا فَوقَ الأَعناقِ وَاضرِبوا مِنهُم كُلَّ بَنانٍ)،[٥] وقد جاء في حديث الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنه أن أحد المقاتلين من المسلمين يوم بدر أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمع صوت ضرب ملك من الملائكة لأحد المشركين، وسمع صوته وهو ينادي على فرسه، فأقره النبي صلى الله عليه وسلم وأجابه أنه من الملائكة الذين أمدهم الله تعالى، وقد جاء في صحيح البخاري من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنه أيضاً أنه قال: (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ يَومَ بَدْرٍ: هذا جِبْرِيلُ، آخِذٌ برَأْسِ فَرَسِهِ، عليه أدَاةُ الحَرْبِ).[٦][٧]
غزوة بدر
غزوة بدر هي أول غزوة غزاها النبي صلى الله عليه وسلم بعد بعثته، حدثت في يوم الجمعة السابع عشر من رمضان من السنة الثانية للهجرة، وتسمى بدر الكبرى، وبدر العظمى، وبدر القتال، وقد بلغ عدد الصحابة المقاتلين ثلاثمئة وبضعة عشر رجلاً، وكان عدد المشركين نحو ألف رجلٍ، وقد انتهت هذه الغزوة بالنصر العظيم للمسلمين، والهزيمة الساحقة للمشركين، قال تعالى: (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّـهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّـهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)،[٨] واستشهد من المسلمين أربعة عشر رجلاً، وقتل من المشركين سبعون رجلاً، وأسر سبعون آخرين، وقد كان لهذه الغزوة الأثر العظيم والكبير لمستقبل الإسلام والمسلمين، وقد سمى الله تعالى يوم بدر بيوم الفرقان لأن الله تعالى فرّق في هذا اليوم بين الحق وعزته والباطل وذلته، قال تعالى: (يَومَ الفُرقانِ يَومَ التَقَى الجَمعانِ).[٩][١٠]
مواضيع أخرى:
المراجع
- ↑ سورة الأنفال، آية:9
- ↑ سورة آل عمران، آية:124-125
- ↑ "عدة الملائكة يوم غزوة بدر الكبرى"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 14/7/2021. بتصرّف.
- ↑ "الملائكة في غزوة بدر"، إسلام أون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 14/7/2021. بتصرّف.
- ↑ سورة الأنفال، آية:12
- ↑ علي الصلابي، الإيمان بالملائكة، صفحة 125-126. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:3995، صحيح.
- ↑ سورة آل عمران، آية:123
- ↑ سورة الأنفال، آية:41
- ↑ أبو مدين الفاسي، مستعذب الإخبار بأطيب الأخبار، صفحة 237-243. بتصرّف.