الملائكة

الملائكة خلق من خلق الله تعالى خلقهم لعبادته كما خلق الجن والإنس، وعالم الملائكة غير عالم الإنس والجن، فهو عالم طاهر كريم نقي منزه عن الآثام والأخطاء، رفع الله تعالى مقامهم وقدرهم، فهم يطيعون الله عز وجل دون أن يعصوه، فقد اصطفاهم الله تعالى ليكونوا بقربه ولتنفيذ أوامره، وجعلهم رسلاً وسفراء إلى رسله وأنبيائه، وقد خلقهم الله تعالى من نور، وتسكن الملائكة السموات العليا، وينزلون منها إلى الأرض بإذن الله وأمره، فلا يوجد ملك إلا وله موضع مخصوص من السماء، ومقام في العبادة مأمور به لا يتخطاه، وقد وكل الله تعالى ملائكته بأعمال ووظائف يجب عليهم القيام بها، وعدد الملائكة غير محصور، فعددهم كبير لا يعلمه إلا الله تعالى، وهناك ثلاثة منهم يترأسونهم، وهم أقرب الملائكة إلى الله تعالى، وهم جبريل عليه السلام وهو أعظمهم وأقربهم إلى الله تعالى، حيث وكله بأعظم مهمة وهي تبليغ الوحي إلى الرسل والأنبياء، وميكائيل عليه السلام الموكل بإحياء الأرض ومن عليها، وإسرافيل عليه السلام الموكل بالنفخ بالصور عند قيام الساعة.[١]


منزلة الإيمان بالملائكة

الإيمان بالملائكة هو الركن الثاني من أركان الإيمان بعد الإيمان بالله سبحانه، حيث يجب على المسلم الإيمان بهم ليصح إيمانه ويكتمل، وقد أمر الله تعالى عباده بالتصديق والإقرار بكل ما ورد بشأنهم، فقال في كتابه: (وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ..)،[٢] وحذر من الكفر بهم وإنكارهم، فقال: (وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا)،[٣] ولتحقيق الإيمان بالملائكة لا بد من الأمور الآتية، وهي:[٤][٥]

  • الإيمان بوجودهم على الحقيقة.
  • الإيمان بجميع الملائكة، فنؤمن بمن ثبتت أسماؤهم في القرآن الكريم والسنة النبوية تفصيلاً، وبمن لم تثبت أسماؤهم إجمالاً.
  • الإيمان بما علمنا من صفاتهم، كالصفة التشكل والقدرة، وصفة خلق جبريل أنه له ستمئة جناح.
  • الإيمان بما علمنا من الوظائف الموكلة لهم بأمر من الله تعالى، كالتسبيح والاستغفار والتعبد لله، والوظائف الخاصة الموكلة لبعض الملائكة، فجبريل عليه السلام موكل بالوحي والرسالة، وميكائيل عليه السلام موكل بإحياء الأرض، وحملة العرش الموكلة بحمل عرش الله جلا وعلا، وغير ذلك من الأعمال.


صفات الملائكة الخَلقية

الملائكة لا يوصفون بالذكورة ولا بالأنوثة، خلقهم الله تعالى بصورة حسنة جميلة، لا يأكلون ولا يشربون ولا ينامون ولا يتناكحون، فهم ليسوا كالبشر، يعبدون الله تعالى دون تعب أو ملل أو كسل، لهم القدرة على التشكل بصورة مختلفة وهيئات كثيرة، يمتازون بالسرعة الهائلة والكبيرة، جعل الله تعالى لهم أجنحة، فمنهم من له جناحان، ومنهم من له ثلاثة، ومنهم من له أربعة، ومنهم ما يمتلك أكثر من ذلك.[٦]


صفات الملائكة الخُلقية

يتصفون الملائكة بالأخلاق الكريمة الحسنة، في أقوالهم وأفعالهم، كالصفة الحياء والخشية من الله تعالى، فهم عباد مكرمون أبرار، ويمتازون بالعلم الكبير والوفير، والتنظيم في جميع شؤونهم وأمورهم.[٧]



المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين ، موسوعة المفاهيم الإسلامية العامة، صفحة 625. بتصرّف.
  2. سورة البقرة، آية:177
  3. سورة النساء، آية:136
  4. عبد العزيز بن محمد بن علي آل عبد اللطيف، التوحيد للناشئة والمبتدئين، صفحة 55-56. بتصرّف.
  5. ابن عثيمين، نبذة في العقيدة الإسلامية، صفحة 42-43. بتصرّف.
  6. عمر الأشقر، عالم الملائكة الأبرار، صفحة 12-15. بتصرّف.
  7. عمر الأشقر، عالم الملائكة الأبرار، صفحة 19-25. بتصرّف.