أشهر الحج

جعل الله تعالى لأداء فريضة الحج وقتاً معيناً، فلا يصح أداء شيء من أعمال الحج في غير وقت الحج، قال تعالى: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ)،[١] واتفق الفقهاء على أن المراد بأشهر الحج، هو شهر شوال، وشهر ذي القعدة، واختلفوا في شهر ذي الحجة، هل هو بكماله من أشهر الحج، أم الأيام العشر الأولى منه، وبيان اختلافهم فيما يأتي:[٢][٣]

  • ذهب الحنفية، والشافعية، والحنابلة أن أشهر الحج، هي شوال، وذو القعدة، والعشر الأولى من شهر ذي الحجة، حيث تبدأ من أول شهر شوال، وتنتهي بنهاية اليوم العاشر من ذي الحجة، فيدخل فيها اليوم العاشر كاملاً، إلا أن الشافعية قالوا أنها تنتهي بطلوع فجر اليوم العاشر، فاليوم العاشر ليس منها.
  • ذهب المالكية أن أشهر الحج، هي شوال، وذو القعدة، وذو الحجة كاملاً، فيبدأ من أول شهر شوال، وتنتهي بآخر يوم من شهر ذي الحجة، أي أن التحلل من الحج يمتد إلى نهاية شهر ذي الحجة.


حكم الإحرام للحج قبل أشهر الحج

اتفق الفقهاء على عدم جواز أداء أي عمل من أعمال الحج قبل أشهر الحج، كأن يقوم بالسعي بين الصفا والمروة، إلا أنهم اختلفوا في صحة الإحرام بالحج قبل أشهر الحج، وبيان اختلافهم كما يأتي:[٤]

  • ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية، والمالكية، والحنابلة، إلى صحة الإحرام بالحج قبل أشهر الحج، مع الكراهة، فالحج في أشهر الحج أكمل وأفضل من الإحرام في غيرها من الأشهر.
  • ذهب الشافعية إلى عدم صحة الإحرام بالحج قبل أشهر الحج، فإذا أحرم بالحج مثلاً قبل بداية شهر شوال، لم ينعقد إحرامه للحج، وانعقد الإحرام للعمرة.


فضائل الحج وفوائده

هناك العديد من الفضائل والفوائد التي تترتب على أداء فريضة الحج، وبيان بعض منها كما يأتي:[٥][٦]

  • الحج من أفضل العبادات إلى الله تعالى، وأحب الأعمال إليه، فقد جاء في الحديث: (سُئِلَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أيُّ الأعْمَالِ أفْضَلُ؟ قالَ: إيمَانٌ باللَّهِ ورَسولِهِ قيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قالَ: جِهَادٌ في سَبيلِ اللَّهِ قيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قالَ: حَجٌّ مَبْرُورٌ).[٧]
  • الحج سبب لمغفرة الذنوب، ومحو السيئات، قال النبي صلى الله عليه وسلم:(مَن حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ، ولَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَيَومِ ولَدَتْهُ أُمُّهُ).[٨]
  • الحج فيه إظهار التذلل لله تعالى، فالحاج يلبس ملابس الإحرام، مظهراً فقره واحتياجه لله تعالى، ويبتعد عن زينة الحياة الدنيا، وشواغلها.
  • الحج سبب لتقوية الإيمان، وتطهير النفس، وتهذيبها، فالحاج يجدد العهد مع الله، بإخلاص التوبة إليه، والتزام أوامره، واجتناب نواهيه.
  • الحج يحقق التعارف بين الناس، حيث يجتمع الناس من جميع أقطار العالم، فيكون ذلك سبباً لتحقيق النفع والمحبة بينهم، وتبادل المصالح والخبرات، وتعزيز العلاقات، فيتفقدون أحوال بعضهم البعض، ويتشاركون أوضاعهم وهمومهم.
  • الحج سبب للحصول على الثواب العظيم، والأجر الجزيل، وهو سبب لدخول الجنة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (والحَجُّ المَبْرُورُ ليسَ له جَزَاءٌ إلَّا الجَنَّةُ).[٩]


المراجع

  1. سورة البقرة، آية:197
  2. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 49. بتصرّف.
  3. "المقصود بأشهر الحج"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 13/6/2021. بتصرّف.
  4. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 143-144. بتصرّف.
  5. "من فوائد الحج"، الغسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 13/6/2021. بتصرّف.
  6. "الحج فضائل وفوائد"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 13/6/2021. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:1519، صحيح.
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:1521، صحيح.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:1773، صحيح.